أكدت مصادر عسكرية يمنية مطلعة، أمس، مصرع عدد من الأجانب المنضوين في صفوف تنظيم “القاعدة” خلال مواجهات عنيفة اندلعت بين مسلحي التنظيم ووحدات من الجيش في منطقة رداع، التابعة لمحافظة البيضاء، جنوب شرق العاصمة صنعاء . وكشفت المصادر ل “الخليج” أن 4 صوماليين وسعوديين اثنين قتلوا خلال المواجهات المسلحة التي شهدتها رداع خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرة إلى أن عدداً من الأجانب قاتل في صفوف مسلحي التنظيم ومعظمهم يحملون جنسيات إفريقية . ولفتت إلى اعتقال ثلاثة صوماليين وإثيوبيين اثنين خلال المواجهات، وأن اثنين من هؤلاء أدليا بمعلومات حول مغادرة عناصر أجانب في “القاعدة” من اليمن عبر التسلل بحراً إلى منطقة “البر الصومالي”، وأن أغلبية المقاتلين الأجانب توجهوا عقب تحرير المناطق التي كان يستحوذ عليها تنظيم القاعدة في أبين إلى منطقة المحفد في أطراف المدينة . وتوقعت المصادر أن يتم التوصل لتسوية نهائية تنهي مأساة اختطاف ثلاثة من الرعايا النمساويين والفنلنديين قريباً، بعد توقف المواجهات المسلحة إثر تدخل وساطة قبلية جديدة . من جهته، أعلن تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” مسؤوليته عن مقتل عشرات الجنود اليمنيين في مواجهات مع الجيش، وتمكنه من إعطاب دبابتين واستيلائه على عتاد عسكري خلال مواجهات بمحافظة البيضاء شرق اليمن . وقال في بيان له بثته وكالات الأنباء، إنه “نفذ عملية استشهادية بسيارة مفخخة على نقطة أَحرمَ العسكرية، أسفرت عن مقتلِ وإصابةِ نحوَ ثلاثينَ جندياً كنتيجةٍ أولية” . وأضاف “إن المواجهات مع الجيش في منطقة خُبزَةَ بالبيضاء، أسفرَ عن إعطابِ 3 دوريات عسكريةٍ وغنيمة سيارةِ إسعاف عسكرية ومحاصرةِ مجموعةِ من الجنود” . وتنبى التنظيم “تفجير ثلاث عبوَات ناسفة على أطقم للجنود أسفرت عن مقتلِ 8 منهُم على الأقل، إضافة إلى كمين لشاحنتي إمداد عسكريتين نتج عنه إحراقهما” . وزعم تنفيذ 5 تفجيرات “نوعية داخل معسكر في رداع، ما أسفر عن مقتلِ 30 جندياً وصلت جثثهم إلى أحد مستشفيات رداع” . وقال إن مقاتليه “تمكنوا من إعطاب دبابتين وغنيمة شاحنة عسكرية محملة بالذخيرة، ومضاد طيران عيار،37 ومدرعة عسكرية مثبت عليها مضاد طيران عيار 5 .14” . واندلعت المواجهات في البيضاء بعد فشل وسطاء قبليين في إقناع مسلحي “القاعدة” بتسليم أنفسهم إلى السلطات والإفراج عن 3 رهائن، هم زوجان فنلنديان ورجل نمساوي يدرسون اللغة العربية في اليمن، خطفوا من صنعاء في 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي . واستمرت المواجهات بين الجيش اليمني ومسلحي جماعة “أنصار الشريعة”، الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة في مناطق عدة بمحافظة أبينالجنوبية، وتحدثت مصادر محلية عن مقتل أربعة جنود واثنين من مقاتلي اللجان الشعبية التي تساند قوات الجيش في مواجهات ميدانية أعقبت سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية اليمنية على معاقل للتنظيم في مدينتي شقرة والوضيع ومناطق أخرى تطل على جبل المراقشة وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من التنظيم . وأفادت وزارة الدفاع أن وحدات عسكرية وأمنية ترافقها فرق من مقاتلي اللجان الشعبية وجهت ضربات استباقية ناجحة على أوكار المسلحين في عدد من المناطق الجبلية والقرى النائية، بعدما حاولوا التجمع وتهديد الأمن والاستقرار . وقالت إن قوات الجيش واللجان تمكنت من تضييق الخناق على المسلحين بعدما أوقعت بهم خسائر بشرية، وتمكنت من القبض على ثلاثة من عناصر تنظيم القاعدة . ودعت وزارة الدفاع المواطنين ومقاتلي اللجان الشعبية إلى عدم السماح لعناصر الإرهاب بإعاقة مسيرة إعادة البناء والتنمية التي باتت تشهدها محافظة أبين . وقال عسكريون ل “ الخليج” إن وحدات من قوات الجيش مدعومة بفرق من مقاتلي اللجان الشعبية، بدأت الانتشار في منطقة المرون لملاحقة فلول المسلحين . في محافظة البيضاء قال مسؤول محلي إن المواجهات المندلعة منذ الاثنين الماضي بين الجيش ومسلحي القاعدة توقفت بعد تعهد المسلحين بتسليم ثلاثة أجانب (فنلنديان ونمساوي) مختطفين لدى مسلحي القاعدة إلى لجنة وساطة قبلية .