أدانت القيادة المؤقتة للمؤتمر الجنوبي الأول القاهرة . أدانت الأعمال الإجرامية التي شهدتها محافظة شبوة الجمعة الماضية وراح ضحيتها عدد كبير من القتلى والجرحى العسكريين . وأكدت القيادة المؤقتة في بيان صادر عنها أن تلك العمليات التي وصفتها بالإرهابية هي استمرار للأعمال الممنهجة لتدمير الحالة السياسية والمعيشية والنيل من استقرار وأمن الجنوب منذ السابع من يوليو عام 94م لهدم أركان الدولة المدنية التي عاشها الجنوب منذ الاستقلال 30 من نوفمبر 67م ولفت البيان إلى أن الحوار الوطني الشامل عجز عن تقديم الحل لأهم قضية من القضايا التي يناقشها طوال ستة أشهر وهي القضية الجنوبية العادلة لأنه لم يأخذ جوهر القضية ولم يعر أي اهتمام لصرخات شعب الجنوب الذي خرج في ثمان مليونيات حسب البيان الذي أشار إلى أن الفشل السياسي سيجر فشلا اقتصاديا وأمنيا سينعكس سلبا على المواطن والوطن . وحمل البيان المسؤولية الكاملة القوى السياسية والعسكرية المتنفذة وسياستها عما آلت إليه حالة الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية وفي الشمال كذلك والمتمثل في إطلاق يد الإرهاب بالاعتداء على المرافق الاقتصادية والعسكرية واغتيال الكوادر الجنوبية موضحا أن سياستها الرامية إلى اقتسام التركة ونهب مقدرات وثروات الجنوب باتت مكشوفة من خلال تنفيذ مخطط دعم الإرهاب وإشاعة حالة الفوضى وعدم الاستقرار في الجنوب لجعله في حال اضطراب دائم لضمان بقاء سيطرة تلك القوى المتنفذة على موارد الجنوب حسب تعبير البيان الذي دعا إلى فضح تلك المخططات ومن يقف وراءها وإتاحة الفرصة أمام شعب الجنوب لتقرير مصيره . وترحم البيان على أرواح الشهداء مبديا تعاطفه مع الجرحى وأهاليهم ومتمنيا لهم الشفاء العاجل . نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم معاً من أجل حق تقرير المصير لشعب الجنوب بيان بشأن الاحداث الدامية فى محافظة شبوة صادر عن القيادة المؤقتة للمؤتمر الجنوبي الأول شهدت محافظة شبوة أمس الجمعة أحداث دامية تعتبر استمراراً لمسلسل الأعمال الارهابية التي تشهدها محافظات الجنوب منذ فترة، ولا يمكن قراءة وتوصيف ما حدث في محافظة شبوة من اعتداء ارهابي أودى بحياة عدد كبير من القتلى والجرحى إلا بأنه استمرار ممنهج لتدمير الحالة السياسية والمعيشية والنيل من استقرار الجنوب منذ سابع من يوليو عام 1994م عندما شرع النظام في هدم أركان الدولة المدنية التي عاش في رحابها شعب الجنوب منذ فجر الاستقلال في ال30 من نوفمبر 1967م . بالنظراً للأجواء العامة والظروف السياسية السائدة، فإن الأمل أخذ بالتلاشي في تحقيق أي تقدم في أي ناحية من نواحي الحياة، سواء السياسية منها أو المعيشية والامنية، وحتى الأمل الوحيد في تحقيق انفراج في أوضاع البلد المأزومة ونعني به الحوار الوطني الشامل الذي عجز عن تقديم الحل لأهم قضية من القضايا التي ظل يناقشها طوال ستة أشهر ونعني بها القضية الجنوبية العادلة لأن المؤتمر لم يأخذ بجوهر القضية الجنوبية ولم يعر اهتماماً لصرخات شعب الجنوب الذي خرج في مليونيات ثمان أذهلت المراقب اللبيب محلياً واقليمياً ودولياً بكثافة حشودها ودقة تنظيمها وسلميتها. إن الفشل السياسي لا يمكن إلا أن يجر الى فشل اقتصادي وأمني، وهذا ما نلاحظة في تدني مستوى المعيشة وفي هذا العدوان الارهابي المتنقل بين محافظات الجنوب ضد المواطنين المسالميين وفي اغتيال الكوادر العسكرية والأمنية الجنوبية بأيادي مجهولة، أو في اطلاق يد الارهاب بالاعتداء على المرافق الاقتصادية والعسكرية، لجعل الجنوب في حالة اضطراب دائم واشغاله عن قضيته الأساسية المتمثلة في حق تقرير المصير واستعادة دولته المدنية، وهي جرائم لا يمكن تغطيتها أو تبريرها إلا في نطاق العجز عن ايقافها لأنها تأتي في إطار الابتزازا والتخطيط الممنهج والمتعمد للقوى المتنفذة. إننا نحمل المسؤولية الكاملة عما آلت إليه حالة الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية وفي الشمال أيضاً للقوى السياسية والعسكرية المتنفذة وسياساتها الرامية الى اقتسام التركة لأنها لاتعترف بالقضية الجنوبية بل تعتبر الجنوب جزءاً من تلك التركة التى يجري الصراع حولها، وهذا ضرب من الخيال لأن في الجنوب شعب حي يعي حقوقه وواجباته ومستعد للتضحية بأغلى مايملك لاستردادها. ونؤكد في الوقت ذاته على مكانة الجنوب وموقعه الجيواستراتيجي في المنطقة والعالم وتأثير ما يحدث فيه على مجمل الأحداث في الجنوب والشمال ومنطقة الخليج والجزيرة والبحر الأحمر والقرن الافريقي واعتبار الأمن فيه جزء من الأمن الاقليمي والدولي لا يمكن العبث به، وندعو إلى فضح من يقوم بهذه الأعمال والمخططات للأبقاء على حالة عدم الاستقرار وتعكير صفو الأمن لضمان بقاء سيطرهم وتحكمهم واستغلالهم لموارد الجنوب، وندين هذه السياسة وما ينجم عنها ونعتبرها دعماً لقوى الارهاب التي تسعى إلى اشاعة حالة الفوضى وعدم الاستقرار، ونؤكد أن المدخل الصحيح للقضاء على الارهاب أياً كان مصدره ومكانه يكمن في ايجاد حل عادل للقضية الجنوبية يرتضيه شعب الجنوب حفاظاً على الأمن والاستقرار المحلي والاقليمي والدولي. إننا ندين بأشد العبارات ازهاق ارواح العسكريين في شبوة وغيرها سواء نفذته القاعدة او من يقف ورائها، ونعلن عن تعاطفنا مع أهالي الشهداء والضحايا وذويهم وندعو الله العلي القدير أن يتغمد الشهداء برحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وأن يشفي الجرحى إنه قادر على كل شيء وهو ولى الهداية والتوفيق. 15 ذو القعدة 1434 ه 21 سبتمبر 2013 م