/بيروت/ لؤي نجم الدين: تقف الحدود اللبنانية مع الكيان الإسرائيلي على شفا حرب جديدة غداة قصف إسرائيلي استهدف نقطة عسكرية لبنانية ما أدى إلى استشهاد ثلاثة جنود وصحفي لبنانيين وجرح أربعة آخرين، فيما ترددت أنباء عن مصرع ضابط إسرائيلي خلال الاشتباك القصير الذي بعث بمخاوف جدية عن اندلاع "حريق كبير" بالمنطقة. وطالب الرئيس اللبناني ميشيل سليمان جيشه بالتصدي للعدوان الإسرائيلي، فيما أعلنت سوريا ومصر تضامنهما مع لبنان ووقوفهما إلى جانب سيادته كما توالت على بيروت بيانات التضامن والتنديد بالعدوان، في حين دعت قوات الأممالمتحدة المنتشرة في المنطقة "يونيفيل" جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وندد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالانتهاك الإسرائيلي، وقال مكتبه انه اتصل بالرئيس المصري حسني مبارك لبحث سبل مواجهة العدوان الاسرائيلي ضد الجيش اللبناني. ومن جهته، طالب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الحكومة اللبنانية بالتقدم بشكوى عاجلة الى مجلس الامن ضد الاعتداء الاسرائيلي الجديد على لبنان وجيشه . وأكد بري في بيان له ان ما أقدمت عليه اسرائيل ينال من القرار 1701 ومن الجهد الدولي المبذول للتهدئة ويرفع من نسبة التوتر في جنوبلبنان والمنطقة . ووصف بري الاعتداء الاسرائيلي بأنه رسالة واضحة ضد الجهد العربي الذي تقوده سوريا والمملكة العربية السعودية لضمان الاستقرار في لبنان، واستهداف لكل جهد عربي لاعادة الاعمار وازالة آثار العدوان في جنوبلبنان وخصوصا بعد جولة أمير قطر الاخيرة مع أركان الدولة اللبنانية لتفقد مشاريع "بلسمة" جراح أهالي جنوبلبنان . ولم يشارك حزب الله الذي واجه عدوانا إسرائيليا قبل أربع سنوات في الاشتباك ولا يوجد مؤشر على استعدادات اسرائيلية مكثفة لعملية واسعة النطاق. وقال مصدر أمني لبناني إن الاحتكاك العسكري بدأ عندما أراد الإسرائيليون قطع شجرة داخل لبنان فأطلق الجيش اللبناني أعيرة نارية تحذيرية باتجاههم ورد الإسرائيليون بإطلاق قذائف المدفعية، مضيفا أن تبادل إطلاق النيران توقف إلا أن التوتر متزايد. وسقط الجنود الشهداء والصحفي عساف أبو رحال عندما احترقت ناقلة جند بعد إصابتها إصابة مباشرة بقذائف إسرائيلية في بلدة العديسة، بينما نقل تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله عن مصادر أمنية لبنانية قولها ان ضابطا اسرائيليا برتبة عالية قتل في الاشتباكات، وعملت قوات الجيش على سحبه تحت غطاء من قصف جوي لطائرات الاباتشي. ونجحت قوات الجيش اللبناني في اصابة مدرعة اسرائيلية إصابة مباشرة، وأكدت مصادر وقوع اصابات لعناصر من الجيش الاسرائيلي داخل المدرعة وفي محيطها أيضا. وزعمت مصادر إسرائيلية أن وحدة عسكرية إسرائيلية كانت تسير على الحدود تعرضت لإطلاق قذيفة هاون ما دفعها للتوغل داخل الأراضي اللبنانية، حيث جرى تبادل لإطلاق النار مع الجنود اللبنانيين استخدمت فيه الرشاشات الثقيلة وقذائف مدفعية. ونتيجة لسماع أصوات الانفجارات في منطقة أصبع الجليل ساد الاعتقاد لدى الإسرائيليين في سقوط صواريخ على المنطقة، حيث قام جيش وشرطة الاحتلال بعملية تمشيط واسعة في المنطقة دون العثور على آثار لسقوط صواريخ أو قذائف هاون، ومع ذلك فقد أعطى جيش الاحتلال تعليمات لسكان المنطقة التوجه إلى الملاجئ حال اندلاع الاشتباكات. وتأتي الاشتباكات بين الجانبين بعدما توعد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أيهود باراك في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، الأسبوع الماضي، بأن تضرب إسرائيل مباشرة المؤسسات الحكومية اللبنانية إذا أطلق حزب الله صواريخ على المدن الإسرائيلية، الأمر الذي دفع حزب الله إلى الرد بأن له بنكا من الاهداف في إسرائيل سيقوم بضربه إذا تجرأت تل أبيب على شن عدوان.