علقت الحكومة السورية عمليات إجلاء المدنيين والمسلحين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، متهمة المسلحين بخرق شروط وقف إطلاق النار. وقالت مصادر حكومية إن المسلحين عرقلوا إجلاء المدنيين من بلدتين مواليتين للحكومة في أماكن أخرى من سوريا. ولكن قياديا في جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) قال إن الجبهة وافقت على إجلاء الجرحى من بلدتي الفوعة وكفراية الشيعيتين اللتين تحاصرهما المعارضة المسلحة في محافظة إدلب. وأضاف المصدر أن عملية الإجلاء يمكن أن تتم اليوم. وقالت مصادر في المعارضة المسلحة إنها وافقت على إجلاء الجرحى من الفوعة وكفراية كجزء من الاتفاق لإجلاء المسلحين والمدنيين من شرق حلب. وفي غضون ذلك، تعرضت حافلات تقل أشخاصا من الأحياء الشرقية لإطلاق نار. وغادر المدينة 6 آلاف شخص على الأقل منذ يوم الخميس، لكن الأممالمتحدة تقول إن 50 ألف شخص لايزالون عالقين في شرقي حلب. واستعاد الجيش السوري، الذي يحظى بدعم روسيا، معظم الأحياء والمناطق في حلب الشرقية. وقال التلفزيون الحكومي السوري إن المسلحين حاولوا نقل أسرى لديهم من المناطق المحاصرة. لماذا توقف إجلاء المدنيين؟ تتسم عملية نقل آلاف الأشخاص من شرقي حلب التي تتعرض لهجمات من القوات الحكومية بحساسية بالغة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن عملية إجلاء المرضى والجرحى التي كانت مقررة الجمعة توقفت بأوامر من القوات الروسية بدون إعطاء أسباب للتوقف. بيد أن وسائل إعلام حكومية تابعة للحكومة السورية ذكرت أن عملية الإجلاء توقفت بعدما حاول مسلحون تهريب أسلحة ثقيلة وأسرى لديهم. وسُمِع دوي انفجارات عند معبر الراموسة حيث كانت قافلة تحمل مدنيين ومسلحين من المناطق الشرقية في طريقها إلى مناطق خاضعة للمعارضة المسلحة في إدلب. Image copyrightEPA Image captionتقول منظمات إغاثة إن أعدادا ضخمة من المدنيين بينهم أطفال لا يزالون في الأحياء الشرقية من حلب واتهم الطرفان بعضهما بعضا بإطلاق النار على الحافلات. وتقول الحكومة السورية وحلفيتها إيران إن عمليات الإجلاء من المناطق الشرقية لا يمكن أن تتم سوى بشكل متزامن بإجلاء المدنيين من بلدة كفراية وبلدة الفوعة الشيعيتن المواليتين للحكومة في محافظة إدلب واللتين تخضعان لحصار المعارضة المسلحة منذ سبتمبر/أيلول 2015. وتقدر اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نحو 20 ألف شخص يعيشون في الفوعة وكفراية. وقال مقاتلون موالون للحكومة إن سكان هاتين البلدتين الذين يتضورون جوعا اضطروا إلى أكل العشب كما اضطروا إلى قبول إجراء عمليات جراحية بدون تخدير.