بحث الجميع في وادي السليكون عن أبسط وأسهل طريق لدخول عالم الواقع المعزز Augmented Reality، إذ إن المناخ العام داخل السوق التقني يؤكد أن ال AR هو الحصان الرابح والمستقبل للواقع الافتراضي Virtual Reality. وكان واضحا خلال العامين الماضيين، أن أبرز من يتسابق في هذا المجال هما العملاقان شركتا أبل وغوغل، وتعتبر الأولى سابقة بخطوة مع منصتها ARKit، التي كشفت عنها في مؤتمرها الأخير السنوي للمطورين WWDC 2017. وعلى الرغم من أن غوغل قد سبقت بالكشف عن برنامجها للواقع المعزز Google Tang، بالتعاون مع بعض مصنعي الهواتف الذكية مثل أسوس ولينوفو، إلا أنها لما تنجح في أن تغري المستخدمين لاستخدام برنامجها. وقد يرجع السر في ذلك إلى أن التعامل بتقنية غوغل، يتطلب أن تغير هاتفك بالكامل وتشتري أحد الهواتف التي تدعم العمل بها، لذلك لم ينجح مشروع غوغل في أن يتحول موضة عامة يتهافت الجميع لاستخدامه. علاوة على ذلك، لم تنجح غوغل في حشد مجموعة من شركاء الطرف الثالث، من صناع المحتوى لتطوير ألعاب ومحتوى مميز ثري، يشوّق المستخدمون ويشجعهم على تغيير هواتفهم من أجل هواتف تانجو. أما عندما رفعت شركة أبل الستار عن منصتها للواقع المعزز، أدهشت الجميع من خلال سهولة وبساطة المنصة أمام المطورين وصناع المحتوى، ووفرة الأدوات المتاحة لديهم لإنتاج بيئات افتراضية مميزة، يمكن للمستخدمين أن يثروا بها واقعهم ويجعلوا العالم من حولهم أكثر متعة وتشويقا، فهي تطبيقات يمكن إضافتها لعالمك في الحياة اليومية.
من أهم عوامل النجاح المتوقع لأبل في عالم الواقع المعزز، هو السهولة والملاءمة لاستخدام جميع المستخدمين، إذ إن جميع مستخدمي أجهزة الشركة العاملة بأحدث أنظمة تشغيلها iOS 11 ، سيكون متاحا لهم الاستمتاع بتطبيقات ال AR، ولن يحتاجوا إلى تبديل هواتفهم. إلى جانب توسيع شراكات شركة أبل مع مختلف جوانب صناعة المحتوى، بحيث عندما تكون المنصة متاحة أمام عموم المطورين في نسختها الكاملة رسميا في سبتمبر المقبل، يكون صناع المحتوى والمستخدمون متشوقين للتعامل معها. هذه هي سياسة شركة أبل الدائمة لتكون رائدة في مجال ما، فهي قد لا تكون أول من قدم مستشعر بصمة الأصبع ولا الدفع عبر الموبايل، إلا أنها نجحت عبر بساطة توظيف تلك التقنيات داخل الهواتف بشكل يجعلها ملائمة للجميع.
