قالت الأممالمتحدة إن 14 شخصا على الأقل قُتلوا في اشتباكات عرقية شهدتها بلدة ديوكو بساحل العاج بين أنصار الرئيس المنتهية ولايته، رولان باغبو، والرئيس المنتخب، الحسن وتارا الذي طالب الخميس بإزاحة خصمه بالقوة. وأضافت المنظمة الدولية إن الاشتباكات ليست على صلة مباشرة بالأزمة الراهنة بشأن الصراع على السلطة في البلاد . إلا أن رئيس قوات حفظ السلام الدولية في ساحل العاج، ألان لو روي، حذر من أن الاشتباكات قد تكون بداية الصراع في منطقة غربي البلاد . يُشار إلى أن مدينة ديوكو تقع بالقرب من خط وقف إطلاق النار الذي يفصل المجموعات المتخاصمة بين شمال البلاد وجنوبها. من جهته، قال مراسل بي بي سي في أبيجان، جون جيمس، إن المنطقة المحيطة بالبلدة المذكورة، والواقعة على بعد حوالي 500 كيلو مترا عن العاصمة التجارية لساحل العاج، إن المنطقة المحيطة بديوكو يُطلق عليها اسم الغرب المتوحش . وقال المراسل إن المنطقة المذكورة هي من أكثر مناطق البلاد اضطرابا، وكانت قد شهدت اشتباكات عنيفة في ذروة الحرب الأهلية التي اندلعت في البلاد عام 2002. وتقطن المنطقة مجموعات ميليشيا لم تُنزع أسلحتها، وبعض تلك الميليشيات موالية لباغبو. وأضاف المراسل أن المنطقة استقطبت أيضا عناصر مرتزقة قدموا إليها من ليبيريا المجاورة. وقد تركز القتال مؤخرا بين أفراد من قبيلة الغوير المناصرة لباغبو ومجموعات من قبائل المالينكي ، وأصلها من شمال البلاد. فقد بدأ القتال قبل ثلاثة أيام عندما أطلق مسلحون النار على حافلة صغيرة وقتلوا أحد ركابها، وهو من قبائل المالينكي . ونقلت التقارير عن سكان المنطقة قولهم إن عددا من المنازل في المدينة أُحرق وتم تهديم وتخريب منازل أخرى أيضا. وقال المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة في ساحل العاج، سايمون مونزو: نشعر أن ما حدث في ديوكو هو انعكاس للميل نحو العنف والتوتر بين المجموعات . وكانت بعثة الأممالمتحدة في ساحل العاج قد طلبت مؤخرا من مجلس الأمن الدولي زيادة عدد أفرادها بألف أو ألفي عنصر إضافي في خضم الأزمة السياسية المتواصلة التي يشهدها البلاد. وقالت البعثة، والتي يبلغ قوامها حاليا قرابة ألف عنصر، إن عدد ضحايا أعمال العنف الأخيرة في ساحل العاج قد تجاوز ال 210 اشخاص. وتحرس قوات حفظ السلام فندقا في أبيدجان يقيم فيه وتارا الذي يحظى باعتراف المجتمع الدولي، ويرفض باغبو التنازل له عن السلطة. وقال روي إن الأممالمتحدة تواجه مزيدا من الأعمال العدائية بسبب ما وصفه بالتقارير الخاطئة التي تبثها وسائط الإعلام التي تخضع لباغبو. ويخضع شمال البلاد إلى نفوذ ميليشيا القوات الجديدة التي تدعم وتارا. وكان المأمول أن تؤدي نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى توحيد البلاد التي شهدت حربا أهلية منذ عام 2002. وكان وفد إيكواس، وهي المنظمة الإقليمية التي تضم في عضويتها دول غرب أفريقيا، قد نقلت تهديدات إلى باغبو بشأن إرغامه على التنحي عنوة إن هو رفض التنازل عن الحكم طواعية لوتارا. إلا أن وتارا دعا الخميس إلى إرسال قوات أفريقية خاصة لإزاحة باغبو، مضيفا: لقد انتهى وقت النقاش مع باغبو .