تخوض القوات الموالية للرئيس المعترف به من قبل المتحدة في ساحل العاج، الحسن وتارا، قتالا عنيفا بالقرب من مقر إقامة الرئيس المنتهية ولايته، لوران باغبو، الذي يرفض تسليم السلطة للفائز بالرئاسة. وقال شهود عيان في مدينة أبيدجانإن إن القوات الموالية لوتَّارا قد شنَّت هجوما على مقر إقامة باغبو المحصَّن. إطلاق نار وأضافوا أنهم سمعوا أصوات إطلاق نار كثيف قرب القصر الرئاسي، حيث يحاول الحرس الرئاسي الموالي لباغبو الدفاع عنه. وقد أكَّد مراسل بي بي سي في أبيدجان نبأ اندلاع القتال في المنطقة المحيطة بمبنى محطة التلفزيون. ونقل المراسل عن المتحدث باسم القوات الموالية لباغبو أن القوات الموالية للرئيس المنهية ولايته تتصدى لقوات وتارا. بدورهم، قال أنصار وتارا إنهم سيطروا على مبنى التلفزيون القريب من القصر الرئاسي، بينما قامت قوات فرنسية بنقل حوالي 500 أجنبي إلى مخيَّم عسكري وسط تدهور الوضع الأمني في المدينة. وتفيد التقارير بأن القوات الموالية لوتارا باتت تسيطر على حوالي 80 بالمائة من مساحة البلاد. ويبدو ان المعركة للسيطرة على البلاد وصلت إلى ذروتها حيث سمع تبادل إطلاق النار حول العديد من المباني الاستراتيجية في مدينة أبيدجان. معارك ضارية ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن أحد المواطنين قوله: "تدور الآن معارك ضارية بالأسلحة الثقيلة في محيط مقر باغبو" في حي كوكودي الراقي شمال أبيدجان. وأضاف: "منذ الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي تواصل إطلاق نار مكثف ويدور في أربع أو خمس اتجاهات على السواء". وجاء في بيان صادر عن حكومة وتارا أنها أمرت بإغلاق كافة المجالات البرية والجوية والبحرية في البلاد. وقال المتحدث باسم حكومة وتارا باتريك إتشي ان باغبو لم يظهر حتى الآن أي بادرة تدل على أنه سيتخلى عن السلطة. يُشار إلى أن مجلس الأمن الدولي كان قد فرض بالإجماع عقوبات على باغبو بسبب رفضه تسليم السلطة إلى وتارا. حظر التجوُّل وكان كبير موظفي حكومة وتارا، مارسيل أمون تانو، قد أعلن فرض حظر التجوُّل في أبيدجان، أهم مدن البلاد، وذلك من الساعة التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا كل يوم. وأضاف تانو أن تلك الخطوة جاءت "لأسباب أمنية". وفي تطور آخر، أفادت تقارير بأن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة سيطرت على مطار أبيدجان. وكانت تقارير سابقة أفادت بأن قوات وتارا تحاصر أبيدجان. وأنه طلب إلى باغبو "الرحيل الآن". وقد دعا بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، باغبو إلى تسليم السلطة على الفور إلى وتارا. لكن المتحدث باسم باغبو أبلغ مراسل بي بي سي أنه لن يكون هناك تسليم للسلطة قبل انتهاء فترة الرئاسة الحالية. من جهته، طالب جوني غارسون مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، جميع الأطراف المعنية في ساحل العاج إلى ضبط النفس وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين. وقال غارسون إن باغبو وزوجته سيحاسبان على اندلاع موجة العنف في البلاد. سان بيدرو وكانت القوات الموالية لوتارا قد استولت على مدينة سان بيدرو الساحلية التى يوجد بها الميناء الرئيس لتصدير الكاكاو فى البلاد. وقال سكان محليون ل بي بي سي إن قوات وتارا تسيطر على مركز المدينة. وكان الميناء الغربي في سان بيدرو من الأهداف الرئيسة التي تسعى قوات وتارا لتحقيقها، حيث تتيح السيطرة عليه عملية تصدير الكاكاو والخشب، والحصول على إمدادات عبر البحر. وأحرزت قوات وتارا تقدما سريعا خلال الأيام القليلة الماضية، إذ أحكمت سيطرتها على ياموسوكرو، العاصمة السياسية للبلاد ومدن أخرى. ولم تلق القوات مقاومة كبيرة من القوات الموالية للوران باجبو. لجوء الجنرال وقال مراسل بي بي سي إن سيطرة قوات باغبو باتت تنحصر في أبيدجان الواقعة على بعد 240 كيلومترا جنوب ياموسوكرو. وأعلنت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا أن رئيس الأركان في الجيش العاجي، الجنرال فيليب مانجو، لجأ مع زوجته وأطفاله الخمسة إلى منزل السفير الجنوب أفريقي في أبيدجان. يُذكر أن جنوب أفريقيا تقود منذ فترة جهودا إقليمية لتسوية الأزمة في ساحل العاج. وتقول الأنباء إن لجوء الجنرال مانجو إلى منزل السفير جاء بعد أن منيت قواته بهزائم متتالية خلال الأيام الماضية أمام قوات وتارا.