هاجمت قوات معارضة للوران باغبو رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته المجمع الرئاسي في أبيدجان بعد انهيار المفاوضات بشأن انسحابه من السلطة. واقتحمت القوات الموالية للحسن وتارا الفائز في انتخابات الرئاسة المعترف به دوليا باحة القصر الذي يعتقد أن باغبو يتختبي داخل قبو فيه. وقال المتحدث باسم القوات الموالية لوتارا إن عملية الاقتحام تمت تمهيدا لاعتقاله. واتهم موالون لباغبو القوات الفرنسية، والقوات الموالية لوتارا بالقيام بمحاولة لاغتيال زعيمهم. وشهد مقر باغبو تبادلا عنيفا لإطلاق النار، وفقاً لما قالته المصادر الفرنسية. هذا وقد نفى متحدث باسم الاممالمتحدة ان تكون القوات الأممية منخرطة في القتال الدائر هناك. وقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه فشل المفاوضات مع باغبو واتهمه ب"العناد العبثي"، وقال انه ليس امام باغبو الا التنازل عن الرئاسة. وكان باغبو قد نفى التقارير التي أشارت إلى انه سيستسلم بعد محاصرة مقر إقامته من قبل قوات الرئيس حسن وتارا. وقال باغبو في اتصال هاتفي من قبو في مقره إن قواته تفاوض على الهدنة فقط وليس على استسلامه، مصراً على انه هو الفائز بانتخابات نوفمبر الماضي في البلاد.
وكانت قوات وتارا، قد دخلت أمس المدينة الرئيسية في البلاد ابيدجان. ورغم الهدء النسبي الذي تشهده المدينة، إلا أن سكانها البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة، لم يغدورا منازلهم بسبب الاقتتال ومساندة قوات الأممالمتحدة والقوات الفرنسية لقوات وتارا في هجومها على قوات باغبو.
"هتلر جديد" وتمارس الدول الغربية ضغطاً على باغبو ليستسلم. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: "لم نكن لنشهد كل هذا العنف لو احترم باغبو نتائج الانتخابات". بدروه، قال وزير الخارجية الفرنسي إنه لم يعد أمام باغبو أي شيء يتفاوض عليه سوى الرحيل. هذا وأشارت التقارير إن التلفزيون الرسمي في البلاد يعرض باغبو، كأسلوب للضغط النفسي عليه، وكأنه الزعيم النازي أدولف هتلر في أيامه الأخيرة في برلين إبان الحرب العالمية الثانية. وكان باغبو قد صرح بعدم نيته الاعتراف بفوز خصمه الحسن وتارا، رافضا بذلك طلبا تقدمت به باريس في هذا المعنى. وصرح باغبو أثناء مقابلة مع صحافي في شبكة "ال سي اي" الفرنسية قائلا: "لا أعترف بفوز وتارا. لماذا تريدونني ان اوقع على ذلك؟" وأضاف باغبو بعد صمت طويل "اذا اعترفت بفوز وتارا، فستتم معرفة ذلك". وقال "أجد من المدهش تماما ان يتم التلاعب بحياة بلد كلعبة بوكر في عواصم اجنبية"، في إشارة إلى فرنسا. الوضع الانساني من جهة أخرى اعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة حمدون توري الثلاثاء ان المئات قتلوا الاسبوع الماضي في دويكويه في غرب ساحل العاج، حيث عثر على قبر جماعي تضم 200 جثة. وقال السكان المحليون ل بي بي سي إنهم خائفون، وشوهد عدد من السكان يرفعون ايديهم ويغادرون منازلهم. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان 800 شخص على الاقل قتلوا في 29 مارس/ آذار في أعمال العنف بين المعسكرين المتنازعين في دويكيه. لكن مؤسسة كاريتاس الخيرية تحدثت عن الف قتيل ومفقود.