الصور التي تحرص على التقاطها في كل مكان ووقت؛ ليست محاولة لإيقاف الزمن الذي لا يعرف الموت.. ولا مجرد توثيق لأوقات ممتعة نفرح بها؛ يحبسها الضوء داخل رحم ألبوم الصور .. هي ليست مجرد لحظة عابرة من أيامنا؛ نسعى إلى تجميدها في ورقة؛ ثم نسجنها داخل إطار خشبي مزخرف، وزجاج شفاف، ونعلقها على جدران العمر في بيوتنا .. وليست ذكرى فقط تحكي لنا قصص أيام أسقطتها أعباء الحياة منّا مع سبق الإصرار والترصد؛ فنمضغها مع ظمأ الحنين إلى أشكالنا الأولى التي غيرتها شيخوخة واهنة .. الصور هي حياة تبقى بعد أن تتنحى أجسادنا عن أرصفة الأرض .. يرتشفها آخرون يجيئون بعدنا؛ ويوثقونها في كتب التاريخ؛ يدرسونها مع ما خلفناه من بقايانا في بطن الأرض؛ ثم يحكون لأبنائهم شيئا من سير شخوص بائدة .. كلاكيت ثاني مرة : نعمٌ كثيرة في حياتنا اليومية سخرها الله لنا في وطننا الحبيب؛ ووفرتها لنا حكومتنا بقيادتها الرشيدة؛ حتى اعتدناها يوميا؛ كما اعتادت آذاننا على سماع أسمائنا، وأعيننا على رؤية السماء فوق رؤوسنا، وبتنا لا نشعر بقيمتها في ظلّ ركضنا المستمر خلف غيرها من الكماليات في حياتنا المادية..!! لكن؛ كل ذلك تدرك معناه وقيمته فقط حين تعيش حياة الآخرين اليومية ممن يفتقدون معظم ما نمتلكه من هذه الأشياء التي نعتقد أنها حتمية كأسمائنا والسماء فوق رؤوسنا .. كلاكيت ثالث مرة : كنتُ أستعيد تدفق صوتها الأسطورة عبر تاريخ الأغنية السعودية وأنا أستمع لأغنياتها "لا .. لا يا الخيزرانة"، "سافروا ما ودعونا " و" الوداع" وغيرها من أغنيات سيدة الغناء السعودي الحجازية ابتسام لطفي أو خيرية اسمها الصريح؛ لأجد سؤالا يطرق ذهني؛ وأخص به الصحفيين الفنيين؛ ما أخبار كوكب الجزيرة العربية كما أطلق عليها الملحن المصري الموجي تشبيها لها بكوكب الشرق أم كلثوم؛ أين أرضها ؟! ما أحوالها ؟! فليس من المعقول أن هذه الحنجرة المفعمة بالحياة حتى اليوم في أغنياتها؛ تنتهي من حياتنا ولا نعلم هل تعيش بيننا أم ندعو لها بالرحمة !؟ وحتى نعرف شيئا من أخبارها؛ أضع هذا الرابط كي تستعيدوا صوتها الأسطوري.. علّ وعسى !! http://www.youtube.com/watch?v=wxwiSlbAJTc&feature=related