لم يكن يدور بخلد الزعماء العرب ان مصيرهم سيكون بطريقة فكاهية ومضحكة يتسلى بها اهل النكت وكل المواطنين وتصير قصصهم بين محروق وهارب ومخلوع ومفقود. حتى الشعوب العربية نفسها وكل شعوب العالم لم تكن تتوقع ان الطغاة العرب سيسقطون بهذه الطريقة وهم من اتخذوا اجساد مواطنيهم ارضا وكراسي يمشون عليها ويركبون فوقها. وهم من تباهى بالجاه والقوة لعقود يقتلوا كما يريدون ويبطشون كيفما يشاءون..اتخذو من شعوبهم عبيدا يحزنون ليسعدوا هم..يموتون لعيشوا هم وافراد اسرهم..تبكي الشعوب ليضحك الحاكم الفرد واسرته ..ويبردون ليشعروا بالدفئ ويجوعون ليشبع زعمائهم. يقتل اطفالهم ليعيش اطفال حكامهم.. الذين جعلوا من الشعوب صما وبكما مشلولين ومحمولين على الاكتاف لم تسعهم المقابروسالت دمائهم في كل بقاع الارض. هؤلاء المستدين طغوا وتكبروا تجاوزو المدى في طغيانهم وغيهم ارهبوا شعبوهم اذاقوهم المر الجوع والموت اذلوهم وباعوهم بابخس الاثمان رقصوا على جثث الاطفال والنساء والكهل الذين توفوا جوعا وعطشا ومن تم قتلهم في السجون ومن ابيدوا في مجازر جماعية ومنهم من تم تدمير مدنهم باكملها باطفالها ونساءها شبابهاوشيوخها ويموت المواطنين تحت عربا سياراتهم. قتلوا في الشعوب الامل وكمموا الافواه واحرقوا الاجساد ارتكبوا البشاعة بكل صورها ليس ضد عدوا خارجي وانما ضد شعوبهم العزل. ساقوا في بلدانهم الويل والخراب لم يدعوا مجال للحب والامن والامان وكانوا يطلبوا من شعوبهم عبادتهم وتأليههم . غردوا بالامجاد وخسروا مليارات الدولارات لتعزيز ترسانتهم العسكرية والامنية لا لحماية اراضي بلدانهم وحماية شعوبهم وانما لقتلهم. وكل تلك العقود وهم يمارسون هواياتهم في القتل والدمار والخراب والظلم والاستبداد والدكتاتورية لم يكن يعلموا ان تلك الشعوب التي يستبدونها لها رب يحميها وانها عندما تغضب لا يوقفها أي رادع فارادتها لا تقهر. وكان الشاب التونسي محمد البوعزيزي هو تلك الارادة التي اشعلت النيران في اذهان وقلوب وعقول كل الشعوب العربية وخرجت كسيل جرار لتقتص من جلاديها بثورات الهبت كل شي وخرج كل طاغي بحكاية وقصة لمواجهة ثورات الشعوب وكانت قصص الشعوب نار ولعنة على هؤلاء الطغاة فكانت لعنة البوعزيزي وخالد سعيد وحمزة الخطيب وغيرهم سوط تجلد به الشعوب كل الطغاة وخرجت كسيل جرار لا شي يوقفهم حتى عجزت الترسانة العسكرية والامنية والنووية التي يمتلكها المستبدين لقهرشعوبهم امام تلك الارادة التي ضحت بدماء زكية ووقفت بصوت عالي تقول يسقط الدكتاتور يسقط الاستبداد وبصدور عارية لاتخاف في الله لومة لائم. هزت اصواتهم ودمائهم امبراطوريات العروش ارهبت الدكتاتورية والاستبداد ابقت العالم حيران من هدير رايتها وعلو صوتها الذي لامس كل الاسماع. قرعت اجراس الخلاص واشعلت الاركان بالنيران والاحياء والساحات بالحريات واستت دساتير العدل في مواجهة الظلم والطغيان. لم تجد كل تلك الزعامات أي مفراو مخرج من ارادة الشعوب ولقنوهم دروسا في اسقاط الطغيان حيث اوصدت الابواب بوجوههم وحاصرتهم بارادتها وجعلتهم عبرة لكل من اعتبر وجعلتهم حكايات للتسلية وقصص تحكى للضحك والنكت بعد ان كانويتحكمون في الموت والحياة في السعادة والحزن يهبونها لمن يريدون ويسحبونها ممن يشاؤون. اليوم صار لكل من اولئك الطغاة قصة فطاغية تونس زين العابدين بن علي صاريطلق عليه بالهارب بينما دكتاتور مصر محمد حسني محمد مبارك بالمخلوع المسجون..اما طاغية ليبيا معمر القذافي فصار مفقودا اما مستبد اليمن علي عبدالله صالح فصار محروقا كما احرق شعبه وطاغية سوريا بشار الاسد صار مجرما ومصاص للدماء ومصيرة قرب قد يكون له حكاية جدية فيما ينتظر الباقون حسابهم مع شعوبهم التي اندفعت كنهر جرار لا يوقفه شيء جتى يصل الى مبتغاه والقاب لطغاة جدد وحكايات اخرى يتسلى بها الجيل الجديد.