يسود التوتر العاصمة اليمنية صنعاء وعواصم المدن الأخرى بالتزامن مع إعلان المعارضة «التصعيد الثوري» والخروج فيما أسمتها بمسيرات الحسم وسط تخوفات من اندلاع مواجهات مسلحة. وشهدت صنعاء منذ صباح يوم السبت حالة استنفار من قبل قوات الجيش والأمن وقد تم إغلاق كافة المنافذ المؤدية إلى حي الحصبة وسط العاصمة بالتزامن مع إجراءات أمنية مشددة. وشوهد انتشار كثيف لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي وهي تتمركز في كافة المداخل الرئيسية للشوارع والأحياء السكنية بصنعاء. كما شوهدت فرق من القوات الخاصة والحرس الخاص تنتشر بالقرب من منطقة السبعين الذي يقع فيه دار الرئاسة بصنعاء. وانتشرت عشرات النقاط الأمنية للتفتيش الدقيق للمواطنين في شوارع العاصمة من قبل قوات الأمن فيما أقيم حاجز أمني في شارع الزبيري، يفصل المناطق الحيوية ودار الرئاسة عن ساحة التغيير التي يعتصم فيها عشرات الآلاف من الشباب المطالبين بإسقاط النظام. ودعا بيان للجنة التنظيمية لشباب الثورة السلمية الثوار في كافة المحافظات إلى الخروج في مسيرات حاشدة أمس الاحد في سياق ما أسمتها تدشين «المرحلة النهائية» من التصعيد لحسم الثورة التي قامت منذ سبعة أشهر للإطاحة بنظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما. وقال مصدر عسكري إن توجيهات صدرت من قيادات الفرقة الأولى مدرع بالاستعداد الكامل لحماية المسيرات المناهضة للنظام. وحذر المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم في اليمن) من عواقب النهج التصعيدي لأحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة من خلال «الزج بالشباب لتنفيذ مخططاتهم بالاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة وقطع الطرقات وإثارة الرعب في الأحياء السكنية وممارسة الفوضى والعنف واستقدام عناصر ومليشيات متطرفة من بعض المحافظات إلى العاصمة صنعاء». واعتبر المؤتمر الشعبي أن ذلك «يشير إلى سوء النوايا واستخدام الشباب وقودا ومادة للترويج الإعلامي لمشروعهم الانقلابي والوصول إلى السلطة على حساب الدم اليمني» حسبما ذكر موقع المؤتمر نت الناطق باسم الحزب الحاكم. وتم إغلاق كافة المنافذ المؤدية إلى العاصمة اليمنية صنعاء من بعد ظهر السبت تحسبا لدخول رجال القبائل والشباب من المحافظات لمساندة المسيرات الحاشدة المرتقبة. في هذه الأثناء، قال مصدر ملاحي في مطار صنعاء الدولي ان رحلات جوية ألغيت امس لأسباب قد يقف خلفها توتر الأوضاع في العاصمة. وقال السياسي اليمني توفيق سعيد إن العاصمة صنعاء تمر بأسوأ وأصعب أيامها وأشدها توترا، فأجواء حرب وشيكة تسود الأفق، إلا أن مرور 24 ساعة مقبلة على الأقل بسلام قد يؤدي إلى حل أو انفراج نسبي للأزمة. وتشهد اليمن أزمة سياسية خانقة منذ فبراير الماضي عندما خرجت تظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط نظام الرئيس صالح. وقال المجلس الوطني اليمني الذي يضم ائتلافات المعارضة ان مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة لن تقبل، الا فى حالة تنحي الرئيس علي صالح أولاً. وقال الرئيس صالح، الموجود حاليا فى السعودية للعلاج من اصابات لحقت به اثر قصف استهدف مقر رئاسته فى الثالث من يونيو الماضي، انه فوض اللجنة العامة للحزب الحاكم بالتواصل مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك لوضع الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والتوقيع عليها دون تأخير. وكان صالح رفض التوقيع على الإتفاقية التى أعدت بوساطة مجلس التعاون الخليجي، والتى تقضي بضرورة تنحيه مقابل اعفائه من المحاكمة. عن وكالة أنباء شينخوا.