تجمع مواطنون أفغان لتشييع جنازة الرئيس السابق وكبير وسطاء السلام برهان الدين رباني يوم الاربعاء الذي يوافق اليوم العالمي للسلام فيما تصاعدت المخاوف من أن يفاقم اغتياله الانقسامات العرقية ويدفع البلاد نحو حرب أهلية. وربما يكون رباني أبرز شخصية أفغانية تغتال منذ سقوط حكومة طالبان عام 2001 . وقتل في منزله ليل الثلاثاء بعد أن فجر انتحاري متفجرات مخبأة في عمامة. ويمثل اغتياله تعبيرا قويا عن معارضة طالبان لمحادثات السلام وهو الاحدث في سلسلة اغتيالات لشخصيات رفيعة المستوى مما يهز ثقة المواطنين في امكانية تحسن الاوضاع الامنية. وحيث ان رباني كان من شخصيات الطاجيك البارزة فمن من المرجح أن يفاقم اغتياله الانقسامات العرقية التي يمكن أن تمثل في حد ذاتها عقبة في طريق اي عملية للسلام اكثر مما يمثله اغتيال رجل لم يقدم أدلة تذكر على اتخاذ خطوات ملموسة نحو المفاوضات على الرغم من نفوذه الواسع. ولم تقرر الدائرة المقربة من رباني بعد أين ستدفنه. واشتهر رباني في البداية كمحاضر وناشط ثم أصبح مقاتلا مناهضا للاحتلال السوفيتي ثم رأس البلاد لفترة قصيرة بعد سقوط النظام المدعوم من السوفيت. وأفادت تقارير بأن منفذ الاغتيال تجاوز مراحل من الاجراءات الامنية دون تدقيق لانه قال ان معه رسالة من قيادة طالبان. وتجمعت الحشود صباح يوم الاربعاء في الشارع الذي يوجد به منزل رباني والذي تم اغلاقه وأقلت سيارات مدرعة كبار المسؤولين والاصدقاء والشخصيات الافغانية البارزة لحضور مراسم تشييعه. وكان هناك طلبة من جامعة كابول يشعرون بالغضب من الحكومة بين الحشد الذي شارك فيه المئات بالشارع الذي رفعت فيه رايات سوداء. وقال مجيد وهو طالب عمره 21 عاما من اقليم بدخشان مسقط رأس رباني "الوضع اخذ في التدهور بسبب قتل زعمائنا." وأضاف "ليس أمامنا من خيار سوى تسليح أنفسنا والدفاع عن بلدنا. هذه خطة صاغتها الحكومة للتخلص من رباني لانه كان سيكشف حقيقة أن الحكومة تريد عودة طالبان."