انطلقت في عدد من المدن والقرى السورية مظاهرات تطالب بإسقاط النظام، في ما سماه الناشطون السوريون "جمعة النصر لشامنا ويمننا"، وأطلقت قوات الأمن النار على بعض هذه المظاهرات مخلفة قتلى وجرحى، في حين تشهد مدينة الرستن عملية عسكرية منذ ثلاثة أيام سقط فيها العشرات بين قتيل وجريح. فقد قتل 3 اشخاص قتلوا وجرح اخرون برصاص عناصر من الامن خلال مشاركتهم في تظاهرات جرت في مدن سورية عدة تحت اسم «جمعة النصر والثبات»، في الوقت الذي تواصلت فيه الخلافات بين اعضاء مجلس الامن حول قرار اقترحه الغربيون ويهدف الى فرض عقوبات على دمشق، واعتبر امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ان الحل الامني «لمواجهة الانتفاضة فشل»، داعيا النظام الى «استنتاج ضرورة التغيير» بما يتلاءم مع «تطلعات الشعب». وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «قتل شخصان وجرح خمسة اخرون عندما اطلقت عناصر موالية للنظام النار على متظاهرين خرجوا من جامع علي بن ابي طالب في دير الزور». واشار الى ان «شابا اصيب بجراح خطرة في قرية القورية الواقعة في محافظة دير الزور اثر اطلاق قوات الامن الرصاص الحي على متظاهرين». واضاف «كما قتل شخص واصيب ثلاثة اخرون عندما اطلق عناصر الامن النار على متظاهرين خرجوا من جامع المحمدي في نوى» الواقعة في ريف درعا. وفي حمص بوسط البلاد جرح مواطن اثر اطلاق قوات الامن الرصاص لتفريق متظاهرين في حي باب سباع خرجوا في تشييع شهيد قتل برصاص قناصة مساء امس الاول بحسب المرصد. واشار اتحاد التنسيقيات الى «إصابة ستة متظاهرين في إطلاق نار من مدرعات عسكرية في مدينة القصير الواقعة في ريف حمص». وفي ريف دمشق، ذكر المرصد ان «شابا اصيب في مدينة داريا بجراح خطرة اثر مطاردته من قبل دورية امنية اطلقت الرصاص على سيارته». واضاف ان «داريا شهدت انتشارا كثيفا لعناصر الأمن والجيش أثناء خروج المصلين من جامع المصطفى، وتمركزوا في عدة نقاط أمام الجامع وعند المداخل». وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي الذي اطلق سراحه مؤخرا بعد ان اعتقل لاثني عشر يوما دون توجيه تهمة اليه «ان قوات الامن فرقت تظاهرة في الكسوة بريف دمشق مما اسفر عن اصابة متظاهر». من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان «مسلحين ملثمين اطلقوا النار على حاجز لقوات حفظ النظام في دير الزور ما أدى الى اصابة ثلاثة عناصر ومقتل اثنين من المسلحين». وافاد ناشطون حقوقيون ان عددا من التظاهرات انطلقت في عدة مدن سورية اخرى بعد دعوة اطلقها ناشطون الى التظاهر في يوم «جمعة الصبر والثبات» المطالبة باسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ففي مدينة حمص التي تشهد غليانا امنيا وعسكريا منذ ايام ذكر المرصد السوري «ان نحو 15 الف متظاهر خرجوا في حي الخالدية بالاضافة الى الالاف في احياء اخرى كبابا عمر وباب السباع والقصور». وفي ريف المدينة خرج عشرات الالاف في تظاهرات حاشدة مطالبة باسقاط النظام في مدن تدمر والرستن وتلبيسة والقصير، بحسب المرصد الذي اشار الى ان «الامن فرق بالقوة تظاهرة ضمت الالاف في منطقة الجبيلة الواقعة في دير الزور» دون ان يتحدث عن اصابات. وذكر الناطق الرسمي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية عمر ادلبي «ان تظاهرة ضمت نحو خمسة الاف شخص جرت في القامشلي اضافة الى تظاهرة في البوكمال واخرى في التكايا بريف درعا». كما اعلن ريحاوي ان «الالاف خرجوا للتظاهر في حي الصاخور في حلب كما خرجت تظاهرات حاشدة في عدة مناطق في ريف ادلب وريف درعا». واشار رئيس الرابطة الى «تظاهرتين تم تفريقهما بالقوة خرجتا من جامعي الدقاق والحسن في حي الميدان في دمشق». وفي ريف دمشق، اضاف ريحاوي «خرجت تظاهرات في داريا وبرزة وحرستا والقدم بالاضافة الى القابون رغم الحصار والتواجد الامني الكثيف الذي يشهده هذا الحي». واضاف المرصد ان «قوات الامن اطلقت الرصاص الحي لتفريق نحو 2500 متظاهر في عربين»، مشيرا الى خروج «تظاهرة في مدينة قارة، وتظاهر اكثر من سبعة الاف شخص في دوما مطالبين باسقاط النظام، كما خرجت تظاهرة في الزبداني رغم الانتشار الامني الكثيف بالاضافة الى تظاهرة في كناكر خرج فيها نحو ثلاثة الاف شخص». ودعا ناشطون الى مواصلة التظاهر خلال «جمعة الصبر والثبات» ضد النظام السوري مؤكدين ان «الحق سينتصر». وقال الناشطون على صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «موعدنا في يوم جمعة الصبر والثبات لنقول ما كلت عزائمنا ما مللنا ولا تعبنا ولن نرتاح الا بسقوط النظام». واضافوا «اصبروا اصبروا ورابطوا ان الحق منتصر»، مؤكدين انهم «صابرون على الجرح وثابتون على الهدف وواثقون بالنصر». ورأى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امس ان الحل الامني في سوريا «فشل»، داعيا النظام الى «استنتاج ضرورة التغيير» بما يتلاءم مع «تطلعات الشعب». وقال امير قطر في تصريح ادلى به بعد لقاء مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان «الجميع يعرف ان الحل الامني اثبت فشله ولا يبدو ان الشعب السوري سوف يتراجع عن مطالبه بعد ما دفعه من ثمن». واضاف ان «الشعب السوري خرج في انتفاضة شعبية مدنية حقيقية مطالبا بالتغيير والعدالة والحرية وحاولنا جميعا نحن الذين وقفنا مع سوريا في ظروفها الصعبة ان نشجع الاخوة في سوريا على اتخاذ خطوات اصلاحية حقيقية». وتابع «نأمل ان يستنتج صناع القرار في سوريا ضرورة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري وعلينا ان نساعدهم على اتخاذ مثل هذا القرار». وجاءت تصريحات امير قطر بعد لقاء استغرق ساعتين مساء امس الاول مع الرئيس الايراني الذي دعا دول منطقة الشرق الاوسط الى «تسوية مشاكلهم من دون تدخل الغربيين». ونقل موقع الرئاسة الايرانية عن الرئيس الايراني قوله «بامكان دول المنطقة تسوية مشاكلها عبر حلول اسلامية وانسانية وبدون تدخل الغربيين»، معتبرا ان «تدخل الاجانب والقوى المهيمنة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يعقد الوضع». وقال موقع الرئاسة الايرانية ان اللقاء تركز على «مشاكل المنطقة». يأتي ذلك فيما اعلن دبلوماسيون ان روسيا والصين قاطعتا امس الاول المشاورات في مجلس الامن الدولي حول قرار اقترحه الغربيون ويهدف الى فرض عقوبات على سوريا. واشار الدبلوماسيون الى ان غيابهما عن هذه المشاورات غير الرسمية ينبىء بمفاوضات صعبة حول فرض عقوبات على الاسد والمحيطين به لقمعهم المتظاهرين. واعربت روسيا عن معارضتها الشديدة لفرض اية عقوبات على سوريا كما ابدت البرازيل والهند وجنوب افريقيا (اعضاء غير دائمي العضوية في مجلس الامن) تحفظات قوية على مثل هذه العقوبات وكالات