أثارت هجوماً عنيفاً عليها بعد أن فاجأت الجمهور بمشاهدها المثيرة في فيلمها {عصافير النيل} الذي تعود به إلى السينما بعد فترة توقّف ارتدت فيها الحجاب. إنها الممثلة عبير صبري التي ترى الجرأة الفنية بشكل مختلف، وتكشف عن أمور أخرى كثيرة في الدردشة التالية. هاجمك الجمهور بسبب مشاهدك الجريئة في فيلم {عصافير النيل}، فما تعليقك؟ لا أرى جرأة في مشاهدي التي قدمتها في الفيلم، بل أتساءل أيّهما أجرأ: مشهد فيه قبلة أم آخر أظهر فيه من دون شعر، أعتقد بأن الثاني هو الأجرأ وليس مشهد حب أو قبلات ولا بد ألا نخلط الأوراق، فأنا أجسّد شخصية بسيمة وليس عبير صبري. ربما يعود هذا الهجوم الى تقديمك هذه الشخصية بعد تخلّيك عن الحجاب! أرفض بشدّة الإجابة عن أي سؤال يتعلّق بالحجاب، وهذا الموضوع ليس محل نقاش بالنسبة إلي، كذلك أرفض الربط بين الحجاب و{عصافير النيل}. ألا تخشين أن تُحصري في أدوار الإغراء؟ دوري في {عصافير النيل} لا علاقة له بالإغراء، لأنه مميز ومهم ومختلف، من ثم فإن هذا السؤال لا يتعلق بما قدّمته في الفيلم. اختفت بسيمة من بعض أحداث الفيلم، لماذا؟ لأن الفيلم اختصر حياتها، فظهرت على هذا النحو في النهاية، إذ أصابها المرض. كذلك هدف الفيلم استعراض حياة البطل القادم من الريف الى المدينة، وما فعله في المدينة خلال فترة اختفائها وعلاقته بأخريات تزوّج بهن. لماذا قبلت مساحة دور صغيرة؟ لا يقاس الأمر بعدد المشاهد، لكن بمقدار تأثير الشخصية على الأحداث والمشاهد، فالمؤكد أن الجمهور خرج من الصالة متذكّراً جيداّ شخصية بسيمة ومتعاطفاً معها. تردد أن مساحة دور بسيمة في الرواية كانت أقل من الفيلم؟ صحيح، لأن المخرج مجدي أحمد علي غيّر مصير بسيمة في الفيلم وجعل دورها يصل إلى النهاية بعكس الرواية التي تموت فيها بسيمة قبل أن تقابل البطل ثانيةً، وأراد أن يجعل قصة الحب تنتصر حتى لو كان البطل والبطلة في نهاية حياتهما، فالهدف هنا إبراز حالة الحب بينهما، وهذا لم يكن موجوداً في الرواية. هل الزيادة في مساحة الدور كانت بطلب منك؟ ليست من طبيعتي المطالبة بزيادة دوري، وما حدث لبسيمة في الفيلم جزء من رؤية المخرج. عموماً، ليس مهماً ظهور الشخصية في عدد كبير من المشاهد، بل أن تكون واضحة ومؤثرة وقوية، لأن ثمة أفلاماً كثيرة تظهر الشخصية في مشاهد كثيرة ومع ذلك لا تؤثر في الجمهور مثل بسيمة. بدت بسيمة متناقضة، فهي ترفض أن يلوّث الجيران سمعتها فيما تقيم علاقة غير شرعية مع البطل. أقامت بسيمة علاقة مع البطل، لأنها تحبه وترفض كلام الناس، لأنها في تصوّرها لم تفعل ما يدفعهم الى رؤيتها كامرأة سيئة السمعة، هي فحسب تمارس حياتها بصورة تتصادم مع المجتمع المنغلق الذي تعيش فيه، فهي تضع الماكياج وتضحك بصوت عال وترتدي ملابس غير مألوفة لمن حولها، لذلك أطلقوا عليها اسم {بسيمة الموضة}. لماذا رفضت بسيمة الزواج من البطل وصمّمت على الرحيل من الحي؟ لأن كرامتها وكبرياءها لم يسمحا لها بأن يصدّق حبيبها ما يلوكه الناس عنها، لذا اختارت الحل الأصعب، فرفضت أن تتزوجه وتكون {شبه} المحيطين بها. صرحت برغبتك في أن تراك جهات الإنتاج بعد هذا الفيلم بعين مختلفة، فما الذي قصدته؟ أن يتم تقييمي كممثلة جادة تصلح لتقديم كل الأدوار التي تحمل دهشة ومفاجأة للجمهور ليصبح هذا الفيلم خطوة جيدة في تاريخي الفني. هل أرهقك تقديم الشخصية على مرحلتين؟ بالفعل، كان تقديم بسيمة في مرحلة شبابها ثم مرحلة مرضها أمراً صعباً. أرهقني الفيلم كله لمجهودي الذي بذلته في الحفاظ على توازن الشخصية من اللحظة الأولى إلى الأخيرة والتعايش مع زمنين مختلفين ودور المريضة بالشكل الذي قدّمته بعيداً عن الشكل المعتاد في السينما، الى درجة أني أنقصت من وزني كي أبدو هزيلة وشاحبة ويصدّقني المشاهد. انتقد البعض الفيلم، لأنه لا يحمل رسالة للمشاهد؟ ليس بالضروة أن تحمل كل الأفلام بين طياتها رسالة ما، ربما يضم الفيلم رموزاً وانفعالات ومشاعر وأفكاراً يستقبلها المتلقي حسب درجة تلقّيه، لذا يرى كل شخص الفيلم بطريقة مختلفة، فالمطلوب أن يجهد المشاهد عقله في التفكير ويشعر بالفيلم ويثير في داخله تساؤلات، وبهذه الطريقة ينجح الفيلم لكن الرسالة الواضحة المباشرة ك{حدوتة} لا تتناسب مع فكرة المخرج.