اجرت صحيفة الراية القطرية حوارا مطولا في القاهرة مع سعادة السيد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية ..اجرى اللقاء - صالح بن عفصان الكواري : * الجامعة ليست أقوى دولة أو الأممالمتحدة حتى توقف القتل في سوريا *أقدر الدور القطري في حل القضايا العالقة وتعزيز التضامن العربي *إسقاط الأنظمة الفاشلة ليس هدفاً.. والطريق لنجاح الثورات طويل *رغبة الحكام في البقاء لا تكسر إرادة الشعوب مهما طال الزمن *تنحي صالح مطلب يمني وليس رغبة الجامعة أو مجلس التعاون *النظام الجمهوري الذي يحكم 20 و 40 سنة يدفع الآن الثمن باهظاً *نسعى لمنع الفيتو الأمريكي ضد فلسطين.. وسنتحمل قطع المعونة *لم نحبط الشعوب.. ووزراء الخارجية راضون عن نتائج زيارتي لدمشق *لم أمنح الشرعية للنظام السوري *طلبت من الأسد إجراء إصلاحات والإفراج عن المعتقلين ووقف القتل *لم أتردد في مقابلة المعارضة السورية التي تطالب بالتغيير السلمي *الحوار مع بشار الأسد والشرع والمعلم لم يكن من طرف واحد *الشعوب العربية تستحق الديمقراطية *مواجهة تحديات القضية الفلسطينية تعتمد على إرادة الدول العربية *أمريكا تناقض نفسها بدعم حل الدولتين ورفض إعلان الدولة الفلسطينية *تماسك الجبهة الداخلية في لبنان صمام الأمان لمواجهة كافة التحديات *إيران ليست عدواً.. ونرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية *أؤيد تشكيل قوة لحفظ السلام *مطلوب نبذ العنف والتفاوض لتسوية القضايا العالقة في السودان *تشكيل لجنة لتطوير أداء الجامعة العربية مطلع الشهر المقبل *أوافق على تدوير منصب الأمين العام.. ودور للعطية في الإصلاح *محكمة العدل العربية تحتاج للدراسة ما هو تقييمكم للدور القطري تجاه القضايا العربية؟ - أنا أقدر الدور القطري في التعامل مع القضايا العربية، وأثمن جهود معالي الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني كرئيس لجنة مبادرة السلام العربية وجميع الوزراء المعنيين تجاه كافة القضايا العربية .. لا شك أن قطر قدمت مساعدات قوية جداً لليبيا والشعب الليبي يقدر هذا وانا لمست ذلك بنفسي من رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل والسيد الدكتور محمود جبريل وتقديرهما لتلك الجهود المخلصة، وكذلك تسعى لحل الأزمة في اليمن، وقامت بدور كبير مع الدول الخليجية حتى صدرت المبادرة الخليجية للخروج من الوضع المتأزم في اليمن، واطلعت على تلك المبادرة في نيويورك، وتحدثت مع ابو بكر القربي وزير الخارجية اليمني عن تفاصيل المبادرة الخليجية ونتائج توقيعها، وكان هناك توافق وأصدرت جامعة الدول العربية بيانا نؤيد فيه ما قامت به قطر ونشيد بجهودها في الخروج من الأزمة اليمنية عبر مبادرة خليجية تمنع إراقة مزيد من الدماء وتحقق مطالب الجماهير وتجعل هناك انتقالا آمنا للسلطة يحافظ على استقرار ووحدة اليمن. هل إسقاط الانظمة الفاشلة او الفاسدة يكفي لنجاح الثورات العربية؟ - لا اعتقد ذلك .. هذا هو المشهد الافتتاحي للثورات، يجب ان نكون قلقين على مصير تلك الثورات الشعبية التي اسقطت شرعية أنظمة فاسدة او قمعية، وأرست شرعية جديدة، وسؤالك سمعته من حوالي 5 وزراء خارجية آخرهم وزير خارجية بولندا وكانت اجابتي ان المشوار ما زال طويلا، فالثورات العربية شبيهة بالثورات التي شهدتها كثير في دول شرق اوروبا بداية السبعينيات لتغيير الانظمة الشيوعية، فحتى بعد سقوط الشيوعية واعتقاد الثوار انهم حققوا الاصلاحات المنشودة تسللت الاحزاب ذات المرجعية الشيوعية الى الحياة السياسية، واستغرق الأمر سنوات اخرى للتخلص منها وتحقيق الاصلاحات السياسية المنشودة .. ولذلك ارى ان الطريق ما زال طويلا لتحقيق تطلعات الشعوب واهداف ثورات الربيع العربي، واتمنى ان يعي الثوار حقيقة التحديات التي تواجه بلادهم من اجل تحقيق اهداف الثورات. الوضع في اليمن مجمد تماما.. اعتصامات ومظاهرات تطالب برحيل النظام .. ونظام متشبث بالسلطة حتى الرمق الأخير، يرفض ثم يراوغ في التوقيع على المبادرة الخليجية .. كيف ترى المشهد هناك؟ - أقول دائما إن إرادة الشعوب لا تكسرها رغبة الحكام في البقاء مهما طال الزمن.. وعندما تنزل الشعوب الى الشوارع ثائرة بعد ان كسرت حاجز الخوف تطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة ومكافحة الفساد لا يمكن ان تعود الى بيوتها او تتراجع عن مطالبها.. نحن نتمنى بالطبع موافقة النظام اليمني على المبادرة الخليجية استجابة إلى إرادة الشعب اليمني. الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ما زال يراوغ .. يقبل ثم يتراجع ويبقى دائما الباب مفتوحا امام كل الاحتمالات، فمنذ عدة أيام حير المحللين في تحليل خطابه حينما قال انه زهد في السلطة وانه سيتنحى خلال أيام .. كيف ترى هذه المراوغة؟ - قرار التنحي لا يمكن أن يجيء هكذا عبر كلمة " خلال ايام" .. المسألة ليست عنادا لأن مطلب التنحي ليس مطلب الجامعة العربية او مجلس التعاون الخليجي، لكنه مطلب الشعب اليمني .. صحيح ان للرئيس اليمني قبائل تؤيده وتطالب ببقائه، لكن غالبية الشعب اليمني يرى غير ذلك، ولذلك خرج الملايين في مظاهرات تطالب برحيل النظام. بماذا تنصح الحكام العرب حتى لا تكون نهايتهم الهروب أو المحاكمة؟ - لا أريد أن أقدم نصيحة للحكام .. هم أدرى مني بما تحتاجه شعوبهم، لكن بصفة عامة أرى ان المظاهرات المطالبة بالاصلاحات ما زالت تتصدر المشهد العربي، ولا أحد يمكن أن يراهن على ان الشعوب المقهورة لا تثور، وقد عايشت عن قرب التطورات المتلاحقة والسريعة للحراك الشعبي في مصر، والذي لم تعد فيه الشعوب من الساحات الا بعد رحيل النظام، فانفجار الغضب الشعبي يعني الوصول الى نقطة اللاعودة. هل تغامر بعض الأنظمة الجمهورية بالرهان على قهر شعوبها للبقاء عشرات السنين ؟ - أي نظام جمهوري يأتي ويبقى 20 و30 و40 سنة معتمدا على تلك الاستراتيجية يدفع الآن الثمن باهظاً، وينهي حكمه بشكل غير مقبول.