افراح شعبنا اليمني بمباهج ذكرى يوم الاستقلال المجيد التي مع اشراقات صباحات يوم أمس اكتمل عامها ال38 تعد تجسيداً لعظمة يوم ال30 من نوفمبر1967م الذي سيظل حاضراً في ضمير ووجدان كل ابناء اليمن ومحفوراً في الذاكرة الوطنية الى الأبد ومدوناً في سفر تاريخ ثورته الخالدة 26سبتمبر و14اكتوبر بأحرف من نور تتجدد كل عام وتزداد سطوعاً وتشع بهجة فتكون نبراساً مرشداً للأجيال إلى الطريق الصحيح مضيئة عقولهم بعظمة التضحيات التي قدمها شعبنا على دروب الخلاص من براثن كهنوت وطغيان نظام الإمامة الرجعي المتخلف وجبروت وتجبر وعسف المستعمرالغاصب ليعوا أن الحرية والوحدة والديمقراطية وماتحقق للوطن من انجازات وتحولات كبرى في كافة المجالات غيرت كل مناحي حياته سياسياً واقتصادياً وديمقراطياً وتنموياً وانتقلت به من غياهب تخلف عهود أزمنة الإمامة والاستعمارالى رحاب العصر بكل تجليات تطوراته الكبرى ثمنها كان دماء آلاف الشهداء من خيرة ابناء اليمن الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل ان يحيا شعبهم حراً كريماً في ظل راية الثورة والوحدة والديمقراطية. لقد كان انتصارالثورة اليمنية 26سبتمبر و14 اكتوبر بخروج آخر جندي مستعمر بريطاني والقضاء النهائي على آخر فلول بقايا التخلف الإمامي بنيل الاستقلال الناجز وترسيخ النظام الجمهوري في ملحمة ال 70يوماً هو بمثابة تجسيد لواحدية النضال الوطني الذي تجلى في واحدية تلازمية مسارات انتصار ثورته وبهذا المعنى فإن الاستقلال مثَّل بداية الانطلاقة الحقيقية صوب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وفي هذا تكمن أهمية احتفالات شعبنا بال30 من نوفمبرالذي مناسبته اليوم تستمد معانيها وتكتسب دلالاتها أكثر من أي وقت مضى كونها تأتي في ظروف هناك من يسعى فيها محاولة يائسة الى استغلالها لاستعادة الماضي البائس الكئيب لأزمنة الإمامة والاستعمار والتشطير المقيت والتي ولت الى الأبد بغير رجعة واستعادتها في حكم الاستحالة المطلقة وشعبنا الذي نفض غبار تخلف قرون ثأراً وانتصرعلى أعتى نظام متخلف واقوى جبروت استعماري عرفه التاريخ في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد ولايمكن مقارنتها بماهو عليه اليوم بكل تأكيد قادر ليس فقط على تجاوز العراقيل التي تضعها تلك القوى الظلامية أمام مسيرة بنائه وتطوره وتقدمه بعد أربعة عقود من قيام ثورته المباركة و38 عاماً من انتصارها و15 عاماً من إعادة توحد وطنه ارضاً وانساناً ولكن ايضاً تحويلها الى محفزات لانطلاقة جديدة صوب المستقبل وهو أكثر قوة وادراكاً واستيعاباً لعوامل مواصلة مسيرة البناء والتنمية ومكامن التقدم والرقي من اجل صنع غدٍ ينعم فيه كل ابناء اليمن بالرفاهية. وفي هذا السياق تأتي ذكرى الاستقلال لتضعنا ابناء اليمن جميعاً أمام مسؤولية وطنية يتمثل فيها الوفاء لأرواح الشهداء الميامين الأبطال الذين قدموا أرواحهم ونفوسهم رخيصة في سبيل نصرة الوطن منتصرين لحياة حرة كريمة على ارض اليمن الموحد الديمقراطي العصري الحديث الذي يسهم بفعالية وايجابية في كل قضايا محيطه الاقليمي والعالمي منتصراً لقضايا أمته العربية والاسلامية الى حد لايمكن المقارنة بين ماكان عليه اليمن قبل ال30 من نوفمبر1967م وما وصل اليه اليوم ولنفهم مايعنى هذا اليوم في التاريخ الوطني المعاصر ونضع تلك التضحيات نصب أعيننا حتى لانغفل او يغفل البعض منا تحت تأثيرالأوهام وضيق أفق النظرة التي تحركها انانية المصالح الذاتية والحزبية القاصرة متناسين أن الوطن اكبر واعظم من أن تؤثرفيه أحقاد وضغائن البعض وابقى من أية مكاسب يعتقد البعض أن بالإمكان جنيها من وراء التمترس وراء المزايدة على قضاياه وتضخيم مايواجهه من صعوبات وتحديات موضوعية هي في معظمها ناجمة عن افرازات احداث اقليمية وعالمية كان لها انعكاس سلبي على بعض جوانب اتجاهات مسيرة البناء الوطني وتحديات مواجهاتها لاتكون باستغلالها والقاء تبعيات تداعياتها على هذا الطرف او ذلك من ابناء الوطن لتحقيق غايات سياسية بل تقتضي منا جميعاً مواجهتها بروح وطنية مسؤولة تعبر عن صدق الانتماء لهذا الوطن واستبدال نزعات تسجيل المواقف واستغلالها في اتجاهات تتنافى وتتعارض مع المصالح الوطنية بمنطق الحوار والعمل الجاد على نحو يستلهم فيه أهداف ومبادئ الثورة اليمنية وانجازاتها الكبرى وفي مقدمتها الوحدة وعلى نحو ديمقراطي يتوخى اولاً واخيراً المصلحة الوطنية.. وننطلق من ان الوطن مسؤولية كل ابنائه افراداً ومجتمعاً سلطة ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني بعيداً عن الرهانات الخاسرة على صعوبات الداخل ومصالح الخارج والتي بكل تأكيد شعبنا اليمني الذي انتصر لثورة 26سبتمبر و14 اكتوبر بترسيخ النظام الجمهوري ونيل الاستقلال الناجز مستعيداً وحدته ارضاً وإنساناً قادر على تجاوز كافة التحديات والانتصار على كل الأخطار التي يمكن أن تؤثر على وتائر حركة نمائه وتطوره المتسارع في سيره صوب غدٍ مشرق حافل بالعطاءات المعبرة عن آمال وتطلعات ابنائه في ظل راية الثورة والوحدة والديمقراطية وهنيئاً لليمن احتفالاته بالعيد ال38 ليوم الاستقلال الوطني المجيد.