يحتفل اليوم أبناء الشعب اليمني بالذكرى ال “43” للاستقلال المجيد ال “30” من نوفمبر متوجين في هذا اليوم التضحيات الجسام والدماء الزكية الطاهرة للشهداء على دروب الحرية ونيل الاستقلال برحيل آخر جندي بريطاني مستعمر من جزء غال من الوطن اليمني.. وبهذا المعنى فإن الاستقلال مثَّل بداية الانطلاقة الحقيقية صوب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، حيث كان انتصار الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 أكتوبر بخروج آخر جندي مستعمر بريطاني والقضاء النهائي على فلول التخلف الإمامي بنيل الاستقلال الناجز وترسيخ النظام الجمهوري في ملحمة ال “70” يوماً هو بمثابة تجسيد لواحدية النضال الوطني الذي تجلى في واحدية تلازمية لمسارات انتصار ثورته. وفي هذا تكمن أهمية احتفالات شعبنا بال “30” من نوفمبر الذي يوافق اليوم الثلاثاء تستمد معانيها وتكتسب دلالاتها أكثر من أي وقت مضى؛ كونها تأتي في ظروف فيها من يسعى في محاولة يائسة إلى استغلالها لاستعادة الماضي البائس الكئيب لأزمنة الإمامة والاستعمار والتشطير المقيت, والتي ولت إلى الأبد بغير رجعة واستعادتها في حكم الاستحالة المطلقة. فهاهو اليوم شعبنا يعيش مباهج العيد ال “43” ليوم ال “30” من نوفمبر المجيد ويحقق نجاحات وإنجازات كبرى على الصعيد الداخلي في مختلف المجالات, وعلى صعيد السياسة الخارجية في محيطه وعلاقاته بجواره الإقليمي- الجزيرة العربية والخليج في مؤشراتها المتجهة إلى تعاون وشراكة نوعية تهدف في محصلتها النهائية إلى اندماجنا الاقتصادي في اقتصاديات الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي، ولعل ما يزيدنا فرحاً وابتهاجاً بهذه المناسبة العظيمة على قلوبنا أنها تأتي متزامنة مع استضافة بلادنا للتظاهرة الرياضية الكبيرة (خليجي 20), والتي حققت للوطن انتصاراً سياسياً ومعنوياً كبيراً، بل وأفشلت هذه التظاهرة كل الرهانات الخائبة وأسكتت وأخرست كل الأصوات المشككة والموتورة, وكل النفوس المريضة المهزومة المليئة بثقافة الحقد والكراهية على الوطن ووحدته, ويكفينا فخراً واعتزازاً ما عبر عنه وأكده إخواننا الأشقاء من قدرة اليمن على التنظيم, وبأنها تستحق وسام النجاح على كل ما قدمته من حسن استقبال وكرم ضيافة, ناهيك عن أن الجمهور اليمني قد ضرب أروع الأمثلة في الحضور الكبير والتشجيع مما أثلج صدورنا وصدور أشقائنا من دول الخليج والعراق. وعوداً على بدء ونحن نستذكر عظمة نوفمبر الاستقلال فإن المسئولية تقتضي منا جميعاً مواجهة كل الخلافات بروح وطنية مسؤولة, تعبر عن صدق الانتماء لهذا الوطن واستبدال نزعات تسجيل المواقف واستغلالها في اتجاهات تتنافى وتتعارض مع المصالح الوطنية بمنطق الحوار والعمل الجاد على نحو يستلهم أهداف ومبادئ الثورة اليمنية وإنجازاتها الكبرى وفي مقدمتها الوحدة, وعلى نحو ديمقراطي يتوخى أولاً وأخيراً المصلحة الوطنية.. وننطلق من أن الوطن مسؤولية كل أبنائه أفراداً ومجتمعاً، سلطة ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني, بعيداً عن الرهانات الخاسرة، فنحن قادمون على حدث ديمقراطي كبير والمتمثل بالانتخابات البرلمانية 2011م والوقت أصبح ضيقاً مما يستدعي الاستعداد لهذا الحدث بعيداً عن المزايدات . وواجب علينا في هذه المناسبة الغالية التوجه بالتحية والشكر والعرفان إلى أولئك الأبطال الأشاوس الشجعان من كل أرجاء الوطن, الذين رفعوا راية النضال وجسدوه بالتضحية والفداء على دروب الحرية، والاستقلال, والوحدة، وفي مقدمتهم الشهداء الأبرار وكل رموز الاستقلال وصناع هذا الإنجاز العظيم, الذين رسموا لنا أسمى معاني الوفاء الصادق المخلص للمبادئ والقيم الوطنية النبيلة لهذا الشعب الحضاري العريق وأهداف ثورته المباركة 26سبتمبر و14أكتوبر، وهم المثال والقدوة لنا جيل الحاضر وللأجيال القادمة في حب الوطن ووحدته، فتحية إلى أولئك المناضلين الذين بشجاعتهم وإقدامهم الجسور صنعوا فجر الثورة اليمنية، وانبلاج صباحات الجمهورية والاستقلال والوحدة والديمقراطية وبناء اليمن الجديد, الذي يواصل مسيرته بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رغم التحديات والمخاطر الناجمة عن الدسائس والمؤامرات, التي تحيكها مخلفات الإمامة والاستعمار والتشطير والدائرين في فلكهم من مثيري الفتن, الذين على اختلاف مشاربهم يجمعهم ويوحدهم الحقد والكراهية والضغينة على هذا الوطن وشعبه ونظامه الجمهوري ووحدة أبنائه الوطنية وأمنه واستقراره، بما يقترفون من جرائم تخريبية إرهابية . فالوطن الذي يحتفل اليوم بأفراح الذكرى ال “43” للاستقلال المجيد صار بعد “48” عاماً من عمر ثورته المباركة أصلب عوداً وأكثر يقظة ووعياً وقدرة على سحق كل من يحاول النيل من إنجازاته وثوابته وفي مقدمتها النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية. فبشائر الخير قادرة على تبديد كل غيوم التشاؤم من سماء حاضر ومستقبل اليمن.. فالمستقبل واعد بالمزيد من عطاءات الثورة والجمهورية والوحدة.. وهنيئاً لشعبنا أفراحه بيوم الاستقلال والوحدة والديمقراطية. وصدق الله العظيم القائل:(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)..والله الموفق.