كل من استمع الي الرئيس محمود عباس في خطابه الاخير في رام الله وهو يعاتب الثوار والمقاومين من حماس بالاصالة ورفاقهم من فتح بالوكالة والاشارة تذكر فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان وهو يعاتب المقاومين اللبنانيين واصرارهم علي فعلتهم النكراء بخطف الجنديين الاسرائيليين.. الي آخر العتاب المعروف بخصوص ضرورة الابتعاد عن المغامرة و المقامرة بحياة الناس وتعريضهم للجوع والحصار من جانب المجتمع الدولي الذي يريد اعمار لبنان وايجاد الحلول المناسبة لاعادة الحياة الطبيعية والامن والاستقرار للبنان والمنطقة من خطط باريس 1 و2 و3 وهلم جرا.. من الكلام الذي لا يراد منه ولا يفهم منه الا مراقصة المجتمع الدولي الظالم بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية. ومهما ادعي هؤلاء حرصهم علي شعبهم او علي الامن والاستقرار لمجتمعاتهم فان احدا لن يصدقهم من عامة الشعب.. وهم الذين لمسوا ولا يزالون الآثار القاسية لمشاريع النهب الاستعماري للثروات بقيادة الشركات المتعددة الجنسية التي يتباكي عليها امثال عباس والسنيورة اكثر مما يتباكون علي استقرار مجتمعاتهم ورفاهيتها! فها هي آثار الديون التي باتت بالمليارات المؤلفة علي الشعوب وهي تسحق آخر ما تبقي من آمال مشاريع السلام و الرخاء و التعايش السلمي مع الجاني والقاتل والمغتصب للارض والحقوق. ان عباس والسنيورة يتحدثان كما يتحدث المالكي في بغداد وكرزاي في كابول وان اختلفت اللهجة او تباينت تعابيرها.. فالكل من هذه الطينة ينسي او يتناسي لغاية في نفس يعقوب بان الجوع والحصار وتردي الاقتصاد والحالة المعاشية للناس وتراجع الامن وتنامي اخطار العنف وتزايد التهديدات للسلم الاهلي وليس مصدره او سببه المقاومة او ما يسمونه الخروج او التمرد علي العملية السياسية التي يرعاها حفنة من التابعين او المتملقين او المنتفعين من مشاريع الاستعمار الجديد هذا ان احسنا النوايا تجاههم ولم نقل العملاء المخلصين لسياسات الهيمنة والنهب الامبريالي لثروات الشعوب. ليست المشكلة في فلسطين ان حماس او فتح تطلق الصواريخ علي المستعمرات او انهما ترفضان الاعتراف بالدويلة الاسرائيلية او قرارات المجتمع الدولي بل العكس تماما. فالمشكلة هي في استمرار الاحتلال واصراره علي نقض كل العهود والمواثيق الدولية التي وقعها حتي تجاه الذين تعهدوا له بوقف المقاومة ووقعوا له شيكا مفتوحا بالسلام والتطبيع الدائم.. تعرفون لماذا؟ هل فكر محمود عباس او فؤاد السنيورة او المالكي او كرزاي لماذا؟! اولا: لان محاوركم علي الجانب الاخر لا يشبع ولن يكتفي بسلة المحفزات التي تقدمونها له ويفترض بكم انكم تعرفون ذلك تماما لا سيما التاجر منكم ومن له باع في سوق التعاون الدولي ؟! ثانيا: لانكم ضعفاء ولا تمثلون الا عصبة صغيرة من التجار محاطة ب طغمة اصغر من المنتفعين ليس بامكانها تأمين او ضمان استمرار تدفق الفوائد للاخر القادم من بعيد! ثالثا: وربما هو السبب الاهم وهو ان صاحبكم علي الجانب الآخر ليس من شيمه الوفاء مع احد اي كان وسمته الغالبة في التعامل مع الشعوب والافراد علي السواء هي نقض العهود ومخادعة كل المحاورين علي مر التاريخ منذ قيام الولاياتالمتحدة وما صاحب ذلك من عملية ابتزاز وخداع وابادة منظمة لاصحاب الحق والارض من الهنود الحمر وصولا الي ما تعانيه شعوب المنطقة حاليا وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني المستباح من قبل ورثة قاتلي الهنود الحمر علي ارض فلسطين. نعم ان وضعكم لا يحسد عليه في هذه الايام، خاصة وان الامبراطورية الاولي والاعظم في العالم تستعد لتطبيق مشاريع الخروج المنظم او الهروب الكبير من هذه البلاد تاركة اياكم تصارعون شعوبكم والموت. فلا يغرنكم نداءات الاسناد وتقديم الدعم والمساعدة فانتم ومهما ابليتم من بلاء حسن في خدمة هؤلاء السادة فلن تستطيعوا ان تبزوا من سبقوكم في هذا المجال. ولا يسعني هنا الا ان استحضر الامام الخميني الراحل وهو يقول اذا امتدحتكم امريكا فعليكم ان تشكوا بانفسكم وتراجعوا سجل اعمالكم . * صحيفة القدس العربي: