خطاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الى شعبنا اليمني وشعوب الأمة العربية والاسلامية والمسلمين في ارجاء المعمورة بمناسبة حلول الشهر الفضيل المبارك عبّر في جوهره عن ترابط وتلازم السمو الروحي الايماني التعبدي للشهر الكريم بكينونة الوجود الحياتي الدنيوي الاجتماعي الذي خلق الله الانسان خليفة له في الارض يعمرها داراً للخير والفضيلة التي تجسدها رسالة الاسلام ومبادؤه وقيمه محبة وتسامحاً وتكافلاً والتي تجمع في شهر الرحمة والغفران والعتق من النار.. لذا فان فريضة الصوم في هذا الشهر الفضيل تحمل معاني أبعد وأعمق من مجرد الامتناع عن الأكل والشرب.. انها فريضة تعبدية تربوية تهذب النفس وتسمو بالروح فوق غرائز وشهوات الجسد وتكبح الاهواء والنزعات التي تحط من قيمة الانسان فيأتي الصوم بمعانيه الشاملة يرفعه بفضائله العميقة التي في رحابها تسمو النفوس وتتطهر القلوب وتتوهج الروح بنور مشاعر تساوي وتوحد المسلمين امام خالقهم سبحانه وتعالى موثقة عرى الأخوة بين أبناء الأمة الواحدة فتكون الاحاسيس الصادقة الخالية من التصنع والتكلف والرياء وحب المظاهر خالصة لله وتعبيراتها وقوف القوي مع الضعيف والغني مع الفقير والمقتدر الميسور مع المحتاج المعسر فيكون البر والإحسان والتقوى والصدق مع النفس ولكن كل هذا يحتاج إلى الصفاء الروحي الذي ينقل فيه الانسان المسلم من ظلام النفس الأمارة بالسوء الى نور الايمان والفضيلة. في هذا السياق كانت دعوة فخامة الرئيس لأبناء شعبنا أن يجعلوا ايام وليالي شهر رمضان المبارك كلها عبادة وتأملاً وهدوءاً وسكينة يسمو بهم عن الأحقاد والضغائن والكراهية والغلو والتطرف، ومنها ينطلقون لمواجهات متطلبات واستحقاقات بناء وطنهم بتجاوز ماتبقى من كل نزعات وامراض الماضي الاجتماعية والسياسية نحو العمل معاً وعبر تضافر الجهود والطاقات من أجل التصدي لكل الظواهر الشاذة والمشاريع المشبوهة التي يسعى اصحابها ومن يقف وراءهم الى اعاقة الوطن واشغال ابنائه عن مواصلة مسيرة نمائه وتقدمه وازدهاره من خلال بعض ضعفاء النفوس الذين يحاولون يائسين إيجاد شرخ في البنيان المتماسك لوحدة ابناء اليمن الوطنية وتعكير صفو أمنهم واستقرارهم وسكينتهم وسلمهم الاجتماعي مستغلين أجواء الحرية ومناخات الديمقراطية للوصول الى مآربهم والتي مآلها الفشل الذريع والخسران المبين. ان تأكيد فخامة الرئيس في خطابه على حقائق ان الوطن ملك لكل أبنائه يصب في اتجاه المعاني والمضامين الروحانية السامية لشهر الرحمة والبركة وعلى الجميع مواطنين وأحزاباً وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني مجاهدة النفس وان يعملوا معاً جبهة واحدة لمواجهة التحديات والصعوبات الذاتية الموضوعية التي يعيشها ابناء اليمن وتجاوزوها للانتصار عليها عبر الاحساس الصادق واستشعار المسؤولية تجاه الظروف الطارئة والناتجة من أوضاع لسنا وحدنا من يعاني منها في هذا العالم وعبر تقديم الرؤى والأفكار الموضوعية التي تقدم حلولاً واقعية للمشكلات التي تواجه المجتمع وبعيداً عن أي شطط او مبالغات أو مكايدات أو تجاوز لحقائق الواقع والامكانات المتاحة. وعلينا ان نبذل جهوداً مضاعفة عبر العمل الايجابي المثمر البناء للتقليل من آثار تداعياتها والخروج منها وتجاوزها الى انجاز مهام اليوم برؤية وتطلع الى غد أفضل بدلاً من توظيف البعض لها بصورة سلبية للحصول على منافع ومكاسب حزبية وشخصية ضيقة حتى ولو أدى ذلك الى تعميق معاناة ابناء شعبنا وهو ما لا يمكن السماح به او التغاضي عنه من ابناء اليمن الشرفاء والمخلصين في هذا الوطن. وندعو أولئك الذين زلت بهم الاهواء وجرفتهم المطامع الأنانية الى دروب الشر والضلال المظلمة ان يتوبوا الى الله مما اقترفوه ويقترفونه من الخطيئة والإثم