اجتماعات الدورة ال 18 لمجلس التنسيق اليمني- السعودي يوم أمس الأول التي ترأسها الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء عن الجانب اليمني وأخيه صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام بالمملكة العربية السعودية يوم أمس الأول بالرياض. هي في مجمل نتائجها تعبير موضوعي لحقيقة خصوصية وحميمية العلاقات الاخوية بين بلدين شعبين شقيقين جارين تجمعهما العقيدة والوجود الجغرافي والانتماء الواحد والأواصر الحضارية التاريخية وصلات الرحم التي صهرتهما في مكون اجتماعي ثقافي منه تشكلت مسارات علاقتهما في الحاضر والمستقبل مكتسبة سياقات جديدة تستوعب المعطيات وتستجيب للمتطلبات وتلبي الاستحقاقات والتطلعات التي يطمح الى تحقيقها أبناء اليمن والمملكة وهي تنطلق من توجهات قيادتي البلدين وعلاقات التعاون والتكامل والشراكة المنبثقة من فهم عميق للاهمية الجيوسياسية والاقتصادية وابعاد تأثيرها على الأمن والاستقرار والتنمية والبناء لليمن والمملكة وكل دول هذه المنطقة الحيوية من العالم. هذا هو بالضبط ماجسدته نتائج الدورة ال81 لمجلس التنسيق اليمني-السعودي مستوعبة موجبات الانتقال بالشراكة الى مستويات جديدة تجلت في الاتفاقيات وبرامج التعاون التي تم التوقيع عليها في هذه الدورة ومن خلالها نتبين مدى إدراك قيادتي البلدين الشقيقين للمضامين التي ينبغي أن ترتقي إليها الشراكة الاقتصادية لتشكل قاعدة مصالح راسخة وصلبة تثمر نماءً وتطوراً وازدهاراً يؤدي الى خدمة الشعبين اليمني والسعودي وكل شعوب منطقة الجزيرة والخليج والذي يعد اليمن مكوناً أصيلاً وأساسياً في بنيتها. وبدون شك لليمن مصلحة من انضمامه لمجلس التعاون الخليجي.. ولكن المصلحة الأكثر ستعود على اشقائه سياسياً واقتصادياً وأمنياً، فلديه مايجعله يشكل رافداً يقوي ويعزز قدرة دول مجلس التعاون لمواجهة التحديات وتجاوزها من ثم تحقيق الانطلاقة المنشودة نحو آفاق التقدم والرقي على قاعدة التكامل بمايمتلكه من مقومات إقتصادية وبشرية استثمار الاشقاء لها سيعود عليهم بالفائدة بصورة غير قابلة للقياس بماسيقدمونه في هذا الاتجاه محققة الشراكة المثمرة التي يفترض ان تكون بين الاشقاء في منطقة الجزيرة والخليج.. وعلى ذلك النحو الذي خرجت به اجتماعات مجلس التنسيق اليمني-السعودي والتي جاءت لتضع علاقات الشراكة بين البلدين الشقيقين في مستوى نوعي جديد. اننا في اليمن نقدر للاشقاء في المملكة دعمهم السخي لجهود التنمية والبناء الذي تتواصل مسيرته في اليمن في مشاريع خدمية واستثمارية حيوية تعود بالنفع والخير على اشقائهم ابناء الشعب اليمني وهو في ذات الوقت استثمار يرسي اساسات راسخة لجسور الشراكة المستقبلية التي سوف تتحول الى مصالح تعود بالنفع على الجميع في المنطقة خاصة اذا مانظرنا اليها بنظرة استراتيجية.. وواضح ان الاشقاء فيما قدموه ويقدمونه لليمن ينطلقون من هذه الرؤية الواسعة لآفاق المستقبل الرحبة مستشرفين مايمكن أن تكون عليه اليمن والمملكة وكل دول الجزيرة العربية والخليج إذا ما استمرت الشراكة المثمرة تسير بوتائر متسارعة إلى الأمام من أجل مزيد من التكامل والتعاون والتنسيق والشراكة المثمرة ولما يحقق مصالح الجميع ويخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.