أبرزت الرسالة التي وجهها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى قيادات ومنتسبي المؤسسة الأمنية والعسكرية بمناسبة تدشين العام التدريبي الجديد 2008م الأدوار البطولية والمواقف الوطنية الشجاعة التي جسدتها هذه المؤسسة وأبطالها الميامين في كل المراحل التاريخية، وفي مختلف مواقع الشرف والفداء، وهم يذودون عن سيادة الوطن ويحمون الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي والسكينة العامة للمجتمع. وفيما ظلت هذه المؤسسة الوطنية الحارس الأمين وصمام أمان الثورة والوحدة والديمقراطية، قدمت أنصع صور الوفاء وأعظم الملاحم في تصديها لكل المؤامرات والدسائس، التي حاولت النيل من إنجازات الوطن ومصالحه العليا، لتبرهن على إيمان لا يتزعزع بأنها السياج المنيع الذي تتحطم على صخرته كل المخططات والاستهدافات لأمن واستقرار المجتمع، منطلقة من تلك الواجبات التي حملتها على عاتقها في مجمل الأحداث التي رافقت مسيرة نضال شعبنا ضد الإمامة والاستعمار والانتصار لمبادئ الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر، الأمر الذي كان له الأثر البالغ في تهيئة المناخات الملائمة لإنجاز أهداف التنمية وبناء الدولة الحديثة، وصنع التحولات الكبرى التي ينعم بها اليمن اليوم في مختلف مجالات الحياة. ومع ذلك فإن هذه المؤسسة الوطنية التي أكدت في كل مواقفها أنها مدرسة الوطن الأولى بل وعقل وشرف وضمير هذا الوطن ومصدر فخره لم تسلم من أذى بعض العناصر المأزومة والحاقدة وتنطعاتها في المواقع الالكترونية والمنابر الإعلامية .. إذ أنه وبعد أن عجزت تلك العناصر في الوصول إلى غاياتها الدنيئة وأوهامها المريضة ورهاناتها البائسة التي تساقطت الواحدة تلو الأخرى تحت أقدام حماة هذا الوطن، عمدت تلك العناصر الموتورة إلى التخريجات العفنة والببغائية محاولة الإساءة إلى أبناء هذه المدرسة الوطنية الذين كان لهم السبق في تعميق روح الولاء لليمن وجعله الولاء الأول وتمثل قيمه بصدق وإخلاص متجاوزين مختلف التأثيرات المناطقية والفردية والعشائرية والحزبية. ولأن تلك العناصر الحاقدة قد تجردت من كل تلك المعاني الوطنية والحضارية، فإنها لم تعد تمتلك أي وازع تشعر أمامه بالخجل حينما تلقي بثوبها الوسخ على مؤسسة الوطن الكبرى -القوات المسلحة والأمن - والتي لولاها لما أمكن للوطن أن يصل إلى حالة الأمن والاستقرار التي تعم كل أرجائه، وأن يبلغ الدرجة العالية من الانفتاح الديمقراطي، الذي سمح لأولئك المتنطعين بالتطاول على هذه المؤسسة في وسائل الإعلام دون أن يتعرضوا للملاحقات أو تكمم أفواههم وتقطع ألسنتهم التي اعتادت على ترديد الأقاويل والشائعات الكريهة. والغريب أن تلك العناصر الغارقة في مستنقع التآمر والعمالة والارتزاق، لم تستفد من كل تجارب الماضي والاخفاقات التي منيت بها، لتستمر في غيها دون إدراك أن من يقتات من نافذة الارتهان والعمالة، لا يمكن له أن يكون نظيفاً، أو أن يطال الهامات الشامخة. ونعتقد أن الأجدر بتلك العناصر التي تنعق كالغربان البحث عن ساحة أخرى بعيداً عن مدرسة الوطن الأولى، التي تلتف حولها كل جماهير الشعب، وتحظى برعاية واهتمام قيادتها السياسية التي تبادلها الوفاء بالوفاء، اعترافاً بأدوارها وتضحياتها وسجلها الحافل بأروع البطولات لأن تلك العناصر لن تجني سوى الخسران والفشل الذريع والإخفاقات كما هو حالها، فشعب حر انتصر لإرادته في أعقد الظروف وأشدها صعوبة، ومؤسسة عسكرية وأمنية، تتحصن بالوعي الوطني والشجاعة النادرة، لا يمكن أن يسمحا للأصوات النشاز التي باعت نفسها بثمن بخس، بالتمادي على هذا الوطن ومؤسسته الدفاعية وازدراء تضحياتها العظيمة من أجل عزة وكرامة كل أبناء اليمن، الذين صنعوا التحولات الكبيرة بفضل تلك التضحيات، فهل تستوعب تلك العناصر المسيئة أن زمن المأجورين قد ولّى، وأنه لم يعد هناك من يأبه أو يلتفت لزعيقهم وترهاتهم الغوغائية، وأن ما يخططون له سيرتد إلى نحورهم؟. وما دامت صحوة ضمائرهم مستحيلة فإن الأولى بهم أن يصمتوا وتخرس ألسنتهم عن ترديد الأباطيل وعبارات الزور والبهتان.