جاءت ردود الفعل الواسعة التي عبرت من خلالها جماهير الشعب اليمني - أحزابا ومنظمات وشخصيات سياسية واجتماعية ومشايخ وعلماء وعمالاً ومزارعين ومناضلين ومثقفين عن الإدانة والاستنكار لأحداث الشغب وأعمال التخريب التي اقترفتها بعض العناصر الغوغائية الخارجة عن النظام والدستور في مديرية الضالع والحبيلين بردفان - لتبرهن على ما يتمتع به المجتمع اليمني من وعي كبير وما يتحلى به من صفات وقيم حميدة يستند إليها في كل توجهاته وتعاملاته مع القضايا ذات الصلة بأمن واستقرار الوطن والمصالح العليا لأبنائه. - لذلك لم يكن بمستغرب أن يتشكل مثل هذا الإجماع الوطني على رفض تلك الأعمال المشينة والإجرامية التي ارتكبتها مجاميع من الغوغاء ، سواء كان ذلك تحت تأثير التعبئة الخاطئة والتحريض الأجوف أو بفعل الجهل بأهداف وغايات من قاموا بدفعهم إلى تلك الحرائق التي أشعلوها في عدد من الممتلكات الخاصة والعامة. -پ وبصرف النظر عن الدوافع التي قادت أولئك الغوغاء إلى تلك الممارسات الصبيانية التي تتعارض مع قيم الشعب اليمني وأخلاقياته وموروثه الحضاري - فإنهم قد أظهروا بتلك السلوكيات تحللهم من ضوابط المسؤولية تجاه أنفسهم ووطنهم ، وعليهم أن يتحملوا تبعات جرمهم وجريمتهم ، فالعقاب يجب أن يكون من جنس العمل. - وبناء على هذه الوقائع وقراءتها نجد أنه ورغم سوءات تلك الأعمال التخريبية والإجرامية التي كان الهدف من ورائها زعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي وإقلاق السكينة العامة للمواطنين وإعاقة مسارات التنمية وعملية الاستثمار فإنها قد فتحت أعيننا على عدد من الحقائق والمؤشرات الدالة على المستوى الراقي من الوعي لدى الشعب اليمني والنضج الفكري والثقافي الذي يتفرد به ، وكذا ما يتمتع به أبناؤه من صدق الولاء لوطنهم ، وأنهم أصبحوا بهذا الفهم يسبقون بعض الأحزاب التي بدت في مواقفها متخاذلة تجاه أحداث الشغب والتخريب والسلب والنهب في بعض مناطق محافظتي لحج والضالع. - ولا ندري كيف يمكن لأحزاب كهذه أن تكتسب طابع الإيجابية وأن يكون لها دور مؤثر في إثراء الحراك السياسي الديمقراطي وهي التي تبني مواقفها على قاعدة المساومة الحزبية أو المصلحة الذاتية والأنانية والرؤى الضبابية والفهم القاصر لمبادئ الحياة الديمقراطية. - وتتجلى أبرز ملامح هذه الصورة في البيان الصادر عن أحزاب اللقاء المشترك التي اتسمت لغته ومفرداته بطابع استعلائي ومتشنج يخالف ما سبق أن عبرت عنه الجماهير اليمنية في كل مناطق اليمن من مواقف ، مع أن الحق أحق أن يتبع. - ويبقى بعد ذلك أن نؤكد هنا على أن الشعب اليمني بما وصل إليه من الوعي صار قادرا على كسب خياراته ورهاناته ، وأنه بات جديرا بصنع تحولاته وحماية مكتسباته الوطنية وإفشال كل المخططات والمؤامرات التي يراد من خلالها عرقلة مسيرته التنموية والديمقراطية التي صارت اليوم في أرقى مرتبة وأرفع منزلة. - وحسبنا في ذلك أن اليمن ورغم كل المحاولات البائسة التي تسعى بين وقت وآخر إلى النيل من عزيمة وهمم أبنائه قد ظل محافظا على صلابته وتماسكه بثقة واقتدار ، في حين فشل غيره في الصمود في وجه المصاعب والتحديات العارضة التي ما انفكت تحوم حول عدد من البلدان والشعوب ، مستهدفة بنيتها الداخلية ومقومات وجودها حاضرا ومستقبلا. - وستبقى اليمن عصية على كل من يريد بها سوءا ومحروسة بتلاحم أبنائها والتفافهم حول قيادتهم الحكيمة بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ، الذي ندين له بالفضل إزاء كل ما تحقق لشعبنا من إنجازات ومكاسب تاريخية وطموحات كانت إلى وقت قريب في حكم المعجزات إن لم يكن المستحيلات. - وستتواصل مسيرة اليمن بخطى حثيثة وطموح كبير تحميها عناية الله ويقظة جميع أبنائها الشرفاء والمخلصين والصادقين في الوعد والعهد.