22 مايو العظيم 1990م يوم مبارك في تاريخ اليمن المعاصر، فيه استعاد الشعب اليمني وحدته واستعاد الوطن مجده الحضاري التليد.. ويعد من أهم المحطات التاريخية في مسيرة اليمانيين الظافرة المنتصرة.. محطة وقف فيها الزمن تحية وابتهاجاً بعصر جديد أعاد له مساره في أرض السعيدة والتأم شمل شعب ناضل وكافح وقدم التضحيات الجسام وقوافل الشهداء على دروب استعادة مجد ماضيه الحضاري العريق.. واضعاً خطاه على مسارات حاضره بكل معطياته ومتطلباته.. ومرسياً أسساً راسخة لانجاز تطلعات مستقبله. 22 مايو تحققت فيه وحدة كانت في حسابات البعض مستحيلة ولكنها ظلت دوماً الهوية والوجود، منها استمد الشعب اليمني القوة في مواجهة الطغاة المتجبرين والغزاة الطامعين لتبقى محفوظة في العقول والأرواح، فلم تستطع الإمامة بنظامها المجتر معه تخلف القرون ولا المستعمر الغاصب الإخفات من وهج الوحدة في قلوب أبناء اليمن.. سنوات طويلة من التشطير والتسلط الإمامي الاستعماري لم تستطع أن تحول بينهم وتحقيق الحلم في يوم 22 مايو 1990م.. وكانت الوحدة والديمقراطية.. ومع كل مايو جديد يرسخ شعبنا فيها من القواعد المتينة لوحدته المباركة بعد أن سقى شجرتها بالتضحيات ورواها بدماء الشهداء الزكية.. وهاهي اليوم بعد 18 عاماً سامقة وارفة يستظل بها وينعم بثمار خيراتها.. وفي مقدمتها نعمة الأمن والأمان، صانعاً التحولات التاريخية في واقع وطن 22 مايو الاجتماعية والسياسية والديمقراطية والاقتصادية والتنموية والعسكرية والأمنية و شتى المجالات وعلى مختلف الصعد.. مما مكن اليمن الموحد من استعادة مكانته ولعب دوره التاريخي الفاعل في محيطه الاقليمي ونطاقه القومي والاسلامي وفضائه الدولي داعماً لتوجهات السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.. هذه حقائق أكدتها وقائع توجهات القيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي استطاع بحكمته والنظرة الثاقبة أن يجسد مضمون الوحدة في سياسة اليمن الخارجية على نحو صورتها الواضحة في حل مشاكل الحدود مع الأشقاء والجيران على قاعدة «لا ضرر ولا ضرار» منهياً بذلك قضايا مزمنة ظلت لعقود عامل عدم استقرار.. مستبدلاً ذلك بالسعي الى شراكة وتكامل اقتصادي يؤدي الى بناء جسور من المصالح الاستراتيجية التي تخدم شعوب هذه المنطقة .. وبدون شك أن هذا التوجه بدَّد مخاوف وتوجسات اثبتت دولة الوحدة-الجمهورية اليمنية- أنها لم تكن في محلها وأنها هواجس مبنية على معطيات تجاوزها اليمن بالوحدة، ليصبح عنصراً حيوياً في ترسيخ الاستقرار الاقليمي وتعزيز الأمن والسلام في المنطقة والعالم.. وبهذا المعنى فإن الوحدة اليمنية بقدر ما هي إنجاز وطني تاريخي عظيم.. فهي أيضاً مثلت مكسباً إقليمياً وعربياً ودولياً وعنصراً مهماً من عناصر ترسيخ الامن والاستقرار الاقليمي والدولي. وهذا ما تؤكده اليوم علاقة اليمن المتنامية والوطيدة مع اشقائه واصدقائه على إمتداد خارطة العالم.. فهنيئاً لقيادة الوطن ولكل أبناء شعبنا اليمني المناضل أفراح احتفالاتهم بعيد الأعياد الوطنية ال22 من مايو العظيم.