صادف يوم أمس مرور الذكرى الثلاثين ليوم ال17 من يوليو 1978م وهو اليوم التاريخي الذي تولى فيه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مسئولية قيادة مسيرة الوطن، تحققت فيها خلال ثلاثة عقود من الزمن تحولات كبرى عميقة سواء على صعيد بناء الدولة اليمنية الحديثة أو على الصعيد السياسي والديمقراطي والتنموي والاجتماعي والثقافي وغيره أو في مجال بناء الإنسان والنهضة الشاملة.. ورغم كل التحديات والصعاب وتآمرات المتآمرين وحقد الحاقدين وتخاذل المتخاذلين فإن مسيرة الوطن في ظل القيادة الحكيمة للرئيس علي عبدالله صالح واصلت خطاها بثقة صوب مرافئ الأمن والأمان وتحقيق كافة التطلعات الوطنية المنشودة، وبرهنت الأحداث بأنه ومهما كان نباح أولئك الضالين أو ازداد عواؤهم أكانوا داخل الوطن أو خارجه فإن القافلة تسير غير عابئة بنباحهم أو متأثرة بما يثيرونه حولهم من ضجيج وصخب.. ذلك أن اليمن العظيم هو يمن أبنائه الوطنيين الوحدويين المخلصين الذين لا يترددون في تكريس كل جهودهم وطاقاتهم من أجل النهوض به والانتصار لقضاياه ومصالحه وعزته وكرامته وتقدمه.. أما العملاء والخونة المرتزقة المستأجرون المدفوع لهم من هذه الجهة الأجنبية أو تلك فلا مكان لهم على أرض اليمن مهما تلونوا أو لبسوا من الأقنعة وتم مهادنتهم ولو لبعض حين فإنهم مفضوحون لدى الشعب الذي يعرف حقيقتهم ويدرك أهدافهم ومراميهم وسرعان ما يلحق الهزيمة بهم وبمخططاتهم التآمرية. فالخائن يظل خائناً مهما أدعى أو رفع من الشعارات المضللة والزائفة .. ومن يخن وطنه وشعبه يخن نفسه وأسرته وهو خاسر في كل الأحوال، فالخيانة ولعنة التاريخ تظلان تلاحقانه وتوصمان كل تصرفاته وحياته بالخيانة.. وعلى مدى التاريخ فإن اليمن ظل بمنأى عن أن يحكمه العملاء والخونة لأن الشعب ظل بالمرصاد لأمثال هؤلاء وسرعان ما يتصدى لهم ويزيحهم من طريقه بل أن مثل هذه القوى العميلة الخائنة سرعان ما تزول وتنتهي ومن الساعات الأولى التي تنكشف فيها حقيقتها ويظهر خداعها للشعب.. فاليمن الحر الأبي لا يحكمه إلا أبناؤه الأحرار الوطنيون الغيورون عليه والحريصون على مصالحه ومستقبل أجياله.. وحتماً فإن من يكن مع الوطن يكن الوطن معه ومن يحتضن الوطن يحتضنه الوطن ومن يحب الوطن ويوفي له فإن الوطن يحبه ويبادله الوفاء بالوفاء.. ولهذا فإن شعبنا اليمني ظل ينظر ليوم ال17 من يوليو بأنه يوم الوفاء لقائد وطني مخلص أعطى لوطنه وشعبه الكثير وبادله الحب بالحب والوفاء بالوفاء والإخلاص بالإخلاص فاستحق أن يتربع في القلوب كتجسيد صادق للوطني الغيور والقائد الماهر رجل التحديات والصعاب القوي الذي استطاع بحنكة واقتدار وشجاعة أن يقود سفينة الوطن وسط رياح وأعاصير ونتوءات ظل يثيرها من لا يريدون لليمن خيراً، أولئك الذين استوطنت الأحقاد قلوبهم وتنازعت نفوسهم الأمراض والضغائن والعقد فما باتوا يميزون بين معاداتهم للوطن ومعاداتهم لقيادته الوطنية، والتي لم تتردد أبداً في الانتصار للوطن ومصالحه وقضاياه ولنهج الحرية والديمقراطية التعددية والبناء والتنمية والنهوض الحضاري الشامل وهي المناخات الإيجابية التي كان على أولئك المرضى استغلالها في ما يفيد الوطن ويصون مصالحه ولكنهم للأسف أساءوا استغلالها و ساروا بالاتجاه الخطأ الذي أضروا فيه بأنفسهم وبوطنهم وشعبهم فلم ينالوا سوى الخسران!.