قال الله تعالى ( إنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) صدق الله العظيم ، لقد فجع الجميع بما حدث من عملٍ إرهابيٍ جبان أمام السفارة الأمريكية بصنعاء والذي راح ضحيته العديد من الأبرياء الذين إما كانوا عابرين للطريق أو كانوا يؤدون واجبهم تجاه الوطن في حماية المواطن والممتلكات ، وهذا العمل الإجرامي الذي قام به الإرهابيون المجرمون دون مراعاةٍ لحرمة الوطن ودون مراعاةٍ لحرمة شهر رمضان الفضيل يعدُّ من أقبح الأعمال وأرذلها ، فأيُّ دين و عرفٍ يأمرهم بهذا ؟ بلا شك أنهم عديمو الدين وعديمو الضمير وعديمو الأخلاق وعديمو المسئولية ، فلماذا يعملون هذه الأعمال الإرهابية ؟ والدين الإسلامي دين السلام ودين الرحمة وهو الدين الذي حفظ دماء الناس وأعراضهم وأموالهم وجعلها من أشدّ المحرمات ، فهؤلاء الإرهابيون المرتزقة هم الذين أسائو للدين وللوطن ، فما ارتكبوه من عمل إرهابيٍ شنيع وبغيض تحرمه كل الأديان والشرائع السماوية والأعراف ، لأنها تدميرٌ للحياة - الإنسان بشكلٍ خاص - وتدميرٌ للإقتصاد وتدميرٌ لكل ما هو جميلٌ في حياتنا ووطننا ، لذا فإنه من الواجب عقاب كل من يثبت تورطه في هذه الأعمال بما هو مقررٌ في الشرع والقانون حيث قال الله تعالى ( إنما جزاءُ الذين يُحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) صدق الله العظيم ، فما قام به هؤلاء المجرمون من قتل للأبرياء يُعدُّ من أكبر الفساد في الأرض ويستوجب العقوبة . ألا يكفي ما قد حصدناه في وطننا من تدنٍ في المستوى الإقتصادي بسبب أعمالهم الإرهابية الإجرامية ؟ ألم يكونوا هم السبب الرئيسي في تراجع السياحة والاستثمار والعديد من المشاريع الاقتصادية ؟ فماذا يريدون أن يعملوا أكثر مما عملوا ؟ وأي شهادةٍ يريدونها فهم بلا شك أخذوا شهادة عبورٍ إلى جهنم وساءت مصيراً . إن إراقة دماء المسلمين والسعي في الأرض فساداً من أعظم الكبائر حيث أن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة الدماء . في الأخير هذه دعوة صادقة لكل الشرفاء الذين تهمهم مصلحة اليمن أن يتعاونوا مع الوطن .. مع الأمن والاستقرار .. مع مستقبل أجيالنا في فضح كل الخونة والمجرمين والعملاء والمرتزقة من خلال التعاون الكامل مع أجهزة الأمن ، والرحمة للشهداء .. والخزي والعار للإرهابيين والعملاء والخونة ، والله من وراء القصد .