التفجير الإرهابي والإجرامي الذي استهدف المصلين في جامع سلمان بمدينة صعدة أثناء خروجهم من صلاة الجمعة وأدى إلى استشهاد وإصابة العديد منهم، جاء ليفصح من جديد عن أن العصابة التخريبية والإرهابية التي يقودها المتمرد الحوثي قد تجردت من كل القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية وتخلت عن دين الله وباعت نفسها للشيطان حيث وأن من يستخف بحياة الناس ويقتل النفس التي حرم الله ويسفك دماء الأبرياء أمام بيوت الله ويضع كمائن الموت في الطرقات ويسعى في الأرض فساداً ويشيع الإرهاب ويعبث بقيم الخير والسلام والتسامح لا يمكن أن يكون مسلماً أو على ملة المسلمين. إن طبيعة العمل الإجرامي الذي قامت به تلك العناصر الظلامية الضالة يوم أمس واستهدفت به حياة عدد من المواطنين الأبرياء أثناء خروجهم من صلاة الجمعة قد أكدت بالأدلة الدامغة أن تلك العناصر ليست سوى عصابة ارهابية استوطنت في دواخلها الكراهية والأحقاد ضد كل شيء في هذه الحياة وأنها ليست سوى امتداد للتنظيمات الإرهابية التي تتحرك انطلاقا من فكر منحرف وضال لاشاعة الفتن والتدمير في أوطانها.. ولذلك فلم يكن الموقف المستهجن والمستنكر لذلك الفعل القبيح الذي اقترفته تلك العصابة والذي عبر عنه يوم أمس أبناء محافظة صعدة وكذا الفعاليات السياسية والاجتماعية في جميع محافظات الوطن بغريب على أبناء شعبنا الذين صاروا يدركون خطورة هذه العناصر الإرهابية ومشروعها التدميري الذي تسعى من خلاله إلى إغراق اليمن في مشرحة الفوضى والهلع والرعب والانزلاق به إلى محرقة الانفلات والهلاك. حيث كانت مطالبة الجميع لسلطات الدولة بسرعة لجم هذه العناصر الباغية وإخضاع من أقدم منها على أعمال القتل والإرهاب للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع على كل ما اقترفته أيديهم بحق شعبهم ووطنهم خاصة بعد أن أثبتت كل الوقائع ان هذه الشرذمة لا قضية لها وأن ما يحركها هو مشروع إرهابي يستمد فكره من ثقافة العنف والتطرف والنوازع العدوانية والارهابية التي لا تقف عند حد معين. وتتأكد مؤشرات هذه الحقيقة في أن هذه العناصر قد حظيت بأوسع أشكال المرونة والتسامح وأقصى درجات العفو وأفسح فرص العودة إلى الصواب. إلاّ أنها وتحت تأثير طابعها الإجرامي قابلت كل ذلك بمزيد من اللؤم والحقد والإصرار على مواصلة التمرد وممارسة أعمال القتل، والإخلال بالأمن والسكينة العامة، وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة، وقطع السبيل، وإعاقة عملية التنمية والبناء في محافظة صعدة بل إن تلك العصابة الإجرامية لم تتورع عن انتهاك حرمات المساجد والمدارس واقتحام المنازل والتموقع وسط القرى الآمنة، واتخاذ أبنائها دروعا بشرية للاحتماء بهم بعد كل عملية إجرامية يقوم بها أفرادها، الأمر الذي يعكس تماماً أن هذه العصابة الإرهابية، قد فهمت رسالة السلام التي اعتمدتها الدولة بطريقة خاطئة فعمدت إلى إفشال جميع المساعي المبذولة لإحلال السلام في محافظة صعدة ودأبت على ممارسة أعمالها الإرهابية القبيحة. ويأتي الاعتداء السافر والجبان الذي استهدف حياة عدد من الأبرياء أثناء خروجهم من صلاة الجمعة في مسجد بن سلمان ليقدم الملامح الدالة على أن هذه العناصر الارهابية لا ترعى حرمة ولا وازع ولا قيمة أخلاقية أو إنسانية. وأمام هذه الحالة المرضية التي أدمن أصحابها على سفك الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء غدراً وعدواناً، فليس هناك من بُد سوى مواجهة هذه العصابة الإجرامية وتخليص الوطن من شرورها بعد أن صار ذلك واجباً يرقى إلى منزلة الفريضة على الجميع. وصدق الله العظيم القائل «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم».