الأضرار البالغة التي تعرضت لها العديد من محافظات الجمهورية بفعل العاصفة الاستوائية وكان من نتائجها سقوطالأمطار الغزيرة وتدفق السيول الجارفة، وإن كانت قد قوبلت باهتمام كافة أبناء المجتمع الذين انتابهم الحزن جراء سقوط العديد من الضحايا إلى جانب تضرر المئات من المنازل والمنشآت العامة والخاصة فإن ما يخفف من وطأة هذه الكارثة الطبيعية وما ألحقته من الخسائر والدمار في البنية التحتية في عدد من المناطق هي تلك الروح الأصيلة التي برزت جلياً في اللقاءات التي جمعت فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح أمس بالمواطنين في مدينة المكلا، حيث كان لحرص الأخ الرئىس على أن يتولى بنفسه مهمة الإشراف على عملية الإنقاذ والإغاثة والإيواء للمتضررين بالغ الأثر في نفوس المواطنين الذين عجزت السنتهم في التعبير عن مشاعرهم تجاه تلك السمات النبيلة والإحساس الصادق الذي لمسوه على الدوام من زعيمهم وقائدهم في السراء والضراء ليعزز بذلك المسلك النبيل والمتابعة الميدانية لقضايا وهموم أبناء شعبه من روابط التآزر والتكافل والتراحم بين أبناء المجتمع ويجعل من هذه المعاني قيمة حضارية تستمد مقاصدها من تلك القيم الرفيعة التي تميز بها الإنسان اليمني على مرّ العصور. وفي سياق الاهتمام الكبير الذي أولاه فخامة الأخ الرئيس لاحتواء تداعيات هذه الكارثة الطبيعية فإن من الواجب ان يستشعر الجميع ان ما حل ببعض محافظات الوطن بلاء من الله ابتلى به عباده المؤمنين وعلينا تقبله بإيمان خالص وثقة بالله جلّ وعلا الذي لا يحمد على مكروه سواه» لأن التمسك بما أمر به الله في مثل هذه النوازل كفيل بشد أزرنا وإرادتنا على تخطي وتجاوز آثار هذه المحنة والتغلب على نتائجها ومواجهة أية احتمالات عارضة أخرى قد تظهر في الساعات القادمة جراء تلك العاصفة الاستوائية التي تؤكد بعض تقديرات المتخصصين أن بعض تأثيراتها وتداعياتها قد تستمر عدة أيام وأن أضرارها قد تمتد إلى محافظات آخرى. وطبقاً لتلك التقديرات فإن من المؤمل أن تحفز الإجراءات العاجلة والسريعة التي وجه بها الأخ الرئىس الحكومة على حشد كل الطاقات والإمكانيات الرسمية والشعبية في الاتجاه الذي يمكن بلادنا من تجاوز هذا العارض الطبيعي والاستعداد لأي مضاعفات قد تسفر عن العاصفة الاستوائىة. وهنا يجدر أن نعيد التذكير بما سبق وأن دعت إليه القيادة السياسية اليمنية حيال ضرورة إنشاء صندوق دولي لمواجهة أعباء الكوارث الطبيعية سيما بعد أن صارت مثل هذه الكوارث تتلاحق في أكثر من مكان . وفي حالة كهذه فإنه يصعب على أي دولة مهما كانت إمكانياتها أن تواجه وحدها كارثة مفاجئة دون عون ومساعدة من الدول الشقيقة والصديقة. وإن مثل هذه الدعوة اليمنية لإنشاء صندوق دولي للكوارث موضوعية ومنطقية بما تمثله من دلالات انسانية تستدعي ان يتلقفها الجميع، خاصة وأنها انطلقت متزامنة مع كارثة «التسونامي» الذي اجتاح عددا من دول آسيا ولا زالت العديد من تلك الدول تعاني من انعكاساته حتى اليوم . واذا كنا بحاجة على المستوى الوطني لأن نبرهن على مدى قدرتنا في التعاطي مع تداعيات الكارثة الطبيعية التي أحاقت بوطننا من خلال المزيد من التعاضد والتآزر لما من شأنه إعادة بناء ما خرب أو تدمر فإن دواعي كثيرة تقتضي من جميع دول العالم التنادي والإسراع لإنشاء صندوق الكوارث خصوصاً وأن في ذلك مصلحة لها وصوناً لمقدراتها وحفاظاً على شراكتها الإنسانية والإنمائىة، بعد أن صار العالم بمثابة قرية صغيرة يؤثر ويتأثر ببعضه البعض بل أن واقع الحال يؤكد ان هذا العالم اليوم اصبحت تربطه علاقات متشابكة أسقطت جميع الحواجز والفواصل على نحو لم نعتد عليه خلال السنوات الماضية. واياً كان حجم الكارثة فإن إيماننا بالله جل جلاله يجعلنا على ثقة من أنه سبحانه وتعالى لطيف بهذا البلد وأبنائه الذين حملوا مشاعل الرسالة المحمدية إلى أصقاع المعمورة وكانوا نعم الرُسل الذين نهضوا بإشاعة نور الحق بين الأمم يحفزهم على ذلك يقينهم برضا الله عنهم ورسوله الكريم، الذي وصفهم بالارقّ قلوباً والالين أفئدة ووصف أرضهم بأرض الحكمة والإيمان. وتلك كافية لكي تكون اليمن واليمانون من الناجين .