عظيم الشعب اليمني بتاريخه الحضاري التليد وبماضيه العربي والاسلامي المجيد وبانتصاراته وانجازاته المعاصرة.. عظيم وهو يواجه موحداً طغيان وجبروت المستبدين والمستعمرين.. مدافعاً عن ثورته مرسخاً نظامه الجمهوري منتزعاً استقلاله.. منتصراً لارداته في الحرية والتقدم والعزة، مستعيداً وحدته، مجسداً بذلك سجاياه وخصاله الوطنية والانسانية التي تراكمت قيمها ومبادؤها عبر القرون لتتجلى في وقوف أبنائه معاً وقت الملمات في مواجهة الشدائد والمحن، مبينين بتآزرهم وتضامنهم القوة والطاقة الكامنة التي مكنتهم وتمكنهم من التغلب على الصعوبات ومجابهة التحديات مهما كانت.. لتأتي كارثة السيول -التي تعرض لها الوطن- بأضرارها الفادحة التي أحاقت مأساتها محافظتي حضرموت والمهرة.. بالمنطقة الشرقية فكانت الوحدة الوطنية هي الصورة الناصعة لتأكيد معدن هذا الشعب الأصيل مقدماً صورة رائعة لروح الإخاء ويعيش بمشاعره وأحاسيسه اهوال الكارثة متدافعاً للاغاثة وتقديم الدعم والمساندة للتخفيف من وطأة اثارها على ابناء هاتين المحافظتين المنكوبتين بتجهيز قوافل المدد الشعبي بتواصل ارساله من كل المحافظات اليمنية، لتكون البلسم الشافي لالام المعاناة التي احدثتها هذه الكارثة بمسحها دموع من اصابتهم بفقدان قريب أو عزيز أو من جرفت سيولها الهادرة منازلهم وممتلكاتهم مقدمة قوافل الإغاثة التي توالت تباعاً تحمل الغذاء والدواء وكل مستلزمات استعادة الحياة الطبيعية، جعلت ابناء حضرموت والمهرة يشعرون انهم ليسوا وحدهم فكل اليمن معهم لازالة آثار هذه الكارثة وتجاوزها بإعادة الحياة الى ماكانت عليه وأفضل مما كانت عليه قبل ان تأخذها هذه الكارثة على حين غرة. ان ماقام به شعبنا في مواجهة هذه المحنة تجاه اخوانه ابناء حضرموت والمهرة استمرار للأدوار البطولية لابنائه منتسبي القوات المسلحة والأمن الذين عملوا من اللحظات الاولى في اعمال الانقاذ غير مبالين بالخطر مسخرين كل امكانات مؤسسة الوطن الدفاعية والأمنية للتقليل من النتائج الناجمة عنها منقذين الكثير من الأرواح التي تقطعت بها السبل وعاشت أهوال هذه المصيبة التي ألمت ليس فقط بابناء المحافظات التي وقعت فيها بل بالشعب اليمني كله من اقصاه الى اقصاه فكانت المواجهة تلاحماً وتضامناً حمل اعظم معاني الوحدة الوطنية بين ابناء اليمن لتكون القوات المسلحة والأمن كماهي دوماً تتصدر مواجهة الوطن والشعب لكارثة السيول فتحية لابطالها الميامين ولكل ابناء شعبنا العظيم الذين لم يلتفتوا هم يقومون بواجبهم الوطني ولانساني الى اولئك البائسين المأزومين من المتقولين والمزايدين الذين بضجيج تقولاتهم لايكشفون الا حقدهم على كل انتصار وانجاز وكل عمل نبيل وعظيم يحققه الشعب ولكن هذه المرة الأمر مختلف فقد كنا نتوقع ان يخجلوا من هول المأساة ويستيقظ بعض من احساس او شعور انتمائهم لهذا الوطن وتخرس السنتهم ويستيقظ ضميرهم الذي على مايبدو انهم فقدوه الى الأبد وسوف ترتد عليهم افعالهم ولن ينالوا من عظمة شعبنا ووحدته الوطنية اللذين بهما يتجاوز هذه الكارثة وتعمر المناطق المنكوبة ويستعيد ابناؤها حياتهم لتكون افضل مماكانت وعلى نحو يحصنهم من تكرارها في المستقبل.