من يلاحظ الفرق بين الورقة المقدمة من سلطان المؤتمر والورقة المقدمة من سلطان المشترك.. يكتشف ان بين الرجلين وبين الورقتين بوناً شاسعاً في التعليقين المتناقضين بين طرف يشارك في حرب لحزبه فيها مايستوجب الدفاع عنه من مغريات الناقة والجمل فنجده لذلك يقول مايريده حزبه ان يقوله عن الاسباب التي استوجبت قبوله بمقترح التمديد المقدم من احزاب المشترك.. هو بالتأكيد سلطان المؤتمر الذي يعرف من اين يبدأ وإلى اين ينتهي ويحرص على الوفاء والود وتسمية الامور بمسمياتها خوفاً من مغبة العواقب الوخيمة للاستهبال وبين طرف يشارك في حرب ليس له ولا لحزبه فيهما ناقة ولاجمل فنجده لذلك لا يقول مايريد ان يقول بقدرما ما يراد له ان يقول من قبل الاشتراكي أو من قبل التجمع اليمني للاصلاح باعتباره المستفيد الوحيد الذي يلي المؤتمر الشعبي العام هو بالتأكد سلطان الوحدوي الناصري ولا اقول سلطان المشترك قياساً إلى مالدى حزبه بين النواب في المجلس القديم المستفيد من العامين مقارنة مع ما كان يعد به الواقع في حال اجراء الانتخابات في موعدها القانوني. اقول ذلك من منطلق الحرص على طبيعة القواسم المشتركة بين المحسوبين على جمال عبدالناصر رحمه الله الذي لم يكن يوماً على وفاق مع حركة الاخوان المسلمين الذين ناصبوه العداء واستخدموا الدين للنيل منه واغتياله وهو يخاطب الجماهير في ميدان منشية البكري في مدينة الاسكندرية أو مدينة الاسكندر الاعظم. الكثير من الذين تابعوا الندوة التي أدارها الناصري البارز علي سيف حسين في فندق سبأ لم يعجبهم ماقاله سلطان الاول المشترك لسلطان الثاني المؤتمر ان التمديد كان تحت ضغط الحراك الذي يقصد به مايسمى بالقضية الجنوبية المتزامنة مع قضية صعدة وساءهم مانسبه الثاني للاول من اساءات شخصية لرموز بارزة بحجم نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء حيث نسب سلطان المشترك قوله انهم لايحظون في افضل الحالات حتى برضا مناطقهم وقبائلهم ناهيك عن رضا أبناء المحافظات الجنوبية مطالبين الرئيس استبدالهم برموز الانفصال واعتبروا هذا المنطق الجارح بانه اقرب إلى الطبقية والعنصرية منه إلى منطق الوحدة الوطنية والمواطنة المتساوية الذين استفزتهم هذه المجادلات الاتهامية غير المسؤولة وغير العقلانية قالوا متسائلين ماذا حدث لبعض السياسيين من غرور يدفعهم إلى مواقع الانتحار القيمي والى مواقع السقوط الاخلاقي في مستنقع الافراط ورغبة الاساءة للآخر إلى حد التفريط واتهامهم للناس بما ليس فيهم من العيوب وبلغة تفتقد للياقة والدبلوماسية غير قابلة للتبرير بتسويق المعقول والمقبول من الاعذار الناتجة عن طغيان اللاإرادي على الارادي في الاستخدام اللامقبول للألفاظ الجارحة.. وقالوا ايضا متسائلين مالذي جعل سلطان الناصريين يخوض معركة الاصلاح والاشتراكي؟ وبذات الحرص قالوا متسائلين مع انفسهم هل اصبحت حرية السياسية والصحافة اقرب المصادر واغزر المنابع التي تتدفق منها اللغة غير الادبية لتسويق هذا النوع من الاسفاف المعبر عن طغيان لعنة الكراهية والحقد على رحمة الخلاف وما ينطوي عليه من الفضائل الموجبة للاحترام والتعاون بين من هم في الحكم ومن هم في المعارضة رغم اختلافهم على تقديم الافضل؟ وخلصوا إلى القول وسط شعور مخيف بالقلق من المجهول وغير المعلوم.. يبدو اننا في حسابات الحاضر وسياق التمديد في حالة استعداد للتفرغ للمستقبل الواعد بالاصلاح السياسي والانتخابي لأن الرد على الحسنة بالسيئة لايدل باي حال من الاحوال المعقولة والمقبولة انكم معشر الاحزاب الممثلة في مجلس النواب قد تحررتم من احقاد الماضي وذكرياته القاتلة للمصداقية والثقة ولايدل انكم قد راجعتم ماصدر عنكم من مواقف التضاد بدافع الحرص على تغليب منطق البناء على منطق الهدم في نطاق الاستشعار العظيم لخطورة المرحلة ومايحيط بها من جسامة التحديات ونذر الاخطار.. ولايبدو في خطاباتكم السياسية والاعلامية في افق التعددية مانستدل به على الاستعداد لاستبدال النوايا السيئة بالنوايا الحسنة من خلال مقارنة واقعية بين ما عبرتم عنه من تناقضات بلغة جلفة وجارحة تفتقد إلى الموضوعية والمصداقية السياسية واقعة فقط تحت نشوة الغرور بوهم ماتحقق لكم من انتصارات وهي عبارة عن تنازلات مقدمة من فخامة الاخ رئيس الجمهورية الحريص على الوفاق.. فهم كعادتهم -أي احزب المشترك- يأبون الا التظاهر بحجم مالديهم من قوة الضغط الشعبي القادرة على ايقاف الفساد واملاء مالديهم من الشروط ولايتركون لصاحب الاغلبية سوى القبول بما يملون عليه رغم مخالفته لما هو نافذ من مرجعيات دستورية وقانونية ومؤسسية واجبها الاحترام. اقول ذلك واقصد به انه في ظل هذا النوع من الخطابات المستفزة والجارحة فان الغد لن يكون افضل من اليوم والامس على الاطلاق من حيث اقامة افضل العلاقات باعتبارها البديل الصائب لأسوأ العلاقات.. لان الثابت والمؤكد ان لكل مواقفه المعبرة بوعي وبدون وعي عن حقيقة مالديه من الحسابات المستترة خلف المعلق من الاتفاقات التوافقية تستدل عليها من خلال هذا النوع من الباطنية التي مابرحت تكشف عن نفسها من خلال التضاد وعدم التطابق بين الظاهر والباطن وبين المعلن وغير المعلن من السياسات التنافرية العقيمة على اساس ان رأيي كان ولايزال وسيظل هو الصواب والمطلق والصلاح المطلق وان رايك كان ولايزال وسيظل هو الخطأ المطلق والفساد المطلق.. لذلك لاغرابة ان نقرأ في الخطابات والبيانات والقرارات اللاحقة لتلك الاتفاقات التي لم يجف مدادها بعد هذا النوع من الاساءات الرافضة للاعتراف بحكمة(رأيي صواب يحتمل الخطأ وراي غيري خطأ يحتمل الصواب). فها هو سلطان المشترك ينكر صراحة، ما أورده سلطان المؤتمر من فقه الضرورة لتبرير عملية التمديد غير الدستورية وغير القانونية ويأبى إلا الظهور بمظهر القدرة على انتهاك كل المقدسات الدستورية والقانونية تحت ضغط ماوصفه بفوضى الحراك ومنطق التهديد باللجوء إلى المقاطعة الانتخابية. ياسلطان الناصريين لا تغرق نفسك وحزبك بهذا النوع من المجازفات والإساءات لأن مصلحة الناصريين الذين تمثلهم تملي عليك أن تكون كما يريدون أن تكون.. ولست بحاجة إلى أن تكون كما يراد لك أن تكون فأنت تعرف ونحن نعرف وهم يعرفون أن المعركة هي أولاً وأخيراً معركة أولئك الذين فقدوا السلطة مع أولئك الذين يسيطرون على السلطة.. ولست أنت ولا حزبك واحداً منهم تحتم عليك مراجعة المواقف وتنويع العلاقات والحديث بلغة رحمة الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية ولا حاجة لك إلى الدخول بهذا النوع من الإسقاطات المكتوبة بلغة الكراهية والحقد وما تنطوي عليه من التقييمات والمفاضلات التي يفهم منها أن المتهمين بالخيانة والعمالة والانفصال أفضل من الوطنيين والشرفاء الوحدويين الذين وقع عليهم الاختيار في الدولة والحكومة من جميع أنحاء الجمهورية الجنوبية والشمالية لشغل المناصب الرفيعة في الدولة وفي الحكومة، مثال الفريق عبدربه منصور هادي والدكتور علي محمد مجور وعبدالقادر باجمال وغيرهم من الذين لهم مكانتهم وأرصدتهم الوطنية غير القابلة لهذا النوع من المكايدة والمزايدة السياسية التي لا اشك بأنك تقولها من دون اقتناع من باب الالتزام والاحترام للموقع الصوري للتحالف الذي أنت فيه كرئيس مستعبد لأحزاب المشترك بالاسم ولا أقول بالفعل، لأن الدخول في معركة كلامية لا ناقة لحزبك فيها ولا جمل مجازفة لا تخدم ما لديك من الطموح ولا تخدم ما لدى حزبك من التطلعات والآمال الواعدة بالتداول. أقول ذلك ياسلطان الناصريين واقصد به أنك مطالب بالاعتذار العلني عما صدر منك من إساءة تجاوزت الأشخاص الذين أقصد بهم نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء إلى الإساءة للشعب الذي وضع ثقته بالحزب وبالرئيس الذي وضع فيه ثقته لتحمل هذه المسؤولية القيادية الرفيعة التي تسهم بدور لا يستهان به في حماية قدسية الثوابت الوطنية المهددة بالزوال من قبل من تطلقون عليهم بقيادة الحراك الجنوبي.. ولا أقول الحراك الأمامي في صعدة الذي كنت في مقدمة الرافضين له شعراً ونثراً من الذين يعيشون خارج العصر في ماضي جامد يفلت من إمكانية المغادرة إلى الحاضر وما بعده من مستقبل واعد بالتفاؤل والأمل. أنا لا اتهمك بهذا النوع من الانتقائية العنصرية المؤيدة لهذا النوع من الحراك ولهذا النوع من التقييم والتقويم الانتقائي.. لأن هذا ليس من أخلاق الناصريين لكن ما نسب لك من اتهامات وتبريرات جارحة تصفك بقصد وبدون قصد في شبهة هذا النوع من السلوك العدواني كمنطق يتنافى مع ما تحمله من قناعات ناصرية أيديولوجية مؤمنة بالأساليب السلمية والحوارات الديمقراطية المهذبة ومؤمنة بالمساواة بين جميع أبناء الأمة العربية بمختلف عشائرهم وقبائلهم وشعوبهم وطوائفهم الاجتماعية لأنها وليدة قناعة ثورية تقدمية متحررة من كل النزعات غير المتحررة من الأمراض السلالية والطبقية التي تجعل السلطة والثروة والقوة لمواطني الدرجة الأولى من الذين خلقوا ليحكموا أو يملكوا ولا يتركون لغيرهم من مواطني الدرجة الثانية والثالثة سوى التبعية للأسياد المبجلين الذين لست منهم. هل نسيت أيها الأخ العزيز والنائب المحترم انك بهذا المنطق تتنافى مع الديمقراطية القائمة على المواطنة المتساوية بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة. أقول ذلك وأقصد به أن قيادات بحجم وإخلاص وتاريخ النائب ورئيس الوزراء هم الأقدر والأخلص قياساً بما ظهر في غيرهم من الخيانات والارتهانات الدالة على ضعف الإرادة والقدرة والإخلاص في تعاملهم مع السلطات والصلاحيات الدستورية التي منحت لهم في المواقع القيادية الرفيعة التي تقلدوها حينما كانوا في موقع السلطة والقوة فأبوا إلا أن ينحدروا بعقولهم وإرادتهم وأفعالهم غير الوطنية وغير الأمينة إلى موقع المعارضة غير المسؤولة التي ما برحت تستخدم سلطتها المعنوية في الترويج لهذا النوع من الثقافة الانتهازية المعيبة والمخيفة التي تخلط بين المواقف والقناعات الخاطئة وتصور الصواب انه الخطأ وتقدم الخطأ بأنه الصواب، فتجعل التشيع أفضل للانفصال بأنه أفضل من التشيع للوحدة وتجعل التشيع للإمامة بأنه أفضل من التشيع للجمهورية.. فتكون بذلك قد عبرت عن انحياز للانفصاليين الذين لا وطنية لهم ولا أمانة ولا مسؤولية على غيرهم من الوحدويين المخلصين لوطنهم وشعبهم الذين يفضلون الموت على هذا النوع من الحراك الفاسد الذي يغلب احتراف الفوضى على سيادة القانون ويغلبون الموت على السقوط في مستنقع الخيانة وعدم التمسك للإمامة على التمسك بقدسية النظام الجمهوري لأنهم يفضلون مصالح الشعب على مصالحهم الذاتية. وتلك هي المعايير والمقاييس التي جعلت الشعب يثق برئيس الجمهورية وحزبه وجعلت رئيس الجمهورية وأغلبيته البرلمانية يضع ثقته بأولئك الوطنيين الإخوة عبدربه منصور هادي وعلي محمد مجور وعبدالقادر باجمال وغيرهم من رموز المحافظات الجنوبية بغض النظر عن رؤيتكم لهم ورأيكم فيهم يامعشر المشترك.