افراح تتجدد ومباهج تتوهج بحلول شهر مايو من كل عام معانقاً ربيع اليمن ربيع الفصول فيه يزدان الوطن اشراقاً وازدهاراً وألقاً بالمنجزات والتحولات الكبرى التي يشهدها في ظل راية وحدته المباركة الخالدة فتتجلى المعاني والمضامين العميقة لاستعدادات شعبنا للاحتفال بعيده الوطني ال22من مايو العظيم، مستعيداً نسمات صباحات هذا اليوم الأغر الذي فيه أشرقت شمس عهد جديد عام 1990م فيه استعاد اليمانيون تاريخهم الحضاري الى سابقه.. متوجين بذلك كفاحهم ونضالهم وتضحياتهم في سبيل استعادة وحدتهم. مؤكدين أن الفرقة والتشرذم التي فرضها الطغيان الإمامي المستبد المتخلف وجبروت المستعمر الغاصب هي استثناء مؤقت وأن الوحدة الوطنية لابناء اليمن هي الثابت المطلق في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.. ففي الوحدة شموخهم وعزتهم ورفعتهم.. انها قبس مقدس يسكن عقولهم ووجدانهم.. يحرق كل من يحاول الاقتراب منه أو المساس به.. والتاريخ مليء بالعبر والدروس من العصور القديمة وحتى عهود الإمامة والاستعمار والنظام الشمولي الشطري المقيت وصولاً الى محاولة الواهمين في إعادة عجلة التاريخ الى الخلف متصورين بما ملكوه من قوة عسكرية تحقيق ذلك بتفجيرهم الحرب واعلان الانفصال صيف عام 1994م ولكن كان لهم الشعب اليمني بالمرصاد وكان عليهم ان يفهموا من ذلك الدرس ان الوحدة خط أحمر وان العودة الى ماقبل 22 مايو محال. لقد انتصرت الثورة اليمنية «26سبتمبر و14اكتوبر» على فلول النظام الإمامي الكهنوتي المتخلف وعلى الاستعمار بوحدة ابناء اليمن الوطنية المجسدة في واحدية الثورة اليمنية لينتصروا على جبهتين في وقت واحد، محققين الاستقلال الناجز وترسيخ النظام الجمهوري ولم يحول النظام التشطيري دون بقاء الشعب موحداً مستمراً في نضاله لاستعادة وحدته أرضاً وانساناً فكان 22 مايو 1990م الموعد لتحقيق الوعد وقطف ثمرة نضاله الطويل التي قدم في سبيلها قوافل الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية الأرض اليمنية.. لذا نقول ان أبناء هذا الوطن الذين انتصروا لوحدتهم دوماً في مواجهة تحديات اكبر لن يعجزوا عن زوابع تثيرها عناصر يعرفها شعبنا جيداً ولايمكن لدسائسها ومؤامراتها النيل من انجازه التاريخي العظيم والحديث عنه من قبل بعض تلك العناصر بشكل هابط ومسف يعكس حقيقتها التآمرية وتفكيرها القاصر عن فهم المتغيرات التي تجاوزت منطق الارتزاق الفج والذي ينم عن ظروف آنية عابرة لايمكن ان ينال من وحدة اليمن الراسخة المحصنة بالديمقراطية والتعددية والمؤسسات الدستورية المنتخبة والمعبر عنها عمليات في مبدأ التداول السلمي للسلطة المنبثقة من إرادة الشعب وليس من رغبات اشخاص طارئين على شعبنا فرضتهم أوضاع لن تعود ولن تتكرر وأصبحت من الماضي الآسن الذي يتمرغ في أوحاله اولئك الذين يسعون عبر بعض الوسائل الاعلامية إلى تسويق انفسهم عبر تلك المشاريع الصغيرة والتي لاتزيدهم إلاَّ انفضاحاً أمام ابناء شعبنا وبواراً في اسواق العمالة والنخاسة السياسية.. ولأن الوحدة قدر ومصير شعبنا فسوف يحميها ويصونها بالمهج والأرواح وستبقى رايتها خفاقة في سماء الوطن اليمني تزداد علواً مع تجدد افراحنا بالعيد الوطني ليوم 22 مايو العظيم.