احتفالات شعبنا اليمني بالعيد ال47 لثورة ال26 من سبتمبر الخالدة تجسد عظمة الارادة اليمنية التي لاتقهر في مواجهة الطغاة والظلاميين مهما بلغ كهنوتهم وجورهم وتجبرهم.. مثبتاً صبيحة يوم ال26 من سبتمبر 1962م للعالم أجمع انه شعب حضاري عريق قادر على كسر طوق التخلف والعزلة التي كبله بها النظام الامامي القروسطي الذي خرج من دهاليز أزمنة أفلت ليجثم بآثامه على وطن أسهم بتاريخه في صنع الحضارة الانسانية.. مستخدماً ثالوثه الرهيب الجهل والفقر والمرض لتأييد حكمه الطاغوتي. وكان لابد ان تحن ساعة الخلاص بعد نضالات وتضحيات جسام قدمتها الحركة الوطنية اليمنية وفي طليعتها القوات المسلحة والأمن التي حملت على عاتقها الانتصار لارادة الشعب في الحرية والانعتاق من ربق ذلك النظام الطاغي الباغي.. مزلزلين عرش كهنوته وخرافاته وشعوثاته التي اعتقد واهماً ان بإمكانه ان يضع اليمن واليمانيين خارج التاريخ، فذهب هو غير مأسوف عليه الى مزابله ومستنقعاته العفنة تطارده اللعنات الى أبد الآبدين. ان الثورة اليمنية استثنائية بالنظر الى الظروف والأوضاع التي قامت فيها، والتي لايمكن مقارنتها بظروف وأوضاع اية ثورة معاصرة، لذا فإنها ثورة انسانية بكل المقاييس كما أنها ثورة شعبية هب فيها الشعب من اليوم الاول للدفاع عنها من كافة ارجاء الوطن.. منضوياً تحت لوائها جنباً الى جنب مع قواته المسلحة الثائرة حتى تحقق النصر المؤزر بترسيخ النظام الجمهوري في ملحمة السبعين يوماً المجيدة التي وضعت الحد النهائي لتلك الأوهام التي كانت تحلم بعودة الملكية ووأد النظام الجمهوري في مهده فكان حصادها يباباً لتذهب أوهامها ادراج الرياح أمام ذلك الصمود البطولي في معركة حشدت لها العُدة والعتاد والامكانيات التي نظرياً تفوق قدرات وامكانيات المدافعين عن الثورة الى درجة أن لا مكانة للقياس والمقارنة فيها إلاَّ من حيث الايمان والعزيمة والثبات والشجاعة والاقدام لدى اولئك الأبطال المفعمين بحب الوطن والثورة والجمهورية من كل ابناء اليمن وفي طليعتهم ابطال القوات المسلحة والأمن الأشاوس الذين سطروا بدمائهم الزكية الطاهرة اروع الصفحات في سفر تاريخ اليمن المعاصر، وعلى دربهم يمضي اليوم ابطال مؤسسة الوطن الكبرى في مواجهة عصابة الشيطان الاجرامية الارهابية في محافظة صعدة التي هي امتداد لتلك القوى التي ظلت تتشبع بثقافة الكراهية والحقد والغل على هذا الشعب وثورته ونظامه الجمهوري ووحدة ابنائه الوطنية.. ملقنةً عناصر الفتنة الخارجة عن الدستور والقانون دروساً قاسية ربما لن يستوعبوها الا بالقضاء المبرم على عصابتها المارقة ليقذف بها الى حيث يجب ان تكون الى جوار من سبقوها في الإثم والعدوان. وفي هذا السياق يجب التأكيد على حقيقة ان الثورة اليمنية «26سبتمبر» لم تكن فقط ثورة ضد الإمامة ونظامها المتخلف فحسب، بل وضد المستعمر الغاشم بما شكلته من ارضية صلبة لانطلاقة الثورة اليمنية 14 اكتوبر عام 1963م، وفي هذا تتجلى واحدية الثورة اليمنية كتعبير على وحدة هذا الشعب وواحدية كفاحه ونضاله المتلازم بالخلاص والتحرر من ربق الإمامة والاستعمار لتترجم هذه الحقيقة في اعادة تحقيق وحدة الوطن في ال22 من مايو 90م والتي بها انتصر الشعب لحاضره ومستقبله.. مواجهاً كل التحديات التي تحاول زعزعة أمنه واستقراره ومسيرة بنائه ونمائه وتقدمه وازدهاره.