تمر علينا أحداث ووقائع تاريخية هامة وتواريخ لها عظيم الأثر في النفوس والقلوب ومحطات ترتبط بماضينا وحاضرنا وما هو قادم في حياتنا المليئة بالدروس والعبر والحافلة بما يجعلنا نقف أمامها ونتأمل فيها ونعيد إلى أذهاننا مشاهدها.. فمنذ فجر الثورة اليمنية وقيام النظام الجمهوري ظلت أذناب الإمامة والاستعمار وعملاؤهما تصدر المؤامرات وتنصب الكمائن والمصائد أمام مسيرة الثورة وإرادة اليمنيين في بناء وطنهم وتحقيق الاستقرار والرخاء.. واستمرت مسلسلات التآمر الخارجي والداخلي على الوطن.. وشهدت اليمن انقلابات وتوترات وتصفيات وأحداثاً دارت رحاها على أرضنا وحصدت معها أرواح الأبرياء من أبناء الشعب.. ولم يستقر النظام الجمهوري الوليد في كلا الشطرين ردحاً من الزمن بفعل تلك الاختراقات.. وعندما جاءت إرادة الجماهير عبر ممثليها في هيئات السلطة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح - حفظه الله ورعاه.. في العام 78م كان ذلك أهم حدث شهدته اليمن وكان الوطن على موعد مع شخصية غيرت كل المفاهيم السائدة في البلاد.. منذ أن استطاع تجاوز ذلك الواقع المخيف الناتج عما كرسته تلك الأوضاع المأساوية في أوساط المجتمع وقدرته على إخماد الفتن والقضاء على الصراعات وتأسيس الدولة اليمنية الحديثة والاتجاه نحو الحوار وثقافة التسامح في كل ما يتعلق ببناء الوطن.. حقق الوحدة وأرسى مفاهيم الديمقراطية وأعاد ترسيم الحدود بالتفاهم مع الجيران وانفتح على العالم لتواكب بلادنا ما حولها من متغيرات إقليمية وعربية ودولية، وبالحكمة عالج مختلف القضايا وبالنظرة الواسعة للأحلام الكبيرة سما على كل الصغائر وقدم أنموذجاً رائعاً في قدرة القائد على تسيير دفة القيادة برحابة صدر اتسعت لكل ما يجري حولها وقد بلغت الحكمة لديه مبلغاً لم نعهده في كل الزعماء الذين تعاقبوا على كرسي الرئاسة من قبله وحاز من الصبر ما حير الصبر ذاته من صبره ومع تلك الحكمة والصبر المتلازمين.. يبرز القائد الحازم لأمره فهو لم يفرط بمصالح شعبه.. يضع نصب عينيه الحفاظ على كل ما تحقق من أمن وأمان وتنمية واستقرار. وفي لحظة الحزم فهو غني عن التعريف.. فحكمته في الصبر والتعاطي مع ما يدور من حوله وتسامحه وسعة صدره وتواضعه .. تلك الصفات لا يسمح فخامته بأن يستغلها أحد إلاّ في ما يعود بالخير على وطنه وشعبه، فهو إن عفا أو تسامح أو صبر فعفوه وتسامحه وصبره ينم عن مقدرة ورباطة جأش وشعور رفيع بالمسؤولية.. وكل ما أسلفت ذكره في هذه الأسطر البسيطة ليس خافياً على أحد.. ويدركه البسطاء من عامة الناس.. فهل يدركه من لمسه عن قرب وتعامل معه ولكنه للأسف لم يستفد منه إلاّ في ما يتعلق بمصالحه.. وأغراضه.. نقول لهؤلاء ومن يسير في فلكهم: عليكم الاستفادة من أخلاق الرئيس إن كان في الوقت بقية.