يقال أن أول الغيث قطرة.. وهو قول صحيح يعززه واقع الحال.. فمع الإعلان بدخول اليمن مجال التصنيع الحربي بعد تمكن بعض الخبراء اليمنيين من صناعة ما يقارب 300 مدرعة قتالية، يمكننا القول بكل ثقة إن هذه البادرة هي أول الغيث، الذي بات الشعب ينتظر من شبابه ومبدعيه المزيد من مثل هذه الانجازات، وترك الدعة والسكون والاعتماد على الآخرين.. مع الأخذ في الاعتبار الاستفادة من تجارب وخبرات الدول المتقدمة التي حققت نجاحات باهرة في أكثر من مجال، ومن الأهمية بمكان أن النجاح وبلوغ الهدف مقرون بوجوب زوال كل الفرضيات المعيقة من طريقه ، والقناعة بأنه ليس هناك شيء مستحيل. وإذا كان اليوم في بلادنا من أبنائه من قد تمكنوا من تحقيق هذا الانجاز الذي نحسبه عظيماً مقارنة مع إمكانيات البلاد ومواردها الحالية والظروف التي تمر بها، فإن مؤشرات قوية تؤكد أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالكثير من المفاجئات والإنجازات في أكثر من مجال خاصة وأن هناك توجهاً رسمياً لدعم الكوادر البشرية المبدعة القادرة على قهر المستحيل وتقديم ما يليق بالوطن ومكانته وبما يمكنها من الدخول في عالم التصنيع.. نعم إذا كنا اليوم قد سمعنا مثل هذا النبأ السار فمن المؤكد أن الغد سيحمل لنا بشرى أكثر قيمة وأهمية ومن ثم ليس هناك من خوف طالما وأياد البناء والتعمير والتصنيع مستمرة في الاشتغال المتفاني والمبدع. وليس غريباً أن نسمع بعض المأزومين يقللون من أهمية وقيمة هذا الانجاز، أو يأخذونها بمأخذ السخرية والاستهتار،لأن مثل هؤلاء لا يعجبهم عجب، باستثناء لحظات الانتشاء التي تساورهم عندما يجدون أبناء الوطن الواحد يتصارعون ويصيرون فرقاً متعددة، تتناحر وتتقاتل من أجل مصالح شخصية وحزبية وقبلية تعود على الوطن بالذل والعار. ولمثل هؤلاء نقول لهم موتوا بغيظكم وحقدكم فالقافلة ستمضى بكل شموخ والمبدعون سيواصلون إبداعاتهم ولن يأبهوا لعويل الكلاب، فالوطن ليس بحاجة لمثلكم ولمثل تنظيراتكم الفضفاضة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تعود على الوطن بفائدة. وبالتأكيد يمكننا القول إن "قطيش" إنجاز مؤسس لمستقبل واعد.