كان ولي الله اليماني الشهير الشيخ أحمد بن علوان رحمه الله يقول أن الخلفاء الراشدين قد ساروا في خلافتهم بجناحي الخلافة الدينية والدنيوية أو الخلافة المادية والروحية أو الخلافة الظاهرة والخلافة الباطنة معاً .. فكان الله يريهم ما استخلفهم عليه من شئون الناس حتى قال الفاروق «لو عثرت بغلة في شط الفرات لخشيت أن يسألني الله لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق ياعمر» .. وذلك وفقا لما يقوله الولي الكريم لأن الله أراه بعين البصيرة كل حدود الخلافة ومافيها حتى سمعه الناس يقول من على منبره في المدينةالمنورة :" الجبل ياسارية بن حصن .. الجبل "فيصل صوته إلى نهاوند. هذا حال الخلفاء الراشدين وقد انشطرت الخلافتان الزمنية والروحية ولن تعودا لما كانتا عليه من الوحدة إلا بعودة الرشد من جديد لهذه الأمة..كما بشرنا سيد الرسل الكرام عليه أفضل الصلاة والسلام .. وحتى ذلك الحين فنحن نتعامل مع أوضاع تتطلب النصيحة والعون للوصول إلى مقاربات فاضلة قدر الإمكان وحلول مناسبة للمشاكل والتحديات وليس التحريض والترويع والإنكار بحق وباطل دون وضع بدائل تفيد الحاكم والمحكوم والراعي والرعية. أوضاع بلادنا ككل أوضاع المسلمين.. تتطلب النصيحة وتقديم العون للحاكم لإصلاح ما ينبغي اصلاحه وليس الذم والشتم وتحميل الحكام المسئولية والعمل على إسقاطهم عوناً للباطل وإذكاء للفتنة وموافقة لأعداء الله بدون إقامة الحجة بالبدائل الصالحة .. فهل هذا هو النموذج الصالح الذي تقدمه معارضتنا السياسية للحكم والحاكم ..؟وهل يعتقد الجميع أن مجرد تخلي الحاكم عن الحكم وإبداله بآخر سيحل المشاكل كلها؟ الجميع يعرفون النبتات الشيطانية التي أو جدت هذه المشاكل ليس في بلادنا وحدها بل في جُلّ إن لم يكن كل بلاد المسلمين، فهل يتوقع أحد ٌ مثلا أن أيا من الذين يتداعون لحكم اليمن سوف يقنعون قاعدة جزيرة العرب أن تترك لهم فرصة الحكم بسلام دون أن تحرق الأرض من تحتهم كما تقول؟ أم هل سيكون متمردو شمال الشمال أكثر قبولاً ببطن آخر من بطون هذه القبيلة أو تلك ..؟ وهل الذين يريدون استعادة حكمهم على حساب اليمن الموحدة سيرضون بغير مايدعون إليه من تمزيق البلاد لو تمكنوا من ذلك؟ وهل أرادوا ما أرادوه من تلقاء أنفسهم أم تحركهم مطامع ورغبات أعداء الله ومن ثم ليس لهم إلا السمع والطاعة على حساب البلاد والعباد. بالنسبة لمعارضتنا فالإرهاب القاعدي وماسُمّي ب"الحراك" وتمرد الحوثيين وحتى معارضة المشترك التي تستخدم هذه المفردات فإنها تعيد الاسباب للنظام .. وهذا كل ما لديهم في فقه السياسة والمعارضة والإصلاح.. أما ماهو الحل لتجنب كل تلك المشكلات والخروج بحلول لها.. فلا أثر له في خطابهم السياسي .بل حتى لا فائدة عندهم من الحوار ولا الدعوة إليه .. ولاندري هل سيتغير الأمر بدعوة الاطراف الدولية لهذا الحوار أم سيغيرون رأيهم؟ الدين النصيحة يا إخواننا حذاق السياسة وطلاب السلطة .. فأصلحوا القول والعمل .. وقدموا البديل الصالح لإقامة الحجة .. ولله الأمر كله بعد ذلك وقبله .. فمتى تفعلون؟