الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 اكتوبر ضد النظام الإمامي الكهنوتي وبغيه وطغيانه، وضد الاستعمار وجوره وتجبره، ليست ككل الثورات التي شهدها العالم في تاريخه المعاصر.. انها ثورة استثنائية في تعقيدات الظروف وصعوبات الأوضاع وفرادتها.. وفي طبيعة التحديات والاخطار التي جابهتها.. وكذا دقة المرحلة التي قامت فيها وحساسيتها اقليمياً وعربياً ودولياً.. اذ لم يكن متصوراً ان تقوم ثورة في بلد مازال يمشي في مجاهيل القرون الغابرة وشعب مكبل عقله وروحه وجسده بأغلال التخلف الذي لامثيل له في تاريخ الأمم والشعوب يعيش تحت وطأة البؤس والفاقة المجسَّدة في الثالوث الرهيب «الفقر والجهل والمرض» لما طوقته الإمامة والاستعمار بالعزلة والفرقة والتمزق.. ولمعرفة قدرته وطاقاته على تفجير براكين غضبه وثورته يفترض معرفة تاريخه الحضاري العريق . لقد ثار الشعب اليمني وعلى صخرة وعيه الثوري السبتمبري الاكتوبري تحطمت كافة المؤامرات التي أحيكت منذ فجر الثورة وحتى اليوم.. هذه حقيقة أكدها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في اللقاء الموسع بقادة القوات المسلحة والأمن بمناسبة احتفالات شعبنا بالعيد ال48 للثورة اليمنية 26سبتمبر يوم أمس.. معيداً الى الاذهان ان الثورة اليمنية لم تكن عادية تهدف الى تغيير أوضاع بعينها لصالح جماعة او فئة او طبقة أو حزب بل ثورة انسانية غايتها الخلاص من التخلف والظلم والقهر بمعانيه ومضامينه ودلالاته وأبعاده الانسانية، منتشلة شعبنا من براثن أعتى قوى ظلامية واخبث دهاء استعماري.. مثبتة ان الارادة والعزيمة للشعوب لايمكن أن ينتصر عليها جور وجبروت القوة مهما كانت.. فقد استطاع شعبنا وفي صدارته ابناؤه ابطال القوات المسلحة والأمن بامكانات مادية وعسكرية بسيطة الانتصار على كل جحافل التخلف المسنودة بدعم لاحدود له وعلى كم الاسلحة والعتاد العسكرية والكيفية التقنية والتكنولوجية رغم التحديات والأخطار في مختلف المراحل والمنعطفات التاريخية التي مرت بها ثورته ووحدته وبتمثل واستلهام هذه الروح والارادة سينتصر عليها في الحاضر والمستقبل. لقد مرت الثورة اليمنية بأخطار بلغت ذروتها نهاية سبعينيات القرن الماضي وكادت ان تعصف بها إلى مهاوي لاقرار لها من الحروب والصراعات والتمزق والفوضى.. ولكن قضي لليمن ان يحمل مسؤولية قيادته احد ابنائه الذين تشبعوا بروح الوطنية في مدرستها الأولى القوات المسلحة والأمن وتفولذوا في معارك الدفاع عن الثورة.. فكان الربان الماهر الذي أوصل سفينة الوطن الى شاطئ الأمان وبر النجاة ليحسب لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح أنه القائد الذي حافظ على الثورة وأعاد لها توهجها لتواصل مسيرة تحقيق اهدافها بتحويلها الى مكاسب وانجازات على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية.. ليمضي بها قدماً في طريق الأمن والاستقرار والتنمية والبناء، لتكون الوحدة ورديفها النهج الديمقراطي التعددي أعظم هذه الانجازات للثورة اليمنية 26سبتمبر و14 اكتوبر، التي تحث الخطى بقيادته صوب الغد المشرق لليمن الجديد.. يمن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية