المتتبع لمسار التطورات السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية في اليمن يشهد أن هناك توترا واضحاً في المناخ العام أفرزته معطيات الواقع الراهن في الخطاب السياسي للقوي والأحزاب والتنظيمات السياسية ومن المؤسف أن البعض في الساحة السياسية الوطنية يظل يسعي إلى افتعال الأزمات وتعكير الأجواء مع اقتراب موعد ألاستحقاق الانتخابي المتمثل في الانتخابات البرلمانية القادمة في محاولة لاختلاق احتقانات لا وجود لها إلا في عقولهم الموهومة بإمكانية الانحراف بمساراته في اتجاهات تخرجه عن سيادته الدستوري والقانوني لغايات ذاتيه حزبية ضيقة واهمين أن ذلك يمكنهم من ممارسة الضغوط لتحقيق مكاسب انتخابيه على حساب الوطن والديمقراطية وتحويلها من مجال التنافس عبر البرامج إلى صفقة سياسية تعكس بوضوح حقيقة موقف هؤلاء من الديمقراطية والتعددية وحريات الرأي والتعبير والتداول السلمي للسلطة تحتكم فيها القوي السياسية بكل ألوانها بطريقة سلمية إلى صناديق الاقتراع . الاصطفاف الوطني الذي دعا إليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من خلال الحوار الوطني الجاد بين المؤتمر الشعبي العام وشركاءه وأحزاب اللقاء المشترك وحلفائه لمواجهة التحديات القائمة واعتبار الوطن يهم جميع أبنائه بكل فئاتهم وشرائحهم وقواهم السياسية والحزبية والاجتماعية والثقافية . الدعوة للحوار الوطني بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب تكتل اللقاء المشترك فرصة سانحة لإعادة العقلانية للخطاب السياسي العام وتنقيته من المكابدات والتشنجات والانفعالات والتعصب الحزبي السياسي لأنه لا يخدم الا أعداء الوطن المتربصين به في الداخل والخارج ولا يحل المشاكل أو يقدم معالجات ناجحة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية . فعلي أعضاء لجنة الحوار الوطني تحمل المسؤولية الوطنية بأمانة وإخلاص لهذا الوطن المعطاء للخروج باتفاق يتناسب مع هموم الناس وقضياهم ويلبي طموحاتهم ويتبني أمالهم بدلاً عن الافتراءات والمكايدات والمزيدات وتزييف الحقائق والعزف على أوتار الفتنة والفرقة والكراهية والحقد والعمل على أثاره نزعات التعصب ألمناطقي والمذهبي وغيرها من الأمراض التي تجاوزها شعبنا منذ زمن بعيد فالمصلحة الوطنية توجب أن يدعو ويعمل الجميع من أجل الخير وتعميق الوحدة والمحبة والتلاحم والوئام من أجل بناء وتشييد الحاضر السياسي والاقتصادي والتنموي ليكون أساسا لقاعدة انطلاق إلى غدا أكثر إشراقا تنعم فيه الأجيال اليمنية القادمة بالتقدم والازدهار والرفاهية . *رئيس تحرير صحيفة أخبار الوطن الإلكترونية .