قرأت للكثير من المثقفين والكتاب والنخب السياسية المنتمية حزبيا إلى تكتل اللقاء المشترك مقالاتهم المنشورة في الصحف والمواقع الإخبارية خاصة في هذه الفترة العصيبة على وطننا وشعبنا وتاريخنا ..... وفي خضم هذه الأحداث والمآسي اليومية التي أفرزتها ساحات الاعتصام والتظاهر في جانبها التصعيدي مررت على الكثير من العبارات والجمل القاسية الموجة للسلطة ولشخص الأخ الرئيس وتحميله كل المسئولية عما حدث ويحدث في هذه الساحات أو خارجها من اعتداء أو قتل أو تقطع ...الخ , عند ذلك قلنا هذه هي السياسة وهذه هي الحزبية التي ابتلينا بها كمنظومة سياسية لأحزاب أيديولوجية لم تؤمن بعد بالعمل السياسي السلمي الحضاري . وفي مقابل هذه الكتابات التي حملت الكثير من العبارات الحادة وأحيانا السب والقدح والهجوم اللفضي الذي يتعارض وابجديات مبادئنا الاسلامية وارثنا الاخلاقي والحضاري كيمنيين لم نقرأ حتى اليوم لاقلام الكثير من هؤلاء الكتاب أو المثقفين أو الساسة آرائهم الحرة في مسائل هامة حدثت ولازالت تحدث في ساحات التسييس والتعئبة الحزبية المقيتة , فقد قطعت الألسن واغتيلت الأحرف كفاجعة إنسانية وسابقة تاريخية لم نسمع لها مثيل عبر تاريخنا القديم أو الحديث بداعي الهجاء ومناصرة الخصم ومعاداة " الثورة " !! ..... و اعتدي قبلها على النساء اليمنيات الكريمات من الناشطات حقوقيا في شوارع " الحرية والتغيير " بداعي عدم الانصياع للأوامر الجهادية !! ..... واعتدي أيضا على الكثير من مناصري الرئيس والشرعية الدستورية اما بالضرب او الاعتقال او التعذيب والترهيب , بل لقد أزهقت الكثير من الأرواح البريئة هنا وهناك بداعي مناصرتهم للطغاة أو بمبرر قيامهم بأعمال يعاقب عليها القانون الجنائي الجديد للمناضلين والثوار الجدد ومن هذه الاعمال الخطيرة " حمل صور الرئيس " !! ... فقد اعتدي حتى على الطاعنين في السن من آبائنا الأفاضل بداعي الفضول وحمل صور ومناصرة الرئيس وانصارة من " المرتزقة والبلاطجة " وفق القاموس الثوري لساحات التغرير .. الخ !! .... و الاخطر تلك الصور المقيتة و الاعتداء الفج على طفولتنا البريئة التي ألبسناها الأكفان في ساحات " التغيير " كدروع بشرية بداعي الجهاد والشهادة والفتح المبين !!! ..... فما رأي الثوار الجدد وما رأيكم " يا أحرار " اليمن بشكل عام " ويا أحرار المشترك وثواره " بشكل خاص من مثقفين وكتاب ونشطا حقوقيين في هذه الفواجع " الثورية " التي ذكرتنا وذكرت العالم من حولنا بمحاكم التفتيش وبالبديل السياسي " القادم " والدولة " المدنية " المنشودة ؟!!! أتمنى في ختام هذا العتاب على زملاء القلم والكلمة الحرة أن لا يكون سبب الصمت عن قول الحق وادانه المعتدي هو الانتماء الحزبي , فالانتماء الحزبي كما هو معلوم عندما يسيطر على الفكر والروح , وعندما يطغى على الانتماء المهني والانتماء الأخلاقي والانتماء الإنساني والانتماء الديني والانتماء الوطني فانه قد يتحول إلى وباء خطير يصيب الإنسان وآدميته في مقتل ؟!! ولكي لا نتهم من بعض المسيسين والمتحزبين ونتغاضى عن قراءة الحقائق الواضحة والمشاهدة , ومن ثم نحيل هذه الملاحظات العابرة إلى كاتبها فننغمس كالعادة في الشخصنة ندين وسندين على الدوام كل أعمال العنف والاعتداء والقتل التي حدثت وتحدث من أي طرفا كان في السلطة أو المعارضة أو أي طرف خارج هذه المعادلة التي سئمناها كشعب ووطن . · جمعة الحسم !!! خطوات الافلاس السياسي التي يسعى اليها المشترك كورقة اخيرة وضمن عملية تبادل ادوار واضحة مع عناصرة الحزبية وشبابة المسيس في ساحات التغرير لاقتحام مؤسسات الدولة السيادية وتخريب المنشآت الاقتصادية وتعطيل الحياة العامة , اعتقد انها تعبر فقط عن حماقة سياسية لا فعل ثوري كما تسوق له الجزيرة وسهيل , فاليمن والشعب اليمني غير مصر والشعب المصري الذي لم يخرج منه مناصر واحد حقيقي لمؤازرة مبارك او للدفاع عن نظامة المتهالك آ نذاك , لان الشعب المصري كان موحدا بالفعل لاسقاط نظامة العميل والمرتهن للاجندة الصهيوامريكية , عكس شعبنا المنقسم فعليا مابين مؤيد للسلطة وللشرعية الدستورية , ومناصر للمعارضة وللعملية الانقلابية التي تسمى زورا " ثورة " .... بالتالي هذه الخطوة المشتركية القادمة تعد بالفعل حماقة سياسية وانتحار سياسي وورقة اخيرة لاعلان وفاة المشترك كتكتل حزبي معترف به دستوريا حتى اليوم ... فقط ننبة السلطة واجهزتها الامنية باليقضة وعدم استخدام العنف وضبط النفس ما امكن ذلك وفقا لنصوص الشرع والقانون ومبادئ الدستور وضرورات المصلحة الوطنية العليا .