بالأمس ابتهج أبناء اليمن كبيرهم وصغيرهم رجالاً ونساء، شباباً وشيوخاً، وهم يشاهدون زعيمهم وقائدهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على شاشات القنوات التلفزيونية أثناء استقبال فخامته لمساعد الرئيس الأمريكي وقد تماثل للشفاء واستعاد عافيته ونشاطه وحيويته، بفضل من الله العلي الكريم، الذي حفظه من مكر الماكرين وحقد الحاقدين، وتآمر المتآمرين، الذين ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: «وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ». وبذلك الظهور المفرح انقشعت الغمة التي أحدثها الاعتداء الإجرامي الغادر الذي استهدف فخامته وعدداً من كبار قيادات الدولة، أثناء تأديتهم لصلاة جمعة الأول من رجب الحرام بمسجد النهدين بدار الرئاسة، وتنفس اليمنيون الصعداء في عموم أرجاء الوطن، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، وتبددت من نفوسهم المخاوف والهواجس وعوامل القلق التي تركها غياب الرئيس وسفره للعلاج في وطنه الثاني المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي وجد فيها وكل المسؤولين الذين أسعفوا إلى مستشفياتها كامل الرعاية والعناية الدالة على عمق العلاقات بين القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين والشعبين الجارين اللذين تربطهما أواصر الرحم والدم والقربى والمصير الواحد. وتضاعفت فرحة الجميع أكثر وهم يرون زعيمهم وقائدهم الذي أحبهم وأحبوه يحاور ويناقش واحداً من أهم القيادات الأمريكية جاء إليه حاملاً رسالة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما تتعلق بجوانب العلاقات بين البلدين وإدانة الولاياتالمتحدةالأمريكية للحادث الإرهابي والتعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب. وازداد اليمنيون غبطة وهم يستمعون إلى رؤية رئيسهم الحكيم بشأن الخروج من الأزمة الراهنة، التي أكد فيها على أهمية جلوس كافة القوى السياسية والحزبية اليمنية وبدون أي استثناء على طاولة الحوار، لبحث الحلول والمخارج في ضوء المبادرة الخليجية ومبادرة الأممالمتحدة وصولاً إلى تحقيق التوافق والشراكة الوطنية والمصلحة العليا لليمن وأبناء شعبه. وبهذا الطرح المسؤول يبرهن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مرة ثانية وبعد خطابه المتلفز عشية الجمعة الماضية على معدنه الأصيل والعروة الوثقى التي تربطه بوطنه وشعبه، وأن سلامة وطنه تتقدم على سلامة شخصه، وأنه عاهد الله على أن يصون هذا الوطن بروحه ودمه، ليضع بهذا الإيثار أولئك الذين يتهافتون على السلطة، ويسعون للقفز إلى كراسيها بأي ثمن كان في الزاوية. مؤكداً لهم ولكل الطامحين واللاهثين وراء الجاه والمنصب والمال والمصالح الشخصية والحزبية الضيقة، أنه ينظر إلى السلطة كمغرم لا كمغنم، وأنه آثر اليمن واستقراره على نفسه منذ أول يوم اختاره فيه القدر لقيادة سفينة هذا الوطن في وقت عصيب كان فيه كل الأطراف على الساحة الوطنية من رجال سياسة ومراكز قوى مدنية وعسكرية وقبلية يخشون مجرد الاقتراب من كرسي الرئاسة، الذي كان عبارة عن كرة ملتهبة الاقتراب منها يعني الاقتراب من الموت أو السير نحو القبر، ليحقق اليمن في عهده الزاهر أهم التحولات التاريخية على مختلف الصعد والمجالات وفي الصدارة من هذه التحولات الإنجاز الوحدوي العظيم وإقرار التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والتعبير والتداول السلمي للسلطة وقواعد حقوق الإنسان. ناهيك عن الإنجازات الشامخة في ميادين التنمية والبنى التحتية من شبكة طرق ومدارس ومعاهد وجامعات ومستشفيات ومستوصفات ومراكز صحية وغير ذلك من احتياجات الإنسان، من المشاريع الخدمية والإنمائية. وعليه فإذا كان رصيد الرجل من العطاء والإنجاز مشرفاً يعتز به كل يمني، فما هو رصيد أولئك المرجفين والمزايدين والأفاكين، الذين يتاجرون بكل شيء بالسياسة والقيم والوطن والثوابت والديزل والبنزين والغاز وبأقوات المواطنين، والذين وصل بهم الحال إلى استخدام كل وسائل التشفي والغيبة والنميمة، بل أنهم أرادوا الموت لهذا الزعيم والقائد فكتب الله له الحياة والمزيد من محبة الملايين اليمنية له. وهاهي ألسنتهم تخرس وهم يشاهدون هذا الزعيم في إطلالته الثانية شامخاً وعظيماً سكن اليمن في قلبه وروحه، فيما استوطنت في قلوبهم الأحقاد والضغائن والنوازع المرضية التي دفعت بهم إلى استخدام كل الأساليب بهدف الزج باليمن في أتون حرب أهلية مدمرة. لقد أرادوا تحويل اليمن إلى صومال آخر بين ليلة وضحاها، والعاصمة صنعاء إلى مقديشو ثانية تعمها الفوضى والمليشيات المسلحة، والعصابات المتمنطقة بالكلاشنكوف والصواريخ المحمولة، وزرع الخوف والرعب في قلوب سكان هذه العاصمة التي استوعبت كل اليمنيين من أقصى المهرة إلى أقصى صعدة. ولكن الله خيب ظنهم، وظل هذا الوطن متماسكاً وأبيّاً كما هو زعيمه الفذ الذي جمع كل خصال العظماء والكرماء عبر التاريخ: العفو عند المقدرة وسعة الصدر وسماحة القلب ومقابلة الإساءة بالإحسان ورجاحة العقل والحكمة والرشد والاتزان ومواقف الانتصار الدائم للوطن الأرض والإنسان.