مازالت صفحة العام 2012م الذي اطل علينا بأول أيامه بيضاء ونحن فقط وليس غيرنا من سيدون على يومياتها تفاصيل مسار الإنقاذ للبلد في ظل الوفاق. في ثقافة الآخر "الغرب" يعتبر رأس السنة الميلادية مناسبة للمبادرات سواء على صعيد العلاقات الانسانية بين الافراد او العلاقات السياسية للدولة وغيرها ومنها الأحزاب .. إنها مناسبة حقيقية لمد اليد للأخر والتخلص من الحقد وبالتالي فإن صفحة العام الجديد تصبح صفحة جديدة بيضاء بصدق . وبالنسبة لنا فإنه ومع الأسف حتى عبارات التفاؤل من قبيل فتح صفحة جديدة استهلكتها الأحداث الصراعات عبر عقدين من الزمن ولم يعد للألفاظ وقعها في النفس ولا دلالتها بعد أن لاكتها الألسن والصحف وبات واضحاً أن أي دعوة لحسن النوايا عادة ما يكن وراءها سوء نية . ومع ذلك لأخيار آخر غير تكرار المفردات على أمل أن لاتكون فقط النوايا حسنة لفتح صفحة جديدة وإنما يكون العمل السياسي قد بلغ مرحلة النضج وأنتج تفكيراً سياسياً قد بلغ مرحلة النضج وأنتج تفكيراً سياسياً جديداً مختلفاً عما ساد في الماضي من انفعالات ثأرية . لقد كان حصاد العام الفائت مرآ ودامياً بعد أعوام من الخيبات والإخفاقات الكثيرة في مختلف المجالات والتي مثلت المقدمات للنتائج التي ظهرت في 2011م . وقد أثرت الأحداث في المواطن البسيط ولو اجري استقراء للأمنيات عشية العام الجديد لأظهرت النتيجة مواطن هذا البلد الذي ذابت أمنياته الخاصة وأصبح ينشد صلاح الشأن العام متميزاً عن كل أبناء الجنس البشري في أرجاء المعمورة الذين تقدم لديهم الأماني الخاصة على غيرها . لذا فإن على فرقاء الأزمة أن يبلغوا مستوى المواطن في تقديم العام على الخاص بتقديم المصلحة العليا للوطن والمواطن على ماعداها من مصالح ضيقة وان يسمو الجميع فوق الجراح لكي نكتب على صفحة 2012 م انه عام الاساس والتأسيس لليمن الجديد السعيد الذي سيصبح مواطنه سعيداً بالفعل وليس بالقول وليكن العام الجديد عاماً للسلام والأمن مع التمني أن يحل 2012م وقد تجاوز محنته كل من فقد عزيزاً اوصديقاً او أصيب بمكروه في صراعات عام 2011م . وكل عام والوطن بخير .