كلما راودنا الخوف على ربيع يمني ظللنا الى ما قبل ايام نفخر به ونفاخر بحكمة يمانية أوصلتنا اليه بأقل ما قدمه غيرنا من الدماء وبلا حروب او تدخل خارجي عسكري كلما لاح امامنا أمل يبشر بالحفاظ على ما انجزناه واستكمال مداميك بناء المرحلة الجديدة.. إنه الأمل الذي يغلب الاستبشار على اليأس والطمأنينة على الخوف، خاصة عندما نشاهد ما يبعث على القلق، كما حدث في الاسابيع الماضية في حضرموت وأبين والبيضاء والضالع وقبلها في رداع، وما يشير الى اختلال أمني ليس في المدن الصغيرة والطرقات الفرعية، بل في العاصمة واكبر المدن وخطوط السير الرئيسة.. هذا الأمل المؤمل فيه كثيراً هو الحوار الوطني وفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة.. ولهذا علينا أن لا نخنقه لانه ان ضاع.. ضاع كل شيئ كما يرى الشارع اليمني. نحن بحاجة إلى وضع الحوار محل القطيعة، وروح العمل الجماعي محل الانقسام، وتغليب مصلحة الوطن على مصالح أحزابه والوقفة الجماعية أمام ما يتهددالبلاد ومن عليها - وليس حزب أوفئة أو قبيلة - محل العمل المجزأ والصفوف المتباينة. بحكومة الوفاق الوطني والانتخابات الرئاسية التوافقية قطعنا نصف الطريق اما النصف المتبقي الذي سيوصلنا الى الهدف والمرام فهو انجاز حوار وطني شامل، يوحد الرؤى والمواقف إزاء ماهو مرتبط بمصير اليمن وأجياله أنه بمثابة البوابة الوحيدة التي لا سبيل الى العبور منها إلا بتهئية كلما يمهد للتحاور الجاد بنوايا صادقة وبعقليات رجال الدولة وبصدور خالية من الاحقاد والضغائن والرغبة في الانتقام. لنكبر جميعاً كما كبر وطننا بالوحدة. ونتخلى او نتجرد من الرواسب والمناكفات، وننظر الى الأمور بعقلانية، لنكون صادقين مع نهج ديمقراطي اخترناه. نحن امام مفترق طرق لا طريق واحد، طريق ان نحافظ على ما انجزناه. او ندمره، طريق ان نضع حداً للفوضى، ونبني الدولة المدنية الحديثة ، او نتوه في مجاهل لا نعرف ما نهايتها، طريق ان نعوض ما خسرناه اقتصادياً وتنموياً أو نأتي على ما تبقى بحماقة لا يمكن تبريرها.. الحوار باختصار، هو طريقنا وأملنا الأخير. والمنفذ الذي لا ثاني له، ومادام الأمر كذلك أو هكذا يرى الشارع اليمني. فإن علينا أن نتساءل ما الذي يهيئ الناس أو الأطراف والمناخ عموماً للذهاب إلى الحوار وما الذي يجعل من الذهاب إليه، رغبة في التوصل إلى الحلول والمعالجات وانقاذ الوطن لا لوضع العراقيل أمام الطرف الآخر، أو تصفية الحسابات، أوالمناكفات والمكايدات السياسية أو تسجيل الإدانات ..الخ. أملنا أن يدرك الجميع بأن ما يعتمل على الساحة يتطلب المعالجة بروح الفريق الواحد، والإلتفاف حول قواسم مشتركة.. وباختصار نقول . أن ما نراه من شمال اليمن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه هو بمثابة الخرق الذي إتسع كثيراً على الراقع، ويحتاج إلى أكثر من راقع وإلا زاد إتساعاً.