القدرة لا القوة هي القيمة الحقيقية للقوة عائداً وفائدة .. تشكل اليمن من الناحية الجيوسياسية موقعاً وموضعاً مصدر قوة مؤثرة في العلاقات الدولية، وذات فائدة لها.. غير أن مصدر هذه القوة غير ذي قيمة أو فائدة مرجوة إذا لم تمتلك القدرة على استخدام هذه الخاصية، بل إن مصدر هذه القوة قد يتحول الى مصدر ضعف إذا لم تحسن الدولة أو تسيء استغلاله. ما جرى لعدن ومينائها التاريخي، وما جرى من قرصنة وتهريب، ومن عمليات إرهابية، ومن تمكن أو تمكين لحركة الإرهاب وخاصة في المدن والمناطق الساحلية في أبين وعلى مسافة قريبة من عدن.. إلخ، لهو مثل على غياب أو تغييب القدرة على استخدام الميزة الجيو سياسية موقعاً هنا وموضعاً.. إن تأثير الموقع وأهميته باتجاه أن تفيد الدولة منه لا يتحقق تلقائياً، وإنما يتحقق بإدراك الدولة وقدرتها على توظيف هذا الموقع التوظيف السليم يعود لها بالفائدة والمصلحة. عندما غابت الدولة أو جرى تغييبها وحل الفراغ تدافع أنصار الشر الذين احترفوا الإرهاب ليعيثوا في البلاد والأهل قتلاً وتشريداً وتدميراً وتخريباً ونهباً منذ أكثر من عام.. انساق الإرهابيون وراء أوهامهم ومآربهم الجهنمية وظنوا أن الأمور قد استقامت لأوهامهم الشيطانية، ولكن ما لم يدركوه هو أنهم ليسوا سوى حالة عارضة، نبتة شيطانية سرعان ما تنهار وتتساقط وتموت.. أخذت الدولة تستعيد وظيفتها ودورها كدولة، وآلت على نفسها أن تهزم الإرهاب، وظفت الدولة الجديدة قدرتها في مواجهة جحافل أنصار الشر، وتجلت الإرادة الوطنية في هزيمة الإرهاب وقهرت معاقل الإرهابيين أمام ضربات قواتنا المسلحة واللجان الشعبية في كل الجبهات، استحقوا النهاية التي أرادوها جراء ما يرتكبون من جرائم، تحررت زنجبار وجعار وشتى المناطق، ولا عاصم لفلول الإرهابيين، اليمن الجديد يهزم الإرهاب، ويستنهض قدرته في استخدام قوته خيراً وسلاماً وبناءً ونماءً..