العلاقات الأخوية الحميمة التي تربط الشعبين والبلدين الشقيقين اليمني- القطري تمتد من الماضي إلى الحاضر والمستقبل لأنها مبنية على أواصر تاريخية وصلات قربى ورحم، جعلتها متنامية ومتميزة في مختلف الاتجاهات والمستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية.. وهو ما عبرت عنها مواقف الأشقاء في قطر الثابتة والداعمة -قيادةً وشعباً- إلى جانب اليمن وأمنه واستقراره ووحدته وتعبر عنها اليوم في الزيارة التي قام بها يوم أمس الأول الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والوفد المرافق له وتجسد ذلك في محادثات لقاء القمة التي جمعته بسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة التي تعتبر زيارة الأخ رئيس الجمهورية لها هي الأولى بعد الانتقال السلس للسلطة من سمو الشيخ حمد إلى نجله سمو الشيخ تميم ليكون خير خلف لخير سلف.. مشكلاً هذا الانتقال نموذجاً للتغيير يفتح للجيل الجديد من القيادات العربية القادرة على مواكبة استحقاقات التحولات الإقليمية والدولية على نحوٍ إيجابي ملبٍ لمتطلبات العصر بآفاقه الواسعة.. إن الأهمية التي تكتسبها هذه الزيارة انها تأتي واليمن يمضي بخطوات سريعة لإنجاز تسوية تاريخية حملتها المبادرة الخليجية إلى تجليات نجاحها تبرز فيما استطاع اليمنيون تحقيقه في مسارات تنفيذ بنود هذه المبادرة لاسيما محورها الأهم الحوار الوطني والذي ما كاد لهذا النجاح أن يكون لولا دعم وإسناد الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم دولة قطر وهذا ما أكد عليه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لأخيه الرئيس عبدربه منصور هادي على أن قطر كانت وستبقى مستمرةً في دعمها الكامل لليمن في كافة المجالات والصعد وعلى نحوٍ يمكنه من تجاوز ظروفه وأوضاعه الصعبة والمعقدة والخروج من ازمته ليصل إلى بر الأمان وهذه المعاني والمضامين عكستها اشادة سمو الشيخ تميم بما حققه اليمنيون في عملية حلحلة الأزمة .. وخطوات التحول نحو بناء دولة مدينية حديثة، تتسع لكافة قدرات مواطنيها دون اقصاء او تهميش او إبعاد او استعلاء.. معتبراً ما تحقق في مؤتمر الحوار الوطني الشامل نجاحات مهمة وملموسة على اكثر من صعيد وهي ذات منحى تفاؤلي.. باتجاهات مدروسة.. تؤدي إلى المخرج الآمن والمنطقي لليمن.. للسير نحو المستقبل المشرق فاتحةً أمامهم آفاق السلام والوئام الذي به يرسمون المستقبل الجديد لوطنهم وشعبهم والتي تتجسد فيها تطلعات وآمال الشعب اليمني وشبابه وأجياله الصاعدة.. ومن قراءة تحليلية.. يمكن استشفافه واستشرافه واستخلاصه من هذه الزيارة هو تأكيد اليمن على الموقف الداعم لأشقائه والذي يحتاجها لتجاوز محنته وحرص أشقائه في منطقة الجزيرة والخليج العربي على ان يخرج اليمن سليماً معافىً.. موحداً ومستقراً لأن ذلك سوف يسهم في تعزيز الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية للمصالح الإقليمية والعربية والدولية وهذامااستوعب من اشقائه وأصدقائه الراعين والداعمين للمبادرة الخليجية وعملية تطبيقها وبما يجنب اليمن الصراعات والاحتراب الداخلي في الحاضر والمستقبل باعتبار اليمن مكوناً أصيلاً تاريخياً حضارياً وعمقاً أمنياً استراتيجياً لأشقائه ومخزوناً بشرياً أسهم وسوف يسهم في نهوض وبناء واستقرار الدول الشقيقة في الجزيرة والخليج وهذه هي الدلالات والأبعاد العميقة للعلاقة الأخوية المتينة التي تربط اليمن بأشقائه في مجلس التعاون الخليجي وفي هذا المنحى تأتي أهمية زيارة الأخ رئيس الجمهورية لقطر الشقيقة.