مباهج أفراح احتفالات شعبنا اليمني بأعياد ثورته.. العيد ال51 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر واليوبيل الذهبي لثورة الرابع عشر من أكتوبر والذكرى ال46 ليوم الاستقلال المجيد-الثلاثين من نوفمبر- مختلفة هذا العام، كون هذه المناسبات الوطنية تأتي متزامنة مع نجاح التسوية السياسية للمبادرة الخليجية في مرحلتها الأساسية المفصلية التي تشكل بمضامينها ودلالاتها وأبعادها استمرارية للمبادئ والأهداف التي قامت من أجل تحقيقها واستطاعت إنجاز الكثير منها في العديد من المجالات والجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية، محدثة تغيراً وتحولاً إلى الأفضل في أوضاع اليمن والظروف الحياتية والتنموية والمعيشية لأبنائه مقارنةً مع ما كانت عليه أحوال اليمنيين البائسة في ظل طغيان الحكم الإمامي المتخلف ونظام الهيمنة الاستعمارية البغيض.. ومع ذلك لا يمكن القول ان مجمل ما كان يطمح ويتطلع إليه شعبنا قد تحقق بالصورة المثلى التي يفترض أن تكون أو كان يتم تصورها كون تعقيدات الواقع الاجتماعي في الشمال والجنوب انعكس على وعي القوى السياسية المنخرطة في الثورة على اختلاف اتجاهاتها وتوجهاتها المتباينة في رؤاها وتصوراتها المتعارضة في مصالحها والتي لم تكن دائماً تجسد استحقاقات متطلبات الشعب من ثورته، وهو ما انحرف بمسار الثورة إلى منحدرات ومنعطفات صراعية واحترابية كان يدفع أثمانها الباهظة أبناء اليمن وعلى حساب استحقاق مسارات التنمية والتطور والتقدم. وهنا لابد من التذكير بحقيقة أن الثورة اليمنية- مثل كل الثورات- لم يكن ليتسنى لها أن تسير في خط مستقيم بل لابد أن تمر بمنعرجات وتعترض مساراتها تحديات لها أسبابها الموضوعية والذاتية المؤثرة سلباً على إنجاز المهام المناطة بها والتي تتحول إلى أزمات حلها والخروج منها وتجاوزها يتطلب العودة إلى المسار الصحيح.. وفي هذا السياق جاءت الثورة الشبابية السلمية والتي افرزت تداعيات احداثها ان مصلحة اليمن واليمنيين تقتضي تسويةً سياسيةً تاريخيةً عبر حوار وطني موسع وشامل توضع فيه كل القضايا والمشكلات بكل صعوبات معضلاتها على طاولته للمناقشة بهدف الوصول إلى حلول جدية ومسؤولة تضع حداً لكل الأخطاء المرتكبة في الماضي القريب والبعيد، وما انتجه من عنف وصراعات و حروب وأزمات.. حوار يكون فيه الجميع مستعداً عن قناعة نابعة من فهم مدرك ومستوعب أهمية التوافق والاتفاق المفضي إلى شراكة وطنية قاعدتها الراسخة العدالة والمساواة بين كافة اليمنيين في الحقوق والواجبات من خلال بناء دولة الحكم الرشيد المنبثقة من شكل ومضمون نظام سياسي يعبر في جوهر ومنطلقاته عن تجسيد أهداف ثورة 26سبتمبر وثورة 14أكتوبر التي تمثل مضامينها امتداداً للغايات التي قامت من أجلها.. وها نحن على موعد معه بإكتمال مؤتمر الحوار الوطني ومع نتائج مخرجاته التي تزامنها مع احتفالات شعبنا بأعياد ثورته المباركة- يضفي توهجاً يؤكد استمرارية الثورة ويؤكد أن الأيام القادمة التي سنعيشها هي الأجمل والأفضل، وفق رؤية شارك في صياغتها وساهم في كتابة وإعداد حروفها الأساسية الجميع.. عنوانها.. المستقبل الأفضل.