رغم تحدياتها الكبيرة، ومصاعبها الاقتصادية ومشاكلها الأمنية.. اليمن كانت حاضرة هناك في الكويت.. كويت الأمل العربي.. كويت الإخاء العربي، وجسر التواصل بين الأشقاء.. الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.. هو على بيّنة وإلمام بطبيعة التحديات وتشابك المشكلات التي يعيشها الوضع العربي الراهن.. وهي تحديات ليست هينة.. وجاءت على خلفية تراكمات كبيرة من الخلافات العربية- العربية ومن نتائج موروث الصراعات الناجمة جراء حراك الربيع العربي في المنطقة وأثره على مختلف العلاقات العربية- العربية.. والعلاقات الدولية- العربية.. الرئيس هادي كان مدركاً لمثل هذه الإشكاليات.. ومدركاً أيضاً أنها معوقات عصيّة على التجاوز أو التطويع.. وأنها قد تحول دون تحقيق منجزات كبيرة لهذه القمة، ولكن كقائد وطني عربي يشعر أن تحقيق الحدود المقبولة من منجزات الالتقاء والاتفاق على أتباع سياسة التوافق والممكن من هذا التوافق في الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه في الواقع العربي الذي يتعرض للشد من كل اتجاه.. والشيء المفيد أن الكويت بقيادتها التاريخية تبدي حرصاً ملحوظاً بتحقيق التآلف بين العرب في هذه القمة التي جاءت على خلفية ركام كبير من المشاكل الموضوعية.. والصراعات العربية- العربية وجرح دمشق النازف.. وهنا تكمن عظمة الكويت الدولة.. وعظمة الكويت القيادة.. وعظمة الكويت الشعب.. هؤلاء الأباة الأجلاء في الكويت.. قلوبهم واسعة ومحبة لأشقائهم.. ومؤمنين بالعرب وقضاياهم ولا مكان لليأس في الأجندة الكويتية لهذه القمة.. وقد ألقت بثقلها ودن ريب لن تخذل ولسوف نرى واقعاً مغايراً لما نشهده ولما يظنه المتشائمون أن فيه استحالة..!! ورغم التحديات الشاخصة الكويت هي حاضنة العرب، وجامعة آمالهم.. لأن هذا البلد الطيب كان ومازال وسيبقى بإذن الله البلد الحاضن لآمال العرب.. كما كانت دوماً كبيرة بعطائها وبروحها المحبة، رغم ما عانته في مطلع العام 90م، من منغصات ومن محاولات نكران الجميل، إلا أن المعدن الأصيل لهذا البلد وأهله وقيادته كانت أكبر من الجراح.. ويكفيها فخراً أنها تثبت اليوم قدرتها على احتواء العرب في عامهم هذا، وبإذن الله تتمكن من إذابة كتل الثلج والجليد والبرود في العلاقات العربية- العربية- ولو في الحدود الدنيا.. بقي أن نؤكد هنا أن اليمن بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، تجد نفسها ملتزمة أخلاقياً وعربياً أن يكون حضورها قوياً ومهماً في قمة الكويت، لتعطي دفقاً، ودافعاً لمزيد من سياسة التآلف والتآخي التي تتولاها الكويت في قمتها العربية.