اعلامي مقرب من الانتقالي :الرئيس العليمي جنب الجنوب الفتنة والاقتتال الداخلي    احتجاجات للمطالبة بصرف الراتب في عدن    "تسمين الخنازير" و"ذبحها": فخ جديد لسرقة ملايين الدولارات من اليمنيين    الكشف عن آخر التطورات الصحية لفنان العرب "محمد عبده" بعد إعلان إصابته بالسرطان - فيديو    دورتموند يقصي سان جرمان ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    ردة فعل مفاجئة من أهل فتاة بعدما علموا أنها خرجت مع عريسها بعد الملكة دون استئذانهم    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يجدد فوزه امامPSG    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    إهانة وإذلال قيادات الدولة ورجالات حزب المؤتمر بصنعاء تثير غضب الشرعية وهكذا علقت! (شاهد)    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة    صنعاء.. إصابة امين عام نقابة الصحفيين ومقربين منه برصاص مسلحين    البنك المركزي اليمني يكشف ممارسات حوثية تدميرية للقطاع المصرفي مميز    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34789 شهيدا و78204 جرحى    قيادات حوثية تتصدر قائمة التجار الوحيدين لاستيرات مبيدات ممنوعة    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    الاتحاد الأوروبي يخصص 125 مليون يورو لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مميز    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    تنديد حكومي بجرائم المليشيا بحق أهالي "الدقاونة" بالحديدة وتقاعس بعثة الأمم المتحدة    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    مليشيا الحوثي توقف مستحقات 80 عاملا بصندوق النظافة بإب بهدف السطو عليها    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    تهامة.. والطائفيون القتلة!    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الراشد: التحديات التي تواجه دول العالم العربي كثيرة ومتعددة بسبب الظلم والفساد وغياب العدالة الاجتماعية
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 06 - 2012

شبابنا هم الركيزة الأساسية والطاقة الكبرى المحركة لعملية التنمية في الوطن العربي
* مطالبون بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لتخفيف حدة آلام ومعاناة النازحين السوريين
* الثورات العربية لن تأتي بخير على شعوبها ما لم تحقق تغييراً إيجابياً يوطد الديموقراطية ويرفع مستوى المعيشة
* الشعوب التي أهلكت طغاة وقوى فاسدة لن ترضى بطغاة جدد ولن ترضى سوى بالتحول إلى عهد جديد تسوده العدالة والتغيير إلى الأفضل
* أدعو مختلف مكونات الشعب الفلسطيني لتوحيد الكلمة والصف الداخلي وإرساء دعائم المصالحة الوطنية
* أتمنى من الأنظمة الحاكمة الجديدة أن تسعى لرسم خارطة طريق تليق بتاريخ شعوبها ومكانتها بين الدول
* مسيرة السلام في الشرق الأوسط مازالت دون حل بسبب صلف وتعنت إسرائيل وانتهاكها جميع الأعراف والقوانين الدولية
خالد الشمري
تفضل صاحب السمو الأمير وشمل برعايته وحضوره أمس بداية أنشطة افتتاح مؤتمر الاتحاد البرلماني التاسع عشر الذي تستضيفه الكويت في الفترة من 9 الى 10 الجاري، وقد ألقى رئيس المؤتمر رئيس مجلس الأمة علي الراشد كلمة في الافتتاح أكد فيها ان التحديات التي تواجه دول العالم العربي كثيرة ومتعددة بسبب الفساد والظلم وغياب العدالة الاجتماعية مما مهد لقيام ما سمي بثورات الربيع العربي، مضيفا ان تلك الثورات لن تأتي بخير على شعوبها وجيرانها في المنطقة وجاء نص كلمة الراشد كالتالي:
«انها لمناسبة سارة ان تحتضن الكويت اجتماعات المؤتمر التاسع عشر للاتحاد البرلماني العربي، وأغتنم الفرصة لأرفع أسمى آيات الشكر والتقدير الى مقام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على تفضله بالحضور ورعايته السامية لأعمال وأنشطة هذا المؤتمر، والذي نأمل بإذن الله تعالى ان يحقق النجاح.
وانه ليسعدنا جميعا ان نستقبل رؤساء البرلمانات وأعضاء الوفود والمنظمات البرلمانية العربية اخوة أعزاء وضيوفا كراما على أرض الكويت متمنين لكم جميعا طيب الاقامة في بلدكم الثاني الكويت، وسائلين المولى عز وجل ان يوفقنا جميعا لتحقيق ما فيه خير أمتنا وازدهارها».
وقال الراشد في كلمته: «ان التحديات التي تواجه دول العالم العربي اليوم كثيرة ومتعددة بسبب الفساد والظلم وغياب العدالة الاجتماعية وعدم توافر فرص العمل خاصة للشباب مما مهد الأرضية الشعبية لقيام ما سمي بثورات الربيع العربي، ولاتزال تلك التداعيات تعصف ببلداننا العربية وسط موجة من التوتر المتصاعد والمؤثر بلاشك على جميع دول الإقليم.
وعلينا ان نعي ان تلك الثورات لن تأتي بخير على شعوبها وجيرانها في المنطقة ما لم تحقق تغييرا ايجابيا يساهم بتوطيد الديموقراطية ورفع المستوى المعيشي والاقتصادي للشعوب مقابل الحفاظ على حقوق الانسان ورفض التمييز بين المواطنين، كما ان الشعوب التي اهلكت طغاة وقوى فاسدة لن ترضى بطغاة جدد ولن ترضى سوى بالتحول الى عهد جديد تسوده العدالة والتغيير الى الأفضل، وأتمنى من الأنظمة الحاكمة الجديدة ان تسعى لرسم خارطة طريق تليق بتاريخ شعوبها ومكانتها بين الدول.
وعلينا أن نسهم في اطار عملنا في المنظمات البرلمانية الاقليمية والدولية في بذل كل الجهود للعمل على وقف النزاعات المسلحة في العالم والدعوة الى المصالحة والسلم، وأتمنى علينا جميعا كبرلمانيين عرب ان نتحمل مسؤوليتنا الانسانية والوطنية في تفهم المطالبات الشعبية في ذات الوقت الذي يجب ان نسعى فيه الى التهدئة والعقلانية واستخدام الحكمة لا العنف، فنقطع الطريق على كل مفسد وعابث بأمن أمتنا وشعبها.
ولاشك لدينا بأن التحول الى نهج الديموقراطية ليس بالمهمة اليسيرة وذلك لأن هذا الانتقال يتطلب تحولات وتغيرات جذرية اجتماعية واقتصادية وسياسية تعيد بناء المجتمع ومكوناته، لذا فإننا من هذا المنبر البرلماني نشارك كل مواطن عربي مخلص في تطلعاته وأمنياته لأن تختلج في طياتها تطورات ايجابية توازي التضحيات الشعبية من أجل نجاح عملية التحول واستقرارها».
وأشار الراشد الى انه «على الرغم من مرور ما يزيد على النصف قرن على مأساة الأشقاء في فلسطين الا ان مسيرة السلام في الشرق الأوسط مازالت دون حل بسبب صلف وتعنت اسرائيل واصرارها على انتهاك جميع الأعراف والقوانين الدولية وهمجيتها في التوسع الاستيطاني غير المشروع على حساب الأراضي الفلسطينية الشريفة.
ولعل تباشير النجاح التي حققتها القضية الفلسطينية بحصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة يحتم علينا الى جانب مباركتنا وفرحتنا بهذه الخطوة الاستمرار بمطالبة اللجنة الرباعية الدولية ومجلس الأمن الدولي لتحمل تبعيات مسؤولياته بالضغط على اسرائيل لحملها على الاسراع بقبول القرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.
كما لا يفوتني من هذا المنطلق دعوة مختلف مكونات الشعب الفلسطيني لتوحيد الكلمة والصف الداخلي وارساء دعائم المصالحة الوطنية وكلنا لعلى يقين ان ذلك سيزيد من صلابة القضية الفلسطينية الراسخة وقوة الحراك الفلسطيني المناضل».
وزاد الراشد: «يعقد مؤتمرنا اليوم والكارثة الانسانية في سورية الشقيقة تشهد تصعيدا داميا متواصلا، فأعداد القتلى تتضاعف كل يوم، والدمار أصبح عنوانا لجميع الأحياء في سورية دون تمييز، وان التقارير المفزعة والحقائق الموثقة التي تنقلها الوكالات الدولية المتخصصة تدعونا الى الخوف على مستقبل وأمن سورية ووحدة ترابها وشعبها الشقيق، بل وعلى أمن واستقرار المنطقة بأكملها، لذا فقد بات لزاما علينا العمل بجد للانتقال الى مرحلة أكثر فاعلية من آليات التحرك في الضغط على المجتمع الدولي لوضع حد لهذه المأساة الدامية دون ابطاء او تخاذل».
وتابع الراشد بقوله: «كما اننا مطالبون اليوم أمام النزوح المتزايد لأبناء الشعب السوري الشقيق الى ملاجئ الدول المجاورة الى المسارعة بالعمل على مضاعفة الجهد في تقديم المزيد من المساعدات الانسانية التي من شأنها التخفيف من حدة آلام ومعاناة هؤلاء النازحين، ومن هذا المنطلق السامي جاءت استضافة الكويت المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية في يناير الماضي برعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ليؤكد للعالم أجمع مساندة ودعم الكويت للشعب السوري الشقيق في محنته ومعاناته، مبتهلين الى المولى تعالى ان يمن عليهم بفضله بسرعة انهاء تلك الكارثة الانسانية لتعود سورية الشقيقة آمنة مطمئنة تنعم بوافر من الاستقرار والرخاء من جديد.
كما أنني أطالب من هذا المنطلق اخواني واخواتي في البرلمانات العربية بحث حكوماتهم على دفع الالتزامات التي تعهدوا بها في مؤتمر المانحين، وذلك للحاجة الشديدة التي يطلبها اخواننا من النازحين السوريين في البلاد المجاورة.
وأود ان أشيد بالموقف الشجاع للمجموعة العربية في المؤتمر الدولي الأخير الذي عقد في جمهورية الاكوادور بدعم البند الاضافي الطارئ والمقدم من الاخوة الأشقاء في البرلمان الأردني بخصوص عون النازحين السوريين».
وبيّن الراشد ان «عالمنا العربي قد شهد في مراحل عديدة دعوات اصلاحية تنموية شاملة تستجيب لمتطلبات العصر الحديث وتلبي تطلعات المواطن العربي وطموحاته وأمانيه، واننا مدعوون اليوم أكثر من قبل الى التركيز على مجال العمل التنموي والاقتصادي، وسن القوانين اللازمة لتحفيز التجارة البينية العربية، وكذلك تشجيع وحماية الاستثمار العربي، للمساهمة في خلق اقتصادات قوية ومتينة يكون قوامها القدرة على مواجهة تحديات المستقبل».
وأكد ان «شبابنا هم الركيزة الأساسية والطاقة الكبرى المحركة لعملية التنمية في الوطن العربي، وان الاهتمام بهم واحتواء تطلعاتهم وأمانيهم سيكون له بالغ الأثر في دفع عجلة التقدم الى الأمام، وبناء على هذا اليقين والاعتقاد الراسخ أطلقت الكويت مبادرتها الخاصة بإنشاء صندوق لدعم مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي، وبفضل ومنة من الله عز وجل ثم دعم ومساهمة خمس عشرة دولة فقد تم تفعيل ذلك الصندوق وتوفير ما يناهز 60% من رأسماله البالغ ملياري دولار، وذلك كدلالة واضحة على رغبتنا المشتركة في توفير الدعم للمشاريع الصغيرة التي يضطلع بها قطاع الشباب في وطننا العربي، ايمانا منا بدورهم الفاعل في تحقيق التطور والتنمية لأوطاننا».
وقال: «وقد أدركت الكويت منذ سالف عهدها أهمية الاستثمار في مجال التربية ورعاية الطفولة المبكرة، وان الدستور الكويتي قد شدد على رعاية الدولة للنشء وحمايته من الاستغلال ووقايته من الاهمال الأدبي والجسماني والروحاني ولانزال نسعى الى سن المزيد من القوانين التي تعمل على رعاية وحماية حقوق الأطفال والشباب، وان الجهود التي تبذلها كل من المؤسسات الحكومية والتشريعية ومؤسسات المجتمع المدني انما تدل على الحرص الذي تبديه الدولة دائما لحماية ورعاية النشء في بيئة آمنة وسليمة تضمن لهم العيش في كنف حياة كريمة ايمانا من قيادتنا الحكيمة بأن جيل المستقبل الذي نعوّل عليه في البناء والتعمير انما هم شباب اليوم الذين يستحقون منا كل رعاية واهتمام».
وأوضح الراشد ان «الاهتمام بقضايا المرأة ومشاركتها في تنمية المجتمع يأتي باعتبارها الركيزة الأساسية لبناء الثروة البشرية، فكان لزاما علينا النهوض باسهامات المرأة والأخذ بتطلعاتها وتنويع مجالات العمل أمامها لمنحها قاعدة أكبر للبذل والعطاء، ومن هذا المنطلق كانت المشاركة الايجابية الجادة والدؤوبة للمرأة الكويتية في العملية التنموية بجميع جوانبها والتي بلغت أسمى مراحلها وتقلدها المناصب التنفيذية والقيادية في الدولة ومشاركتها الفعالة والاسهام في العملية التشريعية، وأود في هذا الصدد أن أبارك للقيادة السعودية خطوتها الرائدة بتعيين ثلاثين سيدة في مجلس الشورى السعودي، وهي الخطوة التي تعكس اهتمام القيادة في المملكة العربية السعودية الشقيقة بدور المرأة والعمل على تعزيز مكانتها».
واختتم الراشد كلمته بقوله: «أود أن أزجي شكري وأعرب عن بالغ تقديري لجميع الاخوة رؤساء البرلمانات ورؤساء وأعضاء الوفود والمنظمات البرلمانية العربية لتلبيتهم الدعوة ومشاركتهم في أنشطة هذا المؤتمر سائلين المولى جل وعلا ان يعيننا ويوفقنا ويسدد من خطانا لتحقيق كل ما نتطلع اليه جميعا ونعمل من أجله من أهداف مرجوة ومقاصد تعزز أمن دولنا ورخاء شعوبنا».
الراضي: الكويت رائدة في تدشين الحياة البرلمانية والمسيرة الديموقراطية
من جانبه، ألقى رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبدالواحد الراضي كلمة في افتتاح المؤتمر أكد فيها أن الكويت رائدة في تدشين الحياة البرلمانية والمسيرة الديموقراطية في هذا الجزء من الوطن العربي.
ونصت كلمة الراضي على الآتي:
«باسم الاتحاد البرلماني الدولي، الذي أتشرف برئاسته أعرب عن سعادتي بالمشاركة في أعمال المؤتمر التاسع عشر للاتحاد البرلماني العربي هنا على أرض الكويت التي كانت رائدة في تدشين الحياة البرلمانية والمسيرة الديموقراطية في هذا الجزء من الوطن العربي. واسمحوا لي، بهذه المناسبة ان أعرب عن خالص الشكر والامتنان الى الكويت، أميرا وبرلمانا وشعبا وحكومة، والى الاتحاد البرلماني العربي، ورئيسه السيد علي الراشد، وأمينه العام على الدعوة الكريمة التي وجهت الى الاتحاد البرلماني الدولي لحضور اجتماعات مؤتمركم الدوري هذا، والتي أتاحت لنا فرصة المشاركة واللقاء بهذا الجمع الكريم من السادة رؤساء وأعضاء البرلمانات والمجالس العربية.
ويسرني أن أشير الى أن علاقة جيدة تقوم بين الاتحاد البرلماني الدولي والاتحاد البرلماني العربي منذ عقود وتلعب المجموعة العربية دورا متميزا في تنسيق مواقف البرلمانات والمجالس العربية فيما يخدم قضايا التعاون البناء والإسهام في نشاط الاتحاد البرلماني الدولي الموجه أساسا نحو تعزيز السلم والأمن الدوليين وترسيخ الديموقراطية على نطاق العالم.
وأضاف الراضي: ويضع الاتحاد البرلماني الدولي، من جهة أخرى، خبرته رهن الاتحاد البرلماني العربي والبرلمانات الاعضاء فيه، خاصة في مجال مواكبة التطورات والتجارب البرلمانية على الصعيد الدولي. وخلال العام الماضي أرسل الاتحاد البرلماني الدولي الى مصر بعثة خبراء للمساعدة في تنقيح قانون ينظم الانتخابات البرلمانية التي ستجري خلال الاشهر القليلة المقبلة.
كما وقع الاتحاد في أواخر العام الماضي اتفاقية مع المؤتمر الوطني العام الليبي لضمان انتقال سلس للديموقراطية وتشكيل برلمان جديد في ليبيا ما بعد الثورة. كما تنص الاتفاقية على تقديم المشورة في عملية صياغة دستور جديد للبلاد.
وأشار الى تطورات ايجابية كبيرة شهدتها المسيرة البرلمانية العربية أخيرا، ويدل عليها انتظام الانتخابات البرلمانية، وتوجيه اهتمام أكبر لموضوع تمكين المرأة وازدياد عدد النساء البرلمانيات، لاسيما في الجزائر والمغرب والسودان والسعودية والأردن وغيرها، وكذلك ازدياد تمثيل المرأة في الوفود العربية الى اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي.
وقال رئيس الاتحاد البرلماني الدولي: ينعقد مؤتمركم التاسع عشر في ظروف دولية وإقليمية بالغة الدقة. فعلى الصعيد العالمي تجتاح العديد من البلدان أزمات مالية تهدد بانهيار اقتصادياتها، ومنها دول أوروبية وآسيوية وأفريقية تعيش تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية الاخيرة، ولاتزال تطرح تحديات كبيرة أمام الدول والمؤسسات الدولية المختلفة، هذا عدا تصاعد موجة الارهاب في عدد من المناطق، ما يهدد استقرارها الأمني والتنموي ومسيرتها الديموقراطية، وعلى صعيد المنطقة العربية تواجه ثورات الربيع العربي مخاطر جدية تقف حائلا دون تحقيق الاهداف التي ثارت الشعوب من أجلها وهذه المخاطر ناجمة عن عوامل موضوعية وأخرى ذاتية تتمثل أساسا في اختلاف أجندات القوى التي حملت ألوية الثورات، وفي ردود أفعال القوى القديمة التي أزاحتها الثورات عن سدة الحكم، وكذلك في محاولات الاحتواء الخارجي. وهذا الواقع يطرح تحديات سياسية، واقتصادية واجتماعية كبيرة أمام هذه الثورات نأمل أن تنجح في مواجهتها على نحو إيجابي.
وتابع: وفي هذا السياق يساورنا قلق شديد لما يجري من أحداث دامية في سورية أدت الى وقوع عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين وتدمير المدن والقرى والبنى التحتية التي اضطرت عدة ملايين الى النزوح داخل البلاد أو الهجرة الى دول الجوار. ومما يؤسف له أن الجهود العربية والدولية لم تتمكن حتى الآن من التوصل الى حل يضع حدا للمأساة التي يعيشها الشعب السوري، والذي تشير جميع المعطيات الى أنه لابد أن يكون حلا سياسيا يتم التوصل اليه عن طريق الحوار بين جميع أطراف النزاع.
وقال الراضي: فلسطينيا، حققت القضية تطورا مهما بمنح الأمم المتحدة فلسطين صفة عضو مراقب بأكثرية 138 صوتا، الامر الذي يعتبر اعترافا دوليا صريحا بحقوق الشعب الفلسطيني، لاسيما حقه في العيش في اطار دولة مستقلة ذات سيادة. وأعتقد أن استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في الظروف المستجدة يعتبر خطوة مهمة على طريق تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني. ولسوف يدعم الاتحاد البرلماني الدولي جميع المبادرات التي تخدم تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط.
وأكد أن العالم يشهد منذ سنوات تعزيزا متواصلا لدور المؤسسات التمثيلية، وفي مقدمتها البرلمانات. وتشير التطورات الى أن البرلمانات قادرة على تشكيل عالم جديد أفضل من خلال سن القوانين وتعزيز التعاون بين الشعوب، فالبرلمان هو محور العملية الديموقراطية. وبوصفه مؤسسة تمثل إرادة الشعب لتحقيق الحكم الرشيد والتنمية والعدالة الاجتماعية، فإن البرلمان مطالب باتخاذ كل الاجراءات التي تؤدي الى تلبية هذه الارادة، وعليه فيجب علينا، في الوطن العربي، ان نستخلص الدروس مما يجري في العالم لكي نتجنب الهفوات، ونمضي قدما في الاصلاحات والعصرنة المتحكم فيها.
وقال انه قبل أسبوعين اختتمت في مدينة كيتو بالاكوادور أعمال الجمعية 128 للاتحاد البرلماني الدولي، وعلى مدى ستة أيام ناقشت الوفود المشاركة قضايا بالغة الاهمية بالنسبة لمستقبل العملية الديموقراطية في العالم أجمع، من بينها: التنمية الهادفة، دور البرلمان في حماية المدنيين، آليات التمويل المبتكرة للتنمية المستدامة، واستخدام وسائل الإعلام لتعزيز مشاركة المواطنين، فضلا عن تنظيم ورشات عمل نوقشت فيها حقوق الاطفال المعاقين ورؤية جديدة للتنمية. كما نظم على هامش الجمعية اجتماع خاص للبرلمانيين الشباب الذين يمثل نشاطهم حركة واعدة تتجذر، يوما بعد يوم، داخل الاتحاد البرلماني الدولي. وعقدت النساء البرلمانيات اجتماعات خاصة لمناقشة قضايا تمكين المرأة، ووضع الأسس لمراعاة المسائل الخاصة بالنوع الاجتماعي في عمل البرلمانات، الى جانب بحث العلاقات القائمة بين الامم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي، وهي علاقة يوليها الاتحاد أهمية كبيرة، وهي في تطور متواصل.
وبين أن جدول أعمال مؤتمركم يتضمن قضايا مهمة: سياسية وبرلمانية واجتماعية وتنظيمية، ويسرني أن ألحظ أن للعلاقة مع الاتحاد البرلماني الدولي موقعا بارزا في هذا المؤتمر، وهذا من شأنه أن يدفع التعاون فيما بيننا الى آفاق أرحب، وانني على ثقة بأن هذا الجمع المتميز من البرلمانيين الأكفاء سيتمكن من مناقشة جميع القضايا المطروحة أمام المؤتمر بروح عالية من المسؤولية والخروج بالنتائج التي تخدم مصالح الشعوب العربية في جميع المجالات.
واختتم كلمته بقوله: أتمنى لكم النجاح والتوفيق، وللعلاقة بين الاتحاد البرلماني الدولي والاتحاد البرلماني العربي التواصل والتطور على المستويات كافة».
بوشكوج: الربيع العربي لاتزال إرهاصاته تنتشر من مغرب الوطن العربي إلى مشرقه
من جهته، ألقى الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج كلمة قال فيها ان المؤتمر ينعقد في ظروف بالغة الدقة والخطورة بالنسبة لبلداننا وشعوبنا، مشيرا الى ان الربيع العربي لاتزال ارهاصاته تتسع وتنتشر من مغرب الوطن العربي الى مشرقه، وفيما يلي نص كلمة بوشكوج: «للسنة الثانية على التوالي يلتئم جمعنا على أرض الكويت الشقيقة ففي بداية ربيع عام 2012 التقينا هنا في اطار المؤتمر الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي، وفي ربيع هذا العام نلتقي هنا أيضا في رحاب المؤتمر التاسع عشر للاتحاد، وبين المؤتمرين مسيرة عام كامل، حافلة بالأحداث، عامرة بالنشاط والمهمات التي نسعى من خلالها الى تحقيق طموحات شعوبنا وآمال أمتنا في مستقبل مشرق على طريق التقدم والديموقراطية والتنمية والتضامن، فإلى الكويت التي حرصت على انعقاد مؤتمرنا في توقيته الطبيعي، الى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي يقود سفينة هذا البلد الشقيق الى شاطئ الأمان، محققا الكثير من المنجزات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والديموقراطية، وخصوصا البرلمانية التي للكويت فيها قصب السبق والعراقة، وإلى مجلس الأمة الكويتي ورئيسه الأخ علي الراشد، الذي نتمنى له كل التوفيق والنجاح في مهمته الجليلة، وإلى الشعب الكويتي والحكومة الكويتية نتوجه بأسمى آيات الشكر والامتنان، متمنين لهم جميعا التقدم والنجاح على كل ما أحاطونا به من ود وحرارة استقبال وحسن وفادة وعلى ما قدموه لنا من عون وتسهيلات لإنجاح مقاصدنا النبيلة».
وأضاف بوشكوج: «ينعقد مؤتمرنا التاسع عشر في ظروف بالغة الدقة والخطورة بالنسبة لبلداننا وشعوبنا، فالربيع العربي الذي بدأ مبكرا منذ عامين ونيّف لاتزال ارهاصاته تتسع وتنتشر من مغرب الوطن العربي الى مشرقه، ولاتزال هتافات الجماهير الحاشدة ونداءاتها المطالبة بالحرية والديموقراطية واقامة دولة المؤسسات واحترام القانون، ومكافحة البطالة والفقر، واجتثاث القمع والفساد من قاموس الحكم في البلدان العربية هذه النداءات لاتزال تتعالى، مؤكدة استعداد مطلقيها لمتابعة المسيرة حتى تتحقق لانتفاضاتهم أهدافها، وإذا كانت هذه الانتفاضات قد نجحت في بعض البلدان العربية بإحداث تغير في هرم الأنظمة القديمة، وأزاحت من السلطة العناصر والقوى المسؤولة عن كل المظالم التي عاشتها الشعوب خلال العقود الماضية، فإن الطريق لايزال أمامها طويلا لتحقيق ما أرادته لأنها تواجه تحديات كثيرة وخطيرة تحاول كبح تقدمها، وعليها الانتصار في مواجهة هذه التحديات».
وزاد: «نقول هذا وعيوننا شاخصة الى سورية، وما يجري فيها من صراع دموي عنيف يحرق الأخضر واليابس، ويوقع يوميا عشرات القتلى ومئات المصابين من المدنيين الأبرياء، فضلا عن التدمير الهائل الذي يطول كل معالم الحياة، والمؤسف ان جميع الجهود العربية والدولية التي بذلت حتى الآن لم تسفر عن وقف حمامات الدم، اننا ندعو من على هذا المنبر ان تتواصل الجهود العربية والإقليمية والدولية وتطرح مبادرة سلام لوقف الصراع الدامي في احد أهم معاقل الحضارة العربية والإسلامية، مبادرة تجمع الأطراف المتصارعة في جلسات حوار مثمر للخروج من المأزق الخطير والمصير المظلم الذي يتهدد البلد الشقيق في وحدته الترابية والسكانية».
وقال بوشكوج: «انه وفي وسط الظلام المحدق ببلداننا من كل جانب تقريبا تسطع نجمة مضيئة تتمثل في الانجاز الذي حققته القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي بمنح فلسطين صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، وأهمية هذا الانجاز تتمثل في انه يؤسس لمرحلة جديدة في النضال الفلسطيني وينبغي استثماره والبناء عليه، ومن الطبيعي ان تكون الخطوة الأولى في استثمار هذا الانجاز هي تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وتوحيد جميع فصائل الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني، ولعل أخطر ما تواجهه البلدان العربية في المرحلة الراهنة هو عجز النظام الغربي الرسمي عن معالجة أمراضه ومواجهة الأخطار التي تهدد أطرافه، وفي مقدمة الأخطار المحدقة بنا غياب التضامن العربي، والإرهاب الذي يزداد شراسة وامتدادا مهددا الاستقرار الداخلي في العديد من بلداننا، هذا فضلا عن تفاقم الأوضاع المعيشية لأكثرية السكان السكان في معظم البلدان العربية».
وقال: «ان المؤتمر التاسع عشر الذي يبدأ أعماله اليوم (أمس) يشكل محطة بارزة في حياة اتحادنا، سواء من حيث ما سيعالجه من قضايا وما يعتمده من برامج، أو من حيث القاء نظرة تقييمه على مسيرته خلال العام الماضي من خلال تقارير الأمانة العامة ومناقشات الأعضاء».
وزاد: «واننا نتطلع بكل التفاؤل الى نتائج هذا المؤتمر الذي تشارك فيه نخبة متميزة من الاخوة البرلمانيين الذين يتمتعون بالخبرة والكفاءة وترقية دور البرلمانات بوصفها مؤسسات تمثل ارادة الشعوب وطموحاتها، وفي تعزيز المسيرة الديموقراطية وترسيخ ثقافة حقوق الانسان وممارساتها في بلداننا».
واختتم كلمته بقوله: «مما يسعدنا في هذا المؤتمر مشاركة ممثلي عدد من المنظمات الشقيقة والصديقة الذين لبوا دعوتنا لحضور أعمال المؤتمر، فباسمكم جميعا أرحب بهؤلاء الاخوة والأصدقاء الذين ستعزز مشاركتهم الروابط المشتركة القائمة بين اتحادنا ومنظماتهم».
الشامسي: البرلمان العربي يدعو إلى وقف أعمال العنف والقتل بحق الشعب السوري
من جانبه، ألقى رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان الشامسي كلمة في افتتاح المؤتمر قال في نصها: «يطيب لي بداية، ان اتقدم الى صاحب المعالي الاخ علي فهد الراشد رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس الامة بالكويت، بخالص الشكر والتقدير، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، والى الامانة العامة للاتحاد البرلماني العربي ممثلة بسعادة الامين العام على حسن التنظيم والاعداد الجيد لأعمال هذا المؤتمر».
«انه لمن دواعي سرورنا حضور البرلمان العربي، افتتاح اعمال المؤتمر التاسع عشر العادي للاتحاد، الذي يعقد باستضافة كريمة في الكويت الموقرة، تحت الرعاية السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت».
وزاد: «ان البرلمان العربي منذ نشأته في عام 2005، اولى الكثير من الاهتمام للمشاكل التي تعاني منها امتنا العربية، وها هو يأخذ دوره اليوم بين المنظمات العالمية، بعد ان تم اقرار نظامه الاساسي، وانتقل من مرحلته الانتقالية الى مرحلته الدائمة، بقيامه كبرلمان يمثل الامة العربية قاطبة، عازما على تحقيق اهداف هذه الامة العظيمة، وفي مقدمتها، توسيع مشاركة الشعوب العربية في الحياة السياسية، والتأكيد على احترام حقوق الانسان، وحرية التعبير، واحترام القانون، والعمل على توحيد التشريعات العربية في المجالات كافة».
وقال انه مع انطلاق البرلمان العربي، فإننا حريصون كل الحرص على مد جسور التعاون وتعزيز العلاقات بين البرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي وجميع البرلمانات الوطنية، وان تكون البرلمانات العربية سندا ودعما قويا للبرلمان العربي، لمساعدته على النهوض برسالته السامية التي انشئ من اجلها، هادفين الى تحقيق الآمال المنشودة للامة العربية، وتوحيد وتوافق مواقفنا مع تطلعات شعوبنا العربية، وبإذن الله تعالى ستكون لنا زيارات الى البرلمانات الوطنية لتحقيق هذه الغاية، وسنوطد هذه العلاقات باتفاقيات تفاهم مشتركة، بما يكفل المزيد من التواصل والتفاهم، من اجل تحقيق مصالح امتنا العربية.
واشار الى ان عقد البرلمان العربي يكاد ان يكتمل، حيث انضمت موريتانيا مؤخرا للبرلمان، بعد تسمية اعضائها فيه، وحضورهم اعماله، وليبيا في طريقها لتسمية اعضائها، وانني باسمي وباسم اخواني اعضاء البرلمان العربي، نأمل من مجلس النواب اللبناني ممثلا في دولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب، العودة الى صفوف اخوانه واشقائه بالبرلمان العربي، وامنياتنا القلبية بان يسمي اعضاءه في اقرب فرصة ممكنة، حرصا على تمثيل شعبنا الشقيق في الجمهورية اللبنانية في البرلمان العربي، وبذلك يكتمل هذا العقد.
واضاف: لقد شهدت بعض دولنا العربية خلال العامين الماضيين، ثورات الربيع العربي، والتي نأمل ان تحقق تطلعات شعوبها في العيش في حرية وكرامة وعدالة اجتماعية، واننا في البرلمان العربي ندعو الى وقف اعمال العنف والقتل التي تجري كل يوم بحق شعبنا السوري الشقيق، مؤكدين دعمنا التام لاي جهد عربي او دولي، يجنب الشعب السوري المزيد من اراقة الدماء، ويحقق آماله وتطلعاته المشروعة ويكفل الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال سورية.
وزاد: ونقدم التهاني لدولة فلسطين، بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة بمنحها صفة الدولة المراقبة في الامم المتحدة، هذا القرار الذي يشكل خطوة مهمة على طريق تحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني في اقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وندعو مجلس الشورى الايراني الى حث قيادته لانهاء احتلال ايران للجزر العربية التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، وايجاد حل سلمي يقوم على المفاوضات الثنائية وذلك وفق جدول زمني محدد، او اللجوء الى محكمة العدل الدولية، والالتزام بمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية في المنطقة، والتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة النووية والجلوس على طاولة مفاوضات 5 + 1 واحترام حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، كما انني ادعو اصحاب المعالي والسعادة الى حث حكوماتهم على تقديم الدعم المادي والمعنوي لمساندة الشقيقتين الصومال وجزر القمر المتحدة، ونثمن عاليا قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية، بتعيين 30 امرأة في مجلس الشورى السعودي تأكيدا لدور المرأة في المشاركة السياسية، ونحيي مبادرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين الى اطلاق حوار وطني شامل لكل مكونات المجتمع البحريني وبما يؤدي الى تعزيز المشاركة الديموقراطية والحكم الرشيد.
ونشيد بقرار فخامة رئيس جمهورية السودان بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في البلاد، ودعوة فخامته لجميع القوى السياسية الى اجراء حوار وطني شامل، والمشاركة في صياغة دستور السودان الجديد، ومعالجة جميع القضايا.
ونشيد بالانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا في جيبوتي والتي اتسمت بالنزاهة والشفافية.
ونرحب بانطلاق الحوار الوطني الشامل الذي شهدته اليمن هذا الشهر تحت رعاية فخامة الرئيس عبد رب منصور هادي رئيس الجمهورية، والذي يهدف الى تحقيق التوافق الوطني بين ابناء الشعب اليمني، وبناء الدولة الديموقراطية الحديثة.
ونناشد الشعب الليبي ضبط النفس والتريث واعطاء حكومته الفرصة لاداء مهامها وبناء الوطن.
وقال الشامسي: نجتمع اليوم وامتنا العربية تواجه العديد من المخاطر والتحديات، الامر الذي يستدعي من الجميع التضامن والتكاتف وتحمل الالتزامات بعضهم ازاء البعض وازاء قضاياهم المشتركة وازاء الامن القومي العربي في عمومه.
وزاد: ان الظروف الحالية التي تعيشها امتنا العربية، تفرض على البرلمان العربي مزيدا من المسؤوليات، التي تتطلب تعاون ودعم الجميع، لمساعدته على تعزيز دوره، واتاحة الفرصة لهذا البرلمان الوليد ليمارس الدور الملقى على عاتقه، والنهوض بالرسالة السامية التي يحملها، باعتباره قيمة مضافة لمنظومة العمل العربي المشترك ورافدا شعبيا وديموقراطيا من روافده.
وبين: ان البرلمان العربي يفتح الباب امام جميع نوابه البرلمانيين، لطرح آرائهم في مختلف القضايا العربية، ومناقشة المشاكل والسياسات، وبلورة القرارات، باعتبارها اساسا للتطور الديموقراطي، والعمل على مد جسور العلاقات الدولية على اسس راسخة من الدعم الشعبي لمضامينها، والتفهم بأسسها وقوانينها، وبما يمكن حركة القوى السياسية في المجتمعات العربية من تحقيق التفاعل بين مواقفها والتنوع بالآراء والحوار في شأن القضايا المشتركة بين ممثلي الامة العربية كلها.
وأضاف: ويدعو البرلمان الى التعامل الجاد مع مختلف القضايا الجوهرية في المنطقة، وايجاد الحلول لها باعتبار ان التسوية العادلة لهذه القضايا من شأنه ان يعزز الاحساس بالسلم والامن، كما ويدعم الجهود الرامية للتغلب على التحديات الماثلة ويعزز من مسيرة البناء والممارسة الديموقراطية.
واختتم كلمته قائلا: «فإننا على ثقة تامة بان يتوصل مؤتمركم الى مجموعة من القرارات المهمة التي تصب في المصلحة العليا لامتنا العربية».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.