أكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الامة علي الراشد ان التحديات التي تواجه العالم العربي كثيرة ومتعددة. وأضاف في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر التاسع عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي جرى أمس تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد ان تلك التحديات جاءت بسبب الفساد والظلم وغياب العدالة الاجتماعية وعدم توافر فرص العمل للشباب، وهو ما مهد لقيام ما سمي بثورات الربيع العربي، وأوضح ان تداعيات تلك الثورات لاتزال تعصف بالدول العربية وسط موجة من التوتر المتصاعد والمؤثر على دول الاقليم كافة. الراشد، أكد ان تلك الثورات لن تأتي بخير على الشعوب العربية ما لم تحقق تغييرا ايجابيا يسهم في توطيد الديموقراطية ورفع المستوى المعيشي والاقتصادي للشعوب مقابل الحفاظ على حقوق الانسان ورفض التمييز بين المواطنين. وشدد الراشد على ان الشعوب التي أهلكت طغاة وقوى فساد لن ترضى بطغاة جدد ولن تقبل الا بالتحول الى عهد جديد تسوده العدالة والتغيير نحو الافضل. واعتبر الراشد ان التحول الى الديموقراطية ليس بالمهمة اليسيرة، مشيرا الى ان ذلك يتطلب تحولات وتغيرات جذرية اجتماعية واقتصادية وسياسية. وفي سياق آخر، أعرب الراشد عن بالغ القلق ازاء الكارثة الانسانية في سورية التي تشهد تصاعدا داميا ومتواصلا، مشيرا الى ان اعداد القتلى تتضاعف كل يوم والدمار أصبح عنوانا لكل الاحياء في سورية، وشدد على ان التقارير المفزعة عن الوضع في سورية تبعث على الخوف على مستقبل وأمن سورية ووحدة ترابها وشعبها وعلى أمن واستقرار المنطقة بكاملها. ودعا الراشد الى ضرورة الانتقال الى مرحلة أكثر فاعلية للضغط على المجتمع الدولي من أجل وضع حد لهذه المأساة الدامية. وفي موضوع آخر، دعا الراشد الى ضرورة التركيز على مجال العمل التنموي والاقتصادي وسن القوانين اللازمة لتحفيز التجارة العربية وتشجيع وحماية الاستثمارات العربية للمساهمة في خلق اقتصاديات قوية يكون قوامها القدرة على مواجهة تحديات المستقبل. وبيّن الراشد ان الكويت ومن منطلق ايمانها بهذا الاعتقاد الراسخ فقد أطلقت مبادرتها الخاصة بانشاء صندوق لدعم المشاريع الخاصة الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي بدعم ومساهمة من 15 دولة، ما ساعد في تفعيل دور الصندوق وتوفير 60 في المئة من رأسماله. من جانبه، اعتبر الامين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج ان المؤتمر يعقد في ظروف بالغة الدقة والخطورة تمر بها الامة العربية. وأضاف في كلمة خلال الحفل ان الربيع العربي لاتزال ارهاصاته تتسع وتنتشر وسط هتافات ونداءات تطالب بالحرية والديموقراطية. وبيّن بوشكوج ان مطالبات الشعوب باقامة دولة المؤسسات واحترام القانون ومكافحة البطالة والقمع والفساد في البلدان العربية لاتزال تتعالى بغية تحقيق أهداف انتفاضة تلك الشعوب التي نجحت في احداث تغيير في هرم الانظمة القديمة وفي ازاحة المظالم التي عاشتها الشعوب خلال العقود الماضية. وأشاد بوشكوج بالانجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والديموقراطية في الكويت بقيادة سمو الامير الذي يقود سفينة هذا البلد الشقيق الى بر الامان. وفي الاطار نفسه، أثنى رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبدالواحد الراضي على العلاقة الجيدة التي تربط الاتحادين الدولي والعربي منذ عقود. وقال في كلمته ان المجموعة العربية في الاتحاد الدولي تلعب دورا متميزا في تنسيق مواقف البرلمانات والمجالس العربية. وذكر ان مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي ينعقد في ظروف دولية واقليمية بالغة الدقة حيث على الصعيد العالمي تجتاح العديد من البلدان أزمات مالية تهدد بانهيار اقتصاداتها ومنها دول أوروبية وآسيوية وافريقية عدا عن تصاعد موجة الارهاب في عدد من المناطق، ما يهدد استقرارها الامني والتنموي ومسيرة الديموقراطية. وكان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد استقبل في قصر السيف ظهر أمس وبحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد رئيس مجلس الأمة علي الراشد ورؤساء البرلمانات العربية المشاركة في المؤتمر التاسع عشر للاتحاد البرلماني العربي. ورحب سموه بهم في بلدهم الكويت بين أشقائهم كما حملهم تحياته الخالصة لإخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية الشقيقة، متمنيا لهم دوام التوفيق والسداد. كما استقبل سموه رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، ورئيس مجلس النواب في المملكة الأردنية الهاشمية سعد السرور. واستقبل سموه رئيس مجلس النواب بالجمهورية العراقية أسامة النجيفي. وقال الراشد خلال لقاء سمو الامير «باسم اخواني رؤساء البرلمانات العربية ورؤساء الوفود نشكر سموك على رعايتك وحضورك للمؤتمر، فأبرز نجاح للمؤتمر هو تواجد سموك وهذا ليس مستغربا على سموك فوجودك دائما سواء في الكويت أو في الوطن العربي داعم للحرية والديموقراطية». وأضاف الراشد: «لا ننسى موقفك الداعم للمرأة لما أعطيتها حقها واليوم فرحنا بوجود 30 امرأة من المملكة العربية السعودية وان شاء الله نحن سائرون في هذا التطور الديموقراطي تحت رعايتكم ورعاية رؤساء الدول العربية». وقال رئيس مجلس الشورى السعودي د. عبدالله بن ابراهيم آل شيخ: «نحن سعداء برعايتكم للمؤتمر وحضوركم وحضور ولي العهد شرف للمؤتمر». من جانبه، قال عضو مجلس الشورى بجمهورية مصر العربية د. علي فتح الباب: «نتمنى الاستقرار للوطن العربي وروابط الاخوة الصادقة ونسعد برعاية وحضور سموك لهذا المؤتمر». وأضاف: «ندعو الله ان يجعلنا على قدر المسؤولية في وطننا العربي في مواجهة التحديات ونسأل الله ان يبارك في العمر لسمو الأمير ويجعل الخير على يديه ونرى النموذج العربي والإسلامي على مستوى العالم».