الراشد: الشعوب التي أهلكت طغاة وقوى فاسدة لن ترضى بطغاة جدد ولن تقبل إلا بالعدالة كتب - ناصر قديح : هيمنت المخاوف من انزلاق بعض دول المنطقة نحو هاوية الفوضى والارهاب والعنف وعدم الاستقرار والافلاس المالي والاقتصادي تحت تأثير ما أسمي ب "الربيع العربي" على فعاليات اليوم الأول للمؤتمر التاسع عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي بدأ أعماله أمس تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وبحضوره. هذه المخاوف تجلت بوضوح في الكلمات التي ألقاها رؤساء الوفود وفي أوراق العمل والمداخلات وألقت بظلال من الشك والريبة حول امكانية نجاح الدول التي شهدت ثورات شعبية خلال العامين الأخيرين في استكمال التحول الديمقراطي في ظل الانفلات الأمني والصراع الدموي على السلطة. في خطابه الذي ألقاه في افتتاح المؤتمر قال رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة علي الراشد: إن "التحديات التي تواجه دول العالم العربي حاليا كثيرة ومتعددة بسبب الفساد والظلم وغياب العدالة الاجتماعية وعدم توافر فرص العمل خاصة للشباب". وأضاف: إن"هذه التحديات مهدت الأرضية لقيام ما يسمى "ثورات الربيع العربي" التي لا تزال تداعياتها تعصف بالدول العربية وسط موجة من التوتر المتصاعد والمؤثر على دول الاقليم كافة", موضحا أن "تلك الثورات لن تأتي بخير على شعوب دول الربيع العربي وجيرانها ما لم تحقق تغييرا ايجابيا يساهم في توطيد الديمقراطية ورفع المستوى المعيشي والاقتصادي للشعوب مقابل الحفاظ على حقوق الانسان ورفض التمييز بين المواطنين". وأكد الراشد أن "الشعوب التي أهلكت طغاة وقوى فاسدة لن ترضى بطغاة جدد ولن ترضى إلا بالتحول إلى عهد جديد تسوده العدالة والتغيير إلى الأفضل", متمنيا من الأنظمة الحاكمة أن تسعى إلى رسم خارطة طريق تليق بتاريخ شعوبها ومكانتها بين الدول. من جهته قال الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج: إن "المؤتمر يعقد في ظل ظروف بالغة الدقة والخطورة تمر بها الدول العربية وشعوبها", مشيرا إلى أن الربيع العربي لا تزال ارهاصاته تتسع وتنتشر وسط هتافات ونداءات تطالب بالحرية والديمقراطية. وحذر من أن "أخطر ما تواجهه البلدان العربية في المرحلة الحالية هو عجز النظام العربي الرسمي عن معالجة أمراضه ومواجهة الأخطار التي تهدد أطرافه", لافتا إلى أن الارهاب الذي يزداد شراسة وامتدادا ويهدد الاستقرار الداخلي في العديد من الدول اضافة إلى تفاقم الأوضاع المعيشية في مقدمة الأخطار المحدقة بالدول العربية. وغير بعيد عن هذه التطورات أكد رئيس البرلمان العربي الانتقالي أحمد الشامسي أن "الخلايا الارهابية تسعى إلى الاساءة إلى دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها, ولن نسمح لأحد بأن يأتي من الخلف ليهدم ما بناه أجدادنا وحكامنا وشعوبنا", وشدد على أن دول الخليج تعيش حاليا العصر الذهبي للتنمية. وعن الخلايا الارهابية التي ضبطت في الامارات العربية المتحدة وعلاقتها بجماعة "الاخوان المسلمين" قال: إن "القضية تحت السيطرة الأمنية على مستوى الخليج عموما والامارات بشكل خاص وهناك اتصالات تجري على أعلى المستويات الأمنية الخليجية لمتابعة الخلايا الارهابية, فلن نقبل بأن تعم الفوضى دول الخليج". في السياق ذاته أكد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبدالواحد الراضي أن المؤتمر ينعقد في ظروف دولية واقليمية بالغة الدقة حيث على الصعيد العالمي "تجتاح العديد من البلدان أزمات مالية تهدد بانهيار اقتصاداتها ومنها دول أوروبية وآسيوية وافريقية عدا عن تصاعد موجة الارهاب في عدد من المناطق ما يهدد استقرارها الأمني والتنموي ومسيرة الديمقراطية ".