هم غالباً الحلقة الأضعف من بين الحلقات المكونة للحركات الإرهابية والتي تبدأ بالمفكرين أو العلماء كما يسميهم الأتباع، ويأتي المخططون والمنظمون في الحلقة الثانية، يليهم الممولون ، فالمروجون والأنصار وأخيراً يأتي المنفذون والذين يعدون الحلقة الأضعف وفقاً للباحثين والدارسين للحركات الإرهابية، فيما يعد المفكرون والممولون والمخططون الحلقات الأخطر، والواقع ان الكل يشكلون خطراً على المجتمعات فإذا كان منفذو العمليات الإرهابية هم الحلقة الأضعف فلأن أغلبهم من متدني الإدراك ويعانون من انحرافات نفسية، يعمد منظموهم الى اصطيادهم وتجنيدهم دون عناء وهم الحلقة الأضعف لأن لديهم القابلية للإيحاء وتنفيذ مايكفلون به، والواقع أن جميع الحلقات المكونة للإرهاب من ذوي الإدراك المتدني والانحراف إن كل تطرف مصحوب بالعنف مصيره الفناء، قد لايدرك الإرهابيون هذه الحقيقة، ولكن مآلهم الى الفناء، هكذا يحكي لنا التاريخ ، مصير كل الحركات الدينية المتطرفة والعنيفة، فالخوارج الذين كانوا نتاج ثقافة متطرفة خرج منها فرق متعددة اتسمت بالغلظة والوحشية واللامبالاة في هدر الدماء، وانتهى بهم الأمر الى الفناء. لم يقتصر الأمر على التطرف بين المسلمين، وإنما يشمل التطرف سائر الأديان ، والمذاهب الفكرية والسياسية الأخرى ، ففي الحروب الصليبية التي شنتها أوروبا على العرب، كان المتطرفون لايبالون في سفك الدماء باسم المسيح، يذكر أمين معلوق في كتابة «الحروب الصليبية» اجتياح الفرنجة للمعرة وما مارسوه من جرائم إبادة واكل لحوم البشر(ولسوف يوصف الفرنج بلا أدنى تحوير عبر أدبهم الملحمي بأنهم يأكلون لحوم البشر)، وفي تلك الحقبة أسس رجل فارسي يدعى حسن الصباح تنظيماً سياسياً شيعيا كان سلاحه المفضل هو القتل لمخالفيه، واشتهر منفذو عملياته باسم الحشاشين، حيث يرتكبون جرائمهم بدم بارد وكأن المنظمات الإرهابية اليوم مثل القاعدة وأنصار الشريعة اليوم قد استمدت أسلوب الحشاشين في تخدير منفذي عملياتها الإرهابية الوحشية. لم تكن الديانة اليهودية بمنأى عن التطرف من بين تابعيها يصحب التطرف العنف والإرهاب ، فالدولة العبرية تمارس إرهاب الدولة ضد الشعب الفلسطيني والعربي، بل وتقيم دولتها الدينية العنصرية وتريد العالم الاعتراف بيهودية إسرائيل ولكن فالحق كما يقرر التاريخ أن التطرف والإرهاب لادين له ولا مستقبل. إنه حالة طارئة مآلها الى زوال .. فالتطرف والإرهاب الذي ابتليت به دولنا العربية والإسلامية يحمل فناءه في داخله. هزيمته حتمية ولابد من التعجيل بها، لابد أن يحتشد المجتمع بكل قواه ومؤسساته في محاربة الإرهابيين الى جانب القوات المسلحة والأمن، وضرب كل الحلقات المكونة للإرهاب بدءاً من قادتهم الفكريين ومنظميهم ومموليهم والمروجين والمنفذين. مجتمعنا في حالة حرب مع هؤلاء الإرهابيين الوحشيين تقتضي من الجميع اليقظة وعدم السلبية في مواجهة أعداء الحياة..لامجال للمكايدات السياسية والحرب الإعلامية الأهلية توافقوا ولا تنازعوا.. وفقكم الله