ارصفة الشوارع ليست عبثاً، ولا ترفا حضارياً كما يراها البعض، لا شك ان لها دوراً في تحسين المدن وتجميلها وتشجير الشوارع ,الا ان الهدف الاساسي من ايجادها والحرص عليها، يتعلق بما هو انساني وحقوقي، وهذا ما يوجب حمايتها منع الاعتداء أو التعدي عليها باي شكل من الاشكال. اذا ما كانت أرصفة شوارع المدن، قد وجدت لتأمين الطريق للمشاة والفصل بينهم وبين السيارات او مختلف انواع المركبات تسهيلاً للحركة وتوفيراً للسلامة، فإنها قد وجدت ايضاً لهدف انساني حقوقي، يتمثل في كفالة حق الناس -من المشاه- في ما نسميه في الاسلام بحق الطريق، أو حقوق الطريق التي اولها توفير الامان وتجنب الخطر، وتسهيل الحركة، وكذلك حق المعاقين حركياً في المرور او السير بشكل آمن وميسر.. هذا ما هو معمول به -وبكل حرص- في جميع دول العالم, الا في اليمن.. حيث استهتار البعض بحقوق الاخرين، فمن الملاحظ ان هناك من ينظر الى ارصفة الشوارع كمسألة او كشيء ترفي يمكن الاستغناء عنه، او حرمان الآخرين منه لاتفه الاسباب، او اذا ما اقتضت ذلك مصلحة شخصية.. تأملوا كم من الغرف الجاهزة او ما تسمى ب(الكنتيرات) التي توضع كسكن لحراسة هذا المسؤول او تلك الشخصية المهمة على ارصفة الشوارع الملاصقة لمنازلهم، وكأن الاستيلاء على الارصفة لتأمين الحراسة او اكتمال علامات الاهمية والابهة، اهم بكثير بل اولى وابدى من حق الناس في استخدام الطريق، وتوفير الممر الآمن للطفل والمسن والمعاق.. تأملوا كم من الارصفة تم الاستيلاء عليها في شوارع رئيسية وهامة.. من قبل اصحاب بنايات وجدو ان الدكاكين المراد تأجيرها مرتفعة على الشارع فأحالوا الارصفة الى سلالم أو (درج) لدكاكينهم، دون ان تحرك الجهات المعنية ساكناً.. وتأملوا تلك المرافق والسفارات التي استولت على الارصفة الملاصقة لمبانيها بوضع الحواجز الاسمنتية الخراسانية حماية لها - على تلك الارصفة- مع انها ان كانت تخشى هجوماً عليها، يمكنها ان تضع تلك الخرسانات المسلحة خلف او من داخل السور وليس من خارجه وفوق الارصفة التي منعت المشاه من استخدامها.. ما دام الغرض امنياً فلتكن تلك الحمايات الخراسانية خلف الاسوار وستؤدي الغرض بشكل افضل.. وألا تحرم المشاة والمعاقين وتلاميذ المدارس من استخدام الارصفة وتلقي بهم الى خط سير السيارات المهددة لحياتهم كسيارات الاجرة التي يقودها طائشون بعقليات من كان يسوق دراجة نارية، أو السيارات التي يقودها الطائشون المتهورون من المراهقين المدللين، او سيارات مواكب الحراسات (الشعبية والرسمية) المتغطرسة بكل جنون واستهتار.. ما دفعني الى كتابة هذه الملاحظة، هو مشاهدتي لاحد الآباء بجانب احدى السفارات التي تحول الرصيف الملاصق لسورها الى كتل حماية خرسانية مرتفعة، مما اضطره الى المشي مع اطفاله على الاسفلت او في طريق السيارات، ولخوفي عليه وعلى ابنائة من طيش سائق او مرافق في ذلكم الشارع الرئيس المزدحم اضطررت الى السير خلفهم بسيارتي. ببطء يتناسب مع خطواتهم، كي احميهم من تهور او طيش او استهتار، ظللت خلفهم بسيارتي حتى وجدوا رصيفاً يسيرون عليه بآمان.. ولعلهم سيجدون في طريقهم رصيفاً مماثلاً تم ابتلاعه لغرض أمني أو تجاري.. ملاحظةأتمنى أن أجد بين المعنيين بالأمر من ينظر اليها بعين الجدية والحرص على حقوق الناس ومنها حقهم في الطريق الآمن.