عشرة ملايين معاق في الوطن العربي، وهو رقم يفوق تعداد اكثر من شعب عربي، من تلك الشعوب الصغيرة ولأننا كعرب لانهتم كثيراً بحق المعاق علينا، فإن عشرة ملايين عربي معاق قد دفع بمنظمات انسانية دولية وعربية لتبني المطالبة بحقوق المعاق والدفاع عنها إبتداءً بحقه في الطريق وانتهاءً بحقه في التعليم والتوظيف.. الخ. صارت هناك مطالبة بتخصيص الممرات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وفي مقدمتهم المعاقون حركياً في أرصفة الشوارع وتقاطعاتها وفي المرافق الحكومية والخدمية والحدائق العامة، وكل مرفق عام.. حتى تسهل عليهم الحركة دونما معاناة او تعرض للخطر.. وهذا ما تذكرته وأنا أشاهد احدى دوريات امانة العاصمة ومجالسها المحلية تقوم باخلاء أرصفة أحد الشوارع من الباعة المتجولين واصحاب المحلات التجارية الذين احتلوا تلك الارصفة ببضائعهم - خاصة الخضار والفواكة - وحالوا بين مرور المشاة منها - وهم من عملت خصيصاً من أجلهم وعلى وجه الخصوص، المسن، والمعاق ، والطفل.. سمعت أن اخلاء ارصفة الشوارع ممن افترشوها ببضائعهم هدفه الاساسي التخلص من عائق من عوائق حركة المرور.. ومظهر من المظاهر المشوهة، وغير الصحيحة.. هذا شىء ايجابي.. ولكن الأكثر ايجابية -من وجهة نظري- هو افساح ارصفة الشوارع كطريق امن للمعاق والمسن والطفل الذاهب الى مدرسته والعائد منها.. بعيداً عن مخاطر طيش السائقين وعندما ننظر الى الامر من هذه الزاوية، لابد من الاشارة الى نقطة اكثر اهمية هي اعادة الارصفة المنهوبة والمغتصبة الى اصحابها او من أنشئت من اجلهم. واغتصاب ونهب الارصفة في مدننا نوعان منها ماتم البناء عليه وإلحاقه بالمنازل التي تجرأ اصحابها على اغتصاب الارصفة وسط صمت مطبق من جميع الجهات المعنية.. ومنها ما تحول الى سلالم أو «درج» للدكاكين والمعارض التجارية التي تحتل الأدوار الأولى للمنازل التي توجد بها بدرومات أو طوابق ارضية.. الامر الذي جعل فتحة الدكان أو المعرض ترتفع بأكثر من متر أو متر ونصف المتر عن مستوى الشارع.. فقام أصحابها بتحويل الأرصفة الى سلالم أو «درج» الى تلك المحلات فضاع الرصيف بأكمله وشوّه الشارع، وصار على المعاق والطفل والمشاة عموماً المارين على الأرصفة أن يصطدموا بتلك السلالم والإنتقال الى خط السير المخصص للسيارات والمركبات. هذا المنظر موجود في معظم شوارع العاصمة.. ويشكل مخالفة صريحة لحق عام، ولحق الطريق وتشويهاً للشوارع وتعريض حياة المارة للخطر.. هنا نتساءل.. لماذا لا نشاهد حملة تعيد الأرصفة الى أصحابها وتزيل تلك المخالفات المستهترة.. ومحاكمة من سكت عن ذلك وأحسن السكوت عليه. إن بائع خضار أو بائعاً متجولاً لايشكل عشرين في المائة من مساوئ مخالفات من نهبوا الأرصفة وإلى الأبد. إن الطفل والمعاق والنساء عموماً والحق العام ومظهر المدن وحمايتها من التشوهات، تطالبنا جميعاً بهدم تلك المخالفات البشعة وإعادة الأرصفة الى أصحابها.